لا شك أن انتصارات العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر عام ألف وتسعمائة وثلاثة وسبعين، نقلة حضارية شهدتها لا أقول مصرنا الحبيبة وحسب ولا أقول وطننا وأمتنا العربية فقط، بل إن جاز لي القول، نقلة حضارية للعالم بأسره، سلبا وايجابا، إيجابا بالنسبة لمصرنا الغالية وأمتنا العربية، وسلبا بالنسبة لمعظم دول العالم، خصوصا الدول التي كانت تدعم المغتصب المحتل، لأن كل حضارة لها جوانب إيجابية بمقومات ترتكز عليها وتدفعها دفعا إلي التقدم وإلي التشييد والبناء، وسلبيا بمقومات تدفعها دفعا إلى التقهقر والعود إلي الوراء بمحاولات يائسة بائسة تبوء بالفشل، وهذا ما حدث للمحتل المعتدي ومن شايعه فقد أحدثت هذه الحرب الفارقة بين الحق والباطل والتي ذهبت بأحلام الطغاة ومشروعهم الذين كانوا يطلقون عليه المشروع الحضاري دولة من النيل إلى الفرات مدعوما بلوب صهيو أمريكي، أحدثت زلزالا مدمرا يجنون ثماره حسرة وندامة وألما إلي الآن، نعم ولا أبالغ في ذلك، ولم لا زلزالا أفقد العدو توازنه وقضى على غطرسته، وقضى على حلمه وصيره أطغاث أحلام، بل وأربك كل مخططاتهم، مما جعلهم ينعقون بما لايسمعون، ولماذا لا يسمعون لأنهم صموا آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا، فظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من جند الله الهادرة، وظنوا ظن السوء أن بارليف حصن حصين، لكن هيهات هيهات يا بارليف، فأنت لا تدري من هم جند الله، وأن جندنا لهم الغالبون. نعم وما أن استفاقوا من صدمتهم إلا وبدأت أجنداتهم الخبيثة التى تحمل مؤامراتهم الدنيئة تظهر من جديد، محاولين زعزعة استقرارنا وأمننا، لكن أقول لهؤلاء، لا ولن يفلح الساحر حيث أتى، وإنا لكم لبالمرصاد، فلتذهبوا بمخططاتكم التدميرية إلى الجحيم وسيكتبكم التاريخ بحروف من قيئ وصديد، بل وستذهبون إلى مزابل التاريخ، لماذا لأنكم تعلمون جيدا من مصر قلب العرب ونبضه النابض بالحياة، رمانة ميزان الأمة العربية، قادتها بأسهم شديد، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، رجال الواحد منهم يزن ألفا، قلوبهم نابضة بذكر الله، ألسنتهم لاهجة بحب الوطن، دمائهم التى تجري في شرايينهم مختلطة بحب بلدهم، أسالوها طواعية في حرب مقدسة، وكتبوا بها على أعلامنا، الله أكبر، تحيا مصر. روت دمائهم أرض سيناء فشهد لهم أهل الأرض جميعا وأيدتهم عناية السماء، نعم الله أكبر فوق كيد المعتدين، الله أكبر فوق غدر الغادرين، الله أكبر فوق مكر الماكرين، قاتلين الأطفال، وبحر البقر شاهدة وأطفالها شهود عليكم، لكنهم سيأتون يوم القيامة فرحين بما آتاهم الله من فضله، فرحين وهم يرون أبطالنا ممسكين بأكاليل الغار وورود النصر، نعم يا جند الله لم تخذلوهم وأخذتم بثأرهم، نعم فلله دركم وسلام عليكم فى الأولين وفى الآخرين. حرب التحرير، أربكت العدو وأفقدته توازنه وبعثت فينا الأمل من جديد، بعد أن بات اليأس يخيم علينا، وبعد أن زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وبعد أن كثر الحديث عن متى هو، قل عسى أن يكون قريبا، نعم تحقق وعد الله تعالى ونصر عباده المجاهدين في سبيله فالدفاع عن الأرض والعرض جهاد في سبيل الله، ليس هذا وحسب بل وهداهم سبلهم وبدل خوفهم وقلقهم وانتظارهم أمنا وسلاما، وألقى في قلوبهم محبة للنصر ومحبة للشهادة، وأفرغ عليهم صبرا جميلا إلى أن جاءت اللحظة المنتظرة، واللحظة الفارقة التى فرقت بين الحق ونحن على الحق ومعنا الحق، وبين الباطل، وأتت التعليمات للجيوش والوحدات بالعبور الأعظم، وها هو العاشر من رمضان وجند الله صيام، صيحاتهم تزلزل أركان الطغاة وتهدم أوكارهم فوق رؤوسهم، ويحطم بارليف وخطه، والعالم كله يستغيث أنقذوهم،من أيدي المصريين، أنقذوهم، وإلا فلن تقوم لكم قائمة، لكن نحيب وعويل وصراخ، انبحوا فلن نلتفت لنباحكم ولن يهمنا، ودعوا لوقف إطلاق النار فوافقنا بشروطنا، ودعوا إلى السلام وقبلنا بشروطنا، لماذا لأننا أصحاب حقوق، لله در الزعماء، لله در القادة الذين حوت عقولهم فكرا استراتيجيا عسكريا وفقها سياسيا، الأرض مقابل السلام، ردوا إلينا حقوقنا تنعموا بالسلام، وهذا هو البناء الحضاري، فإعادة الثقة في النفوس، وحلحلت اليأس الذي خيم فوق الرؤوس، وإعادة بناء الوعي المصري والعربي، جد بناء حضاري. ومن روح أكتوبر بدأنا البناء من خلال قادة في كل الميادين حملوا على عواتقهم بناء الأمة وإحداث نهضة تنموية مستدامة تواكب العصر، وتواكب التقدم العلمي والتقني، ووضعت الخطط الإستراتيجية، لتنفيذ ذلك، لا تهاون مع مقصر، لا مهادنة، لا تكاسل الكل نسيج واحد، الكل على قلب رجل واحد، الجميع ملتف حول الكل، حول قادتنا، لتحقيق ما نصبو إليه، لتحقيق حلمنا، بناء دولة مدنية معاصرة، جمهورية جديدة ينعم فيها الجميع بالأمن والإستقرار، جمهورية جديدة تتحقق فيها قيم العدل والمساواة، تتحقق بها قيم الحق والخير والجمال. فيا أيها المصريون شمروا سواعد الجد واجتهدوا وكافحوا وقفوا صفا واحدا مع قيادتكم الرشيدة من أجل إستكمال المشوار، وهذا ليس جديدا عليكم استحضروا أرواح شهدائنا في أكتوبر واجعلوها وقودا لكم ولا تعطوا فرصة للمثبطين أن يفتوا من عضدكم، أو يثبطوا هممكم، بات الحلم أن يصبح حقيقة، ويقولون متى هو، قل عسى أن يكون قريبا نعم هو قريب وقريب جدا بأمر الله تعالى. تحيا أرواح شهدائنا في جنات النعيم، تحيا جهودنا قادتنا، تحيا مصر.
آراء حرة
استلهام روح العاشر من رمضان..وحلمنا جمهوريتنا الجديدة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق