عرضت الحلقة العاشرة من مسلسل "الاختيار3" تسجيلا جديدا لجماعة الإخوان الإرهابية، وفيه يتحدث الإخواني خيرت الشاطر عن مجيء عناصر إرهابية من الخارج لمصر، مستفيدين من الاضطرابات الأمنية التي شهدتها البلاد عقب أحداث ثورة الـ25 من يناير.
واعترف "الشاطر" بوجود مجموعات خطر للغاية سماها بـ"مجموعة التوقف والتبين"، وقال: إن مجموعة عبدالمجيد الشاذلي المعروفة بالتوقف والتبين أو القطبيين أو السلفية الجهادية مجموعات خطر حقيقي حتى لو كانوا قليلي العدد لأنهم يتبنون فكرة العنف، ولديهم فكرة أنهم لابد أن يقفزوا على الحكم والسلطة وهو تعديل في استراتيجياتهم السابقة.
وأضاف "الشاطر"، أن عبدالمجيد وجه نداء لتنظيم القاعدة ولجماعات العنف بالخارج للمجيء إلى مصر، ونزلت مجموعة يتراوح عددها من 30 إلى 40 شخصًا في وسط غياب أجهزة الأمن، وربما يكون لديهم تفكير في عمليات تفجير محدودة.
الشاذلي، الذي أسس جماعة "دعوة أهل السنة والجماعة"، كان من مواليد العام 1938 في بسيون بمحافظة الغربية، تتلمذ على يد الإخواني محمد يوسف هواش، المدان بالإعدام في قضية تنظيم 65، وكانت له علاقة قوية مع أستاذه سيد قطب من العام 1951 حتى سجن معه في قضية التنظيم أيضا، وأثناء فترة السجن كان يلتقى "قطب" في عربة الترحيلات وفي قفص الاتهام، فيتبادلون الأفكار، من هنا بدأت تتكون أفكارهم الخلافية مع جماعة الإخوان.
جماعة "التوقف والتبين"
أصدر عددا من الكتب توضح رأيه في إقامة الحكومة إسلامية ومعنى التوحيد والعقيدة ومعنى الولاء والبراء، وشاع عن جماعته اسم "الوقف والتبيين" بعدما أصدر كتابه "حد الإسلام وحقيقية الإيمان"، كما شاع عنه اسم "القطبيين".
وبحسب الكاتب سامح فايز، الباحث في شئون الجماعات الجهادية، فإن خيرت الشاطر في التسجيل وصف جماعة عبد المجيد الشاذلي باسم جماعة "التوقف والتبين"، وهي واحدة من أكثر النظريات دموية خرجت من عباءة رفاق سيد قطب، ورغم تراجع صاحب الفكرة عنها في السجن "وفقا لكتب الإخوان" فإن النظرية استمرت للأسف وأنتجت معاناة عاشتها مصر مع الإرهاب في السبعينات والثمانينات والتسعينات!
وقال "فايز" مؤلف كتاب "شجرة الجهاد": إن مبدأ التوقف والتبين؛ قائم على رفض الاكتفاء بتوافر أركان الإسلام الخمسة ليكون المرء مُسلمًا، والمطالبة بحتمية تجنّب المعاصي وإلا يعدّ الفرد كافراً، وبصورة أوضح فإن الأفضل لديهم التوقف عن الحكم بإيمان الناس قبل التحقق من إسلامهم، والإسلام هنا معناه الإيمان بفكرهم، بفكر أهل التوقف والتبين.
شخصيات مؤثرة في جماعة "أهل السنة والجماعة"
في إحدى مقاطع الفيديو المنشورة له، تحدث "الشاذلي" عن أسماء الشخصيات التي أثرت فيه، قائلا: "تأثر جيلي بعدد من الكتاب الإسلاميين أولهم مالك بن نبي، ورغم اختلاف سيد قطب مع بعض أفكاره فإننا كنا نصر على قراءة بعض أعماله وتدريسها للإخوة داخل السجن الحربي، وخاصة ما يتعلق بالمخططات، كما تأثرنا بجلال كشك الذي كتب كثيرا عن الثورة، ومحب الدين الخطيب، والأخوين سيد ومحمد قطب، والإخواني البهي الخولي، وأبو الأعلى المودودي، فلم نركز على سيد قطب وحده، وانشغلنا بكتابات "بن نبي" رغم اختلاف "قطب" معه ومهاجمته له، وعرفنا أيضا محمد محمد حسين مؤلف "الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر" وكان "قطب" هو الذي أرشدنا إليه.
