أبرة صغيرة في يده، ونظارته طوال الوقت على عينه، يجلس على كرسي خشبي وأمامه القماش الكثير، يتفنن بدقة عالية، غرزة تلو الأخرى حتى يتمكن من استكمال الرسمة التي تخليها في رأسه، لتخرج كأنها لوحة فنية مرسومة باحتراف، حتى تكتمل الخيمة الرمضانية التي يعمل فيها "أحمد كتكت" منذ سنوات طويلة بشارع الخيامية في الدرب الأحمر بمصر القديمة.
أحمد عبد العظيم الرجل الستيني الذي غلب الشيب على وجهه، لم يستسلم بعد، ولكنه يواصل اجتهاده وعمله في المهنة التي توصف بالفن الجميل من عمل الخيم باليد :"وأنا صغير كانوا بيقولولي كتكت علشان بيقولوا لي شبه الكتكوت، طلعت عليا كتكت من وقتها".
وأضاف عبد العظيم البالغ من العمر 69 عامًا، والذي يعمل في فن الخيام منذ أكثر من 50 عامًا: "الأول كنا بنعمل قماش الأفراح والعزاء الترك، ولكن مع الأيام ظهر القماش الطبع الذي يتم عمله بواسطة الآلات الجديدة، الأمر الذي دفعنا للبحث عن الجديد: "بنعمل مفارش عليها رسومات فرعونية واسلامية ولوتس وغيرها".
وأشار أن كل الرسومات لها مسميات ويتم عملها وفق ترتيبات في التصميم الذي نضعه للرسمة، وأن الرسومات الرمضانية التي نقوم بعملها يتم بيعها في شهر رمضان، ويتم تركيب بعض الأشياء على الماكنات: "بعد رمضان بنرجع للشغل الأصلي باليد تاني".
وتابع الرجل الستيني: "أنا منفعتش في المدرسة قولت اتعلم الشغلانة دي علشان لما اكبر، اتعلمتها وطبعا حبيتها مع التطور اللي بيحصل"، أما عن الدخل الذي يتلاقاه الرجل الستيني من هذه المهنة، فهو يشبة عمله بالطبيب: "بص احنا زي الدكاترة ممكن يوم يدخل 100 مريض وممكن يوم مفيش، احنا زيه".
وأما عن رمضان واستقباله يقول الرجل الستيني: "احنا اول يوم رمضان نبدأ نشيل البضاعة دي كلها نحطها في المخزن لأن بالنسبة لينا الموسم خلص كده، وبالتالي احنا بنعرض البضاعة من أول شهر ربيع أول، مثل بوجي وطمطم بكار وفوانيس وغيرها من الطبل، دي كلها مش شغلانتنا ولكن بنحاول نتطور مع التطور اللي بيحصل، وأيضا عمل أكياس رمضان اللي تستخدم في المطابخ برمضان وغيرها من الأشياء الكثيرة،: "انا طول رمضان مش بعرف اشتغل وبالتالي الأيام العادية احسن لي".