بشرته سوداء داكنة، ولكن قلبه يفرض السيطرة على كل من يتحدث معه، فله طلة محببة وابتسامة تخطف القلوب، فقد ترك أهله وذويه في السودان وجاء إلى مصر باحثًا عن الأمل الجديد الذي يعينه على العيش في الحياة وتحقيق قوت يومه، حيث يعمل في ورشة صغيرة بشارع النحاسين في منطقة الجمالية، حيث صناعة الأدوات الرمضانية من بينها ماكينة الكنافة الشهيرة.
محمد محمد عبدالله شاب عشريني توجه من السودان صوب مصر منذ 3 سنوات، كان يشعر بأنه لم يتذوق طعم الدفء بالوطن مرة ثانية، ولكن فور وصوله إلى مصر وجد الأمر طبيعيا وكأنه يعيش في قريته الصغيرة بالسودان: "أنا لما جيت مصر كله بيعاملني كويس جدا وعلموني الصانعة".
ويقول محمد أن بداية عمله كان يعمل في المعرض من يشيل بضائع وينقلها ومع مرور الوقت قرر صاحب العمل أن يعلمني الصانعة حتى أصبحت أفضل الموجودين في صناعة هذه المعدات، ماكينة الكنافة التي تستخدم في رمضان يقوم الشاب السوداني العشريني بتقطيعها وفق مقاسات معينة تعلمها خلال السنوات الماضية، الشاب العشريني لم يمر 6 أشهر على وجوده في مصر إلا أنه أصبح صنايعي يخرج من يده الماكينات التي تستخدم في الكنافة، حيث يقول الشاب: "احنا بنستعد لرمضان بتجهيز البضائع والعدة التي تستخدم في صناعة القطايف الكنافة وغيرها من الأشياء الآخرى التي يتطلبها المطاعم في رمضان. يقول موسى أنه منذ قدومه إلى مصر يعتبر من أجمل الأيام التي يعيشها هو شهر رمضان، لما فيه من الجمال والاحتفال، وأيضًا درجة الحرارة جيدة للغاية تكون صائم ولا تشعر بإرهاق على عكس رمضان في السودان حيث الحرارة الشديدة، لازم تكون تحت مكيف أو النيل طوال الوقت علشان تقدر تصوم".
وأضاف موسى، المصريين بيتعاملوا معايا كأني منهم أنا حاسس نفسي قاعد حاليا في السودان مش في مصر، لأن لما جئت إلى هنا لم يضايقني أحدا في مصر وجميعهم جدعان، وملقيتش حد منهم مش جدع، وبقول للمصريين والسودانيين كل سنة وانتم طيبين والسنة الجاية زي ما انتي عايزين"، موجهًا حديثه إلى أهله في السودان: “أنا بقولكم كل سنة وانتم طيبين وانا في مصر اتعلمت كل شيء وكأني في بلدي التاني ويارب السنة القادمة ميكونش فيه ثورات في السودان ونتمتع بالاستقرار زي مصر "