حي عريق يحمل اسم الخيامية، يتزين بألوان مبهجة، بالقرب من منطقة باب زويلة حكاية للتاريخ، وتحديداً بباب الخلق، هناك أشهر شوارع القاهرة التاريخية، شكل تفوح منه رائحة قرون مضت، زخارف مصنعة بأقمشة الخيام، ورغم أنها تصارع الزمن من أجل البقاء إلا أنها باقية ومستمرة.
فن الخيام، هو أولى المهن التي عرفها الإنسان منذ فجر التاريخ، والتي مارسها ليجد لنفسه مأوى يحفظه من تقلبات الطقس، ويحميه من حرارة الشمس، قبل أن يعرف صناعة الأكواخ، ومثل الكثير من المهن تطورت الخيامية وخاصة في عهد الدولة الفاطمية، وبدأ أساتذة «أسطوات» المهنة في تطوريها ليدخلوا عليها تصاميم عربية قديمة، ويجمعوا فيها بين ما م نقشه على المعابد أو رسمه على المساجد والكنائس، وكان الأشهر والأكثر إتقان للخيامية في مصر يُطلق عليه شيخ الخيامية.
كانت بداية حكاية الخيامية في العصر الفرعوني، وهي فن مصري أصيل، ينتشر أكثر وقت الشهر الكريم، وأصبح أحد أهم مظاهره، تجده على موائد الطعام، وعلى نواصي الشوارع، وفي الأماكن الترفيهية احتفالاً بقدوم رمضان، ولم يقتصر الأمر على استخدامه على السرادق في المآتم والأفراح، كما دخوله في صناعة الفوانيس زاد من أهميته عند المصريين.
ولا يعلم الكثير أن الخيامية ارتبطت لفترات طويلة وحتى ستينيات القرن الماضي بكسوة الكعبة المشرفة، والتي كانت بها خيوط من الذهب والفضة، وتعتبر مصر هي أول دولة تنشئ مؤسسة مهمتها كسوة الكعبة والتي حملت اسم «إدارة الكسوة» ويتم نقل الخيامية التي تزين الكعبة المشرفة في احتفال كبير يمر بشوارع المحروسة.
وتواجه الخيامية كغيرها من المهن مخاوف الانقراض بسبب التقدم التكنولوجي، الذي ينافس عمال الخيامية باختراع الماكينة التي تقوم بطباعة أشكالها على الأقمشة ورسوم أشكال مختلفة لها.
كان قديماً من أهم طقوس التي تسمح لك الدخول في طائفة هذه المهنة، أن يتم اجتماع الخيامية وفي مقدمتهم شيخهم، وتُقدم له أعمال « الأسطى» الذي طلب الانضمام لأهل المهنة، فيما يشبه بكشف هيئة، وحالة قبوله يتم عمل مأدبة له للاحتفال بانضمام أسطي لفن الخيامية.