في العام 2012 نشرت صفحة "الشاذلي" على الفيسبوك مقطع فيديو يوضح فيه الفرق بين رأيه وبين منهج تنظيم القاعدة في استخدام العنف، ويبدو أن الحالة الثورية التي كانت في مصر آنذاك كانت قد فتحت شهية الجماعات الإسلامية للوصول إلى السلطة، فأوحى لهم الوضع الجديد بضرورة تعديل مواقفهم تجاه استخدام العنف، وهو ما شرحه "الشاذلي".
وقال "الشاذلي": إن آخر جلسة صدر فيها الحكم بالإعدام على سيد قطب نصحنا بعدم اللجوء للقتال، ويقصد المناوشات بيننا وبين الحكومات، وشدد على أهمية حمل السلاح في وجود ثورة شعبية تكون نتيجتها الوصول إلى الحكم.
ويبدو أن نصائح سيد قطب لمؤسس "دعوة أهل السنة والجماعة" تهدف إلى تقليل الخسائر مع الاستفادة من أقل الضربات الممكنة للوصول إلى الحكم، وهو تعديل في استراتيجية القتال لدى تلاميذ قطب بحسب اعتراف "الشاذلي" وتصريحات "الشاطر" التي أذاعها مسلسل "الاختيار3".
لقاء مع زعيم الجماعة الإسلامية
في اللقاء المشار إليه سابقا، يسرد "الشاذلي" تفاصيل لقائه مع عمر عبدالرحمن، أحد زعماء الجماعة الإسلامية، في الحرم، موضحًا أنه نصح "عبدالرحمن" بإبعاد مخططاتهم عن مصر لأن منهجهم في العنف لا يستقيم مع حالة مصر الخاصة التي تختلف عن بلاد مثل أفغانستان، وأوضح أيضا أن "عبدالرحمن" طلب منه الدعم الفكري.
وقال : حمل السلاح أمر متروك للاجتهاد، ومن خلال خبرتنا أدركنا أن مصر لها وضع خاص لا ينفع معه حمل السلاح وتنفيذ عمليات قتل واغتيالات ومناوشات، لأن المصري لا يقبل الدماء، ويجب أن نقدم له عمليات مبررة، لذا أخذنا خط في الدماء وهو إما عمليات مبررة فهي مشروعة، وإما أن تكون عملية واحدة ونهائية نصل بها مرة واحدة للسلطة وليست مناوشات طويلة الأمد.
وأكد "الشاذلي" أن طريقتنا الجهادية هذه التي رسمها لنا "قطب" ليست مستنبطة من السيرة النبوية، لكنها مستفادة من الواقع الذي نعيشه.
وأشار إلى أن "قطب" طالبنا بفصل العمل الدعوي عن الجهادي، وشرح لنا أن الداعية لا يتورط في العمل الجهادي والعكس، لأن الدماء تفضح الداعية وتفسد عمله، والجهادي يحتاج إلى أن يتختفى ويستتر فلا يعمل بالدعوة.
استفاضة البلاغ
وكان الشاذلي يرغب في مساندة الشعب المصري للجماعات الإسلامية المتطرفة، وينصح عناصر الجماعات هذه بضرورة تجنيد أفراد الشعب بحيث يصبح الشعب على مستوى الأفراد مؤمنًا بنفس أفكار الجماعات الجهادية، وهذا أول مطلب ويتحقق عن طريق التجنيد ونشاط ما يعرف بالدعوة الفردية وإغراق المجتمع بما يعرف بـ"استفاضة البلاغ"، أما المطلب الثاني هو مراقبة الأوضاع الأمنية بشكل مستمر لاستثمار أي "طريق مفتوح للمواجهة" يسهل معه تدبر العواقب، ويمكن من خلاله تحقيق النتائج المرجوة.
وبحسب أفكار الشاذلي، فإن تجنيد أفراد الأمة واستثمار طريق مفتوح للمواجهة، يضمن تقليل الخسائر ونجاح الوصول إلى السلطة، وأيضا يكون الجهادي الذي يفعل ذلك قد أقام الحجة على الناس وأسقط عنهم العذر.