الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

العملية الأوكرانية.. نقاط الفوز (4 من 4)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ اليوم الأول لدخول القوات الروسية إلى أوكرانيا، كتبت أن ما يحدث ليس حربا، ولا حتى معركة، لكنها عملية عسكرية، وحيث دخلنا في الأسبوع السابع على تلك العملية، فمن المفيد أن نقيمها الآن ولا ننتظر حتى تنتهي.

وبالطبع لا يوجد فائز في جميع العناصر، ولا خاسر في جميع العناصر، لكن لكل طرف جوانب فائزة وجوانب خاسرة، وفي ضوء المساحة المتاحة للنشر، سنحاول اختصار عدد اللاعبين [وهم كُثر] وربما تشمل جميع دول العالم! ونتناول هنا نقاط الفوز فقط، حيث نقاط الخسارة ظاهرة للجميع من قتلى وجرحى وخسائر في المعدات والممتلكات والاقتصاد والسياسة وزيادة الأسعار والعقوبات وزيادة معدلات التضخم، وغير ذلك، وسنكتفي بـ20 نقطة لكل طرف [روسيا والولايات المتحدة وأوربا وأوكرانيا] وقد تناولنا روسيا ثم أمريكا ثم أوروبا، وفي هذا الجزء الرابع نتناول أوكرانيا.

وأستميحك عزيزي القارئ لأشير بأنني في تناولي في الحلقات الأربعة، عندما أذكر بندا من بنود الفوز، فأنا لا أعبر عن رأي شخصي، بل أعبر عن أمر "واقع" سواء تم تحقيق هذا "الواقع" بطرق سليمة أم بغير ذلك.

رابعا: أوكرانيا فازت في المجالات التالية:

1- أصبحت أوكرانيا ذات شهرة مدوية على مستوى  العالم، ولتلك الشهرة عوائدها المستقبلية الإيجابية على المستويات السياحية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والعلمية والتكنولوجية.

2ـ لم تعد صورة أوكرانيا ولم تعد النظرة إليها في ذهن أوروبا والأوربيين، كجمهورية من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق الذي كان يسوده النظام الشيوعي، بل أصبحت أوكرانيا في القلب من النظام الأوروبي الغربي الحالي، وقد أسهمت عمليات نزوح اللاجئين الأوكران لدول أوروبية عديدة، إلى زيادة التقارب والتلاحم الأوروبي/ الأوكراني.

3- جميع ما دمرته العمليات العسكرية سيتم تجديده وتطويره على أحدث مستوى تكنولوجي وهندسي، دون أية تكلفة على الجانب الأوكراني، وستشهد أوكرانيا برامج إعادة إعمار طموحة وعلى أعلى قدر من النظام.

4- ضمنت أوكرانيا تدفق الاستثمارات الهائلة من الخارج على قطاعات الصناعة والزراعة والطاقة وغيرها، ومن بين تلك الاستثمارات عدد معتبر كان يستثمر في روسيا.

5- سيصبح الجيش الأوكراني من أقوى وأحدث الجيوش في المنطقة من حيث التسليح والتدريب والعدد، إضافة إلى أنه قد حصل على فرصة حقيقية مارس فيها القتال، ضد جيش دولة عسكرية عظمى [وستمثل تلك النقطة خلافا مفصليا في موضوع حياد أوكرانيا وهل الحياد يتطلب قوة تحميه أم لا؟]

6- ستتجه أوروبا لاستغلال كامل مساحة أوكرانيا ووفرة الأنهار فيها، وجعلها سلة غذاء لأوروبا، خاصة وأن لها حدودا طويلة مع 6 دول غير روسيا.

7- سيتم توجيه جزءا كبيرا من الاستثمارات الأوروبية لجعل أوكرانيا موردا رئيسيا للطاقة الكهربائية على مستوى القارة.

8- حصول مئات الآلاف من الأوكران على جنسيات جديدة لدول متقدمة، وبالتالي سيصبح هؤلاء الأوكران مصدر دخل ودعم مالي ومعنوي للدولة الأوكرانية.

9- ستزيد قيمة محصلة القوة الشاملة للدولة الأوكرانية بشكل كبير.

10- تم تجسيد الشعور القومي وإذكاء روح المقاومة بين الكتلة الممثلة لغالبية الشعب الأوكراني، وتجمعهم ضد الخطر الخارجي، سواء تم ذلك بشكل طبيعي أو بشكل مخطط أو بكلاهما معا، المهم أنه قد حدث في الواقع، حيث تم تجييش الشعب كما تم تقليل شعبية القيادة الروسية في أوكرانيا إلى أدنى مستوى ممكن.

11- إثبات عملي وعلى أرض الواقع التجريبي، بأنه لا غنى عن أوكرانيا كأولوية أولى، ضمن برامج الغرب لإضعاف روسيا مستقبلا، وهو ما سيدفع الغرب لضمان أوكرانيا قوية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، فرغم عدم وجود أوكرانيا ضمن عضوية حلف الناتو، فقد تسببت مشكلة أوكرانيا في إعطاء الحلف جرعة حياة جديدة، بعد أن اضمحل أيام ترامب.

12- تقليل نسب البطالة المرتفعة التي كانت تعاني منها أوكرانيا قبل العمليات العسكرية، حيث سيتم استيعاب تلك القوى العاملة في مشروعات إعادة الإعمار، ومشروعات الاستثمارات الجديدة.

13- تأسست قاعدة عريضة من العلماء والخبراء في العديد من التخصصات، أصبحت متعاطفة مع أوكرانيا على مستوى العالم، وستستمر تلك القاعدة في تقديم خدمات جليلة لأوكرانيا بعد انتهاء العمليات العسكرية، وأنا شخصيا أعرف مجموعة من أساتذة وجهابذة علوم التفاوض الدوليين يقدمون خدماتهم المجانية للحكومة الأوكرانية.

14- ظهور دور مؤثر لمؤسسات المجتمع المدني الموجودة خارج وداخل أوكرانيا، تعمل للمصلحة الأوكرانية من النواحي المعنوية والمادية، واستمرار هذا الدور لصالح أوكرانيا بعد انتهاء العمليات العسكرية.

15- سيتم إعادة تجميع وتطوير وجذب واستغلال القاعدة العلمية والبحثية، والمخزون العلمي والتكنولوجي الموجود في أوكرانيا والموروث من الاتحاد السوفيتي السابق، وتوظيفه لخدمة وتقدم الدولة الأوكرانية، وذلك عن طريق البرامج والمشروعات العلمية المشتركة مع الغرب المتقدم.

 16- امتلاك شبكة أنابيب توزيع الغاز الموجودة في الأراضي الأوكرانية، والتي أنشأتها روسيا لضخ الغاز الروسي لألمانيا وعدد آخر من الدول الأوروبية، وذلك بعد توقف ضخ الغاز الروسي، واستغناء أوروبا عنه.

17- ضمان سعر مجزي مستقبلي للعديد من منتجات أوكرانيا الغذائية (مثل القمح) والمنتجات التعدينية من المعادن.

18- تحقيق مزيد من القوة والاستقلالية للكنيسة الأوكرانية.

19- نجاح الحكومة الأوكرانية في الحفاظ على النموذج الغربي، من عدم لعب الجيش لأي دور سياسي واستمرار القيادة المدنية، وهو ما يزيد من عوامل التجانس بين أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي.

20ـ زيادة وتطوير استخدام المفاعلات النووية في توليد مزيد من الكهرباء وبيعها لأوروبا واعتبارها مصدر دخل للدولة، ومصدر استغناء لأوروبا عن الطاقة المستوردة من روسيا.