في مثل هذا اليوم 12 أبريل من عام1961م، قام رائد الفضاء السوفيتي يوري جاجارين بأول رحلة لإنسان إلى الفضاء على متن السفينة فوستوك 1، ويوري جاجارين ولد في 9 مارس 1934 وتوفي في 27 مارس 1968، ويعتبر أول إنسان يتمكن من الطيران إلى الفضاء الخارجي والدوران حول الأرض، عانت أسرته خلال فترة الحرب العالمية الثانية وفقد شقيقيه أثناء الحرب كما قام الألمان بأسرهم ولم يعودا حتى نهاية الحرب.
لم يتردد أساتذته خلال دراسته بوصفه بالذكي، المجتهد، المتفاني في عمله، ترك التحاق أستاذه لمادة الرياضيات بالقوة الجوية للجيش الأحمر أثراً بارزاً على يوري، وأثناء عمله في أحد مصانع الحديد الصلب تم اختياره لبرنامج تدريب في معهد التكنولوجيا في مدينة رستوف، خلال وجوده هناك التحق بنادي للطيران وتدرب على التحليق بالطائرات الخفيفة وبدأ اهتمامه بهذه الهواية الجديدة يزداد ويشغل معظم وقته حتى استطاع إتمام وإتقان فنون الطيران بشكل ممتاز مما شجعه على الالتحاق بالكلية الحربية للطيران في أورنبيرغ سنة 1955 بعد إتمامه لدراسته في سرتوف.
في عام 1960م بدأ العاملون على برنامج الفضاء السوفيتي بعمليات بحث دقيقة للعثور على الأشخاص المناسبين من أجل تدريبهم وتجهيزهم المهمة المرتقبة التي ستحدث تغيير كبير على الساحة الدولية، فنجاح الاتحاد السوفيتي في برنامجهم لاستكشاف الفضاء يعني أنهم قد سبقوا الولايات المتحدة في أبحاث الفضاء خاصةً وأن تلك الفترة كانت تمثل تنافسا لامحدود بين القوتين العظمتين في ذلك الوقت في جميع المجالات والأصعدة، وقع الاختيار على عشرين شخص من بينهم يوري وقد أخضع العشرين لشتى أنواع الاختبارات الجسدية والنفسية القاسية لضمان نجاح المهمة، كان على القائمين في البرنامج السوفيتي أن يختاروا أحد الاسمين يوري جاجارين أو جيرمان تيتوف ليكون أول شخص يرسل للفضاء ووقع الاختيار على قصير القامة يوري جاجارين لكونه الأكثر تميزاً أثناء التدريبات والاختيارات بالإضافة لتمتعه بشخصية لطيفة وبسيطة، وبذلك أصبح أول رائد فضاء يرى الأرض من الفضاء الخارجي وأثناء وجوده في الفضاء تمت ترقيته من مساعد أول إلى رائد.
دهش السوفيت من عودة يوري إلى الأرض سالماً حيث أنهم لم يتوقعوا ذلك، وأسرع نيكيتا خروتشوف إلى جعل يوري بطلاً قومياً مما زاد من شهرة يوري أكثر فأكثر، أعجب خروتشوف بالإنجاز غير المسبوق والنجاح الباهر لبرنامج الفضاء السوفيتي وأمر بزيادة الإنفاق لتطوير ترسانة الصواريخ السوفيتية على حساب الأسلحة التقليدية مما أثار سخط المؤسسة العسكرية وكان أحد أهم الأسباب التي أودت بخروتشوف سياسياً.
بعد عودته إلى الأرض أصبح أحد أهم المشاهير وراح يجول العالم في حملة إعلانية للاتحاد السوفيتي، أبدى أداءًا جيداً جدا بتعامله مع الشهرة، وانتخب نائباً في المجلس السوفيتي الأعلى إلى أن عاد مجدداً إلى ستار سيتي الروسية ليساعد في تصميم مركبة فضائية قابلة للاستعمال لأكثر من مرة، وفي عام 1967 كان هناك عندما فشلت كبسولة الفضاء سويوز وعلى متنها الرائد السوفيتي فلاديمير كوماروف من دخول الغلاف الجوي.
ووفقاً لطبيعة منصبه الجديد كنائب لمدير التدريب في ستار سيتي كان على يوري أن يقوم بالطيران مجددا على متن ميج-15 ليمنح أهلية الطيران مرة أخرى، وفي 27 مارس 1968 وأثناء قيامه بطلعة تدريب روتينية بالقرب من كيرزاتش تحطمت طائرة يوري نتيجة لخلل لم يعرف سببه مما أدى بحياته وحياة المدرب الذي كان برفقته، وتم وضعه على لوحة رائد الفضاء الفقيد فوق سطح القمر تخليدا لإسهاماته وكل من فقدوا في سبيل أبحاث الفضاء.