السيدة خديجة، هي خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية ولدت في عام 68 قبل الهجرة الموافق 556 بالتقويم الميلادي، كانت أولي زوجات الرسول وأم كل أولاده عدا سيدنا إبراهيم الذي أنجبته السيدة مارية القبطية، تزوجت الرسول قبل البعثة استشعرت نبؤته، أخلصت له وكافحت معه واعتنت به وبأولادهما وساعدته وساندته قبل البعثة.
وعندما نزل عليه الوحي فكانت أول من أمن به من اللنساء والرجال، فذهبت به إلي ابن عمها ورقة ابن نوفل الذي كان يعتنق المسيحية أنذاك فبشره بالنبؤة، جاهدت مع زوجها وصابرت ضد قريش الذين حاربوا دعوته وكذبوا الرسالة التي جاء بها،وعانت من الجوع والمرض لمدة ثلاث سنوات، وافتها المنية في عام 3 قبل الهحرة الموافق 619 ميلاديًا بعد وفاة أبو طالب عم النبي بثلاثة أيام فحزن النبي حزنًا شديدًا لذلك حيث أنها كانت السند لها بعد عمه ضد قريش، ودفنها الرسول بالحجون “مقبرة العلاة”.
حظيت السيدة خديجة بنت خويلد بمكانة كبيرة ومنزلة عظيمة عند جميع الطوائف الإسلامية، فقد روى أبو هريرة: «قال رسول الله: خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسية ابنة مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد»، وأتى جبريل عليه السلام إلى النبي مرة فقال: «يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربّها عزّ وجل ومنّي، وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نَصَب».
كانت الزوجة الصالحة كانت تعين النبي على العمل الصالح حتى قبل البعثة، بل كانت تشد من أزره وتطمئنه وتخفف من رَوعه، فقالت له بعدما واجه الحدث الجلل في نزول سيدنا جبريل عليه السلام: «واللهِ لا يخزيك اللهُ أبدا، والله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكَل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق».