تُعدّ لوحة انطباع شروق الشمس التي رسمها الفنان الفرنسي كلود مونيه، تعد رمز المدرسة الانطباعية في الفن التشكيلي،عرضت للمرة الأولى فيما عُرف لاحقًا باسم "معرض الانطباعيين" في باريس في أبريل 1874م، يعود الفضل لهذه اللوحة بإلهام الحركة الانطباعية واستخدم في رَسْمها الألوان النقيّة، وأظهر المشهد العام فيها واضحاً مع إهمال التفاصيل الأخرى، كي يجذب الإحساس البصري للمشاهد، وقد أحدثت هذه اللوحة ثورة فنية جمالية.
تُعرض اللوحة الآن في متحف مارموتان مونيه في باريس، وتنتمي إلى المدرسة الانطباعية التي ظهرت بظهور هذه اللوحة، ونُسبت هذه المدرسة إليها، وفيما بعد تحولت هذه المدرسة إلى مدرسة عظيمة، ينتمي إليها جيل كبير من الرسامين العظماء في الفن التشكيلي على مستوى العالم، والذين نالوا شهرةً واسعة جدًا.
ادعى مونيه أنه سمي اللوحة "انطباع شمسٌ مشرقة" نظرًا لأسلوب رسمه الضبابي في تصويره للموضوع حيث قال مفسرا "طلبوا مني عنوانًا للفهرس، ولا يمكن اعتباره حقا كنظرة للوهافر فقلت 'ضع انطباع "، بالإضافة إلى هذا التفسير لعنوان العمل، يزعم مؤرخ الفن بول سميث أن سبب تسمية مونيه للوحة بـ"انطباع" كان لإعفائها من الاتهامات بأنها غير مكتملة أو أنها تفتقر لتفاصيل تصفها، لكن مونيه تلقى هذه الانتقادات بالرغم من العنوان.
تُجسد لوحة "انطباع شروق الشمس "منظر شروق الشمس الذي يتكرر بصورةٍ يومية " ميناء لوهافر، وهي مسقط رأس مونيه، حيث أن العناصر المركزية في اللوحة هي القاربان الصغيرين الواقعين في المقدمة، والشمس الحمراء، كما تم وضع المزيد من قوارب الصيد في المنتصف بينما نجد في خلفية الجهة اليسرى من اللوحة سفنًا شراعية بصواري طويلة يقع خلفها أشكالًا ضبابية أخرى وهي " ليست أشجارًا بل أكوام دخانية من السفن والبواخر، وفي الأفق على اليمين صوارٍ اخرى ومداخن تظلل السماء"، ولإظهار هذه الخواص للصناعة أزال مونيه بيوتًا كانت موجودة على يسار رصيف الميناء كي لا تحجب الخلفية.
قبل ظهور" لانطباع شروق الشمس"،قبل ستينات القرن التاسع عشر، كان مصطلح "انطباعية" يستخدم في الأصل لوصف تأثير المشاهد الطبيعية على الرسام، وتأثير الرسمة على المُشاهد، وبحلول ستينات القرن التاسع عشر، أصبح مصطلح "انطباعية" يستخدم لوصف كل لوحة تنقل مثل هذا التأثير، وأصبح المصطلح يصف الحركة الفنية ككل، تم استخدام مصطلح "انطباعية" بدايةً لوصف واستنكار هذه الحركة، لكن سرعان ما بدأ جميع الأطراف باستخدامه لوصف الأسلوب الفني، وتم اعتبار لوحة مونيه "انطباع شروق الشمس"بداية للحركة واسمها.
أثارت لوحة مونيه" انطباع شروق اللشمس" الجدل في بداية ظهورها إلا أنها أدت إلى ظهور اسم الحركة الانطباعية والاعتراف بها، كما يمكن أنها، ويمكن القول إنها مثلت الحركة الانطباعية في الأسلوب والموضوع والتأثير أكثر من أي عمل أو فنان آخر.
ابتعد المنظر الضبابي للوحة انطباع شروق الشمس عن الرسم التقليدي للمناظر الطبيعية وعن الجمال الكلاسيكي المثالي، يظهر الحركة الانطباعية الناشئة، كما يعبر هذا الأسلوب عن شخصية متفردة خلال النهوض الناشئ للصناعة في فرنسا، أشار بول سميث بأن "انطباع شروق الشمس " تعبير عفوي في بحث مونيه ولكنه انقاد بأفكار محددة وثابتة تاريخيًا عن ماهية التعبير العفوي.
لم تكن لوحة "انطباع شروق الشمس" من القطع البارزة والجديرة بالذكر من وجهة نظر النقاد حيث تمت مناقشتها بشكل موجز خمس مرات فقط في جميع مراجعات المعرض، ولوحة مونيه بصيرة لتطور الحركة الانطباعية وتطور عمل مونيه كفنان.
قال مونيه عن تعامله مع المناظر الطبيعية مثل ميناء لوهافر في ضوء الحركة الانطباعية ومعرض عام 1874م، حيث قال: "المنظر الطبيعي هو مجرد انطباع لحظي، ومن هنا يأتي الاسم الذي أطلقوه علينا.. كله بفضلي، لقد قدمت عملًا أنجزته من نافذتي في لوهافر، ضوء الشمس يعبر من خلال الضباب وبضع صواري في المقدمة تبرز من السفن أسفلها.