السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

كاتب تونسي: "الإخوان" دعمت مرشحًا خسر الجولة الأولى.. و"ماكرون" يخشى المفاجآت

ماكرون ولوبان
ماكرون ولوبان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الكاتب والمحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، المقيم في باريس: إن الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي انطلق دورها الأول صباح الأحد، مرت دون مفاجآت، حيث ذهب المترشحان إيمانويل ماكرون وماري لوبان إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية والتي ستنظم في 24 أبريل الجاري، حيث جاء الهامش بين المترشحين كبيرا في مثل هذا الدور المتقدّم لصالح ماكرون حيث استقرّ على (28.5 بالمئة) مقابل (23.6 بالمئة) لماري لوبان. ليجد المترشحان نفسيهما للمرة الثانية في نهائي الوصول إلى الإليزيه، وهو ما حدث في انتخابات العام 2017.

نزار الجليدي، كاتب تونسي

وأضاف "الجليدي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أنه بالرجوع لانتخابات 2017 فقد تصدر مرشح حركة "السير إلى الأمام" ماكرون نتائج الدور الأول بحصوله على 23.75% من أصوات الناخبين الفرنسيين. في حين احتلت منافسته مرشحة الجبهة الوطنية المركز الثاني بحصولها على 21.53%، وقد حسم ماكرون حينها الدور الثاني بحصوله على نسبة 66.06% من الأصوات وخسرتها لوبان التي حصلت على ما نسبته 33.94 من الأصوات، أما نسبة المشاركة في الانتخابات لهذا العام فقد بلغت 66 بالمائة وهي أضعف بكثير من نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية لسنة 2017 والتي بلغت 78% في دورها الأول.
وتابع الكاتب في الشأن السياسي، أنه بحسب ما تقدم من أرقام فإن الرئيس المنتهية ولايته يبدو في طريق مفتوح لولاية ثانية لرئاسة فرنسا، متجاوزا بذلك سلفيه فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي اللذين فشلا في إقناع الناخبين الفرنسيين في إعادة انتخابهما لولاية ثانية، وهذه النقطة بالذات قد تشكّل حاجزا نفسيًا عند ماكرون إذ يخشى من المزاج الانتخابي الفرنسي وربما يتجه من لم ينتخبه في الدور الأول الى انتخاب ماري لوبان بعدما انتعشت حظوظها في الرئاسة وهي تخاطب كل الفرنسيين اليوم، حيث قالت في كلمة تعليقًا على ترشحها للدور الثاني، إنها ستكون رئيسة كل الفرنسيين وفيهم شق كبير من غير الأصول الفرنسية التي تحاربهم وتتوعّدهم لوبان في خطاباتها. ولو نجحت اليمينية المتطرفة في إقناع هؤلاء بالتصويت لها فستحقق مفاجأة كبرى، وتكذب كل دراسات سبر الآراء التي تبرز تقدم ماكرون. كما أنها تحظى بدعم كل اليمين المتطرف، حيث ناشد إيريك زمور مرشح حزب "الاسترداد"، ناخبيه بالتوجه لانتخاب لوبان، أما في الجهة المقابلة فقد  دعا مرشحو حزب "الجمهوريون" اليميني، وحزب الخضر، والحزب الشيوعي، والحزب الاشتراكي للتصويت لإيمانويل ماكرون. 
وقال "الجليدي": أما التصريح الأكثر وضوحا وجرأة فكان من مرشح "فرنسا الأبية" جان لوك ميلنشون الذي قال "لا تعطوا صوتا واحدا لمارين لوبان".
ولفت "الجليدي" إلى كلمة كل من ماكرون ولوبان أمام الناخبين بعد الذهاب للدور الثاني، قائلا: تباينت كلمتي المرشحين للدور الثاني من الرئاسة حيث أراد ماكرون أن يظهر بثوب المترشح الفرنسي بعباءة  أوروبية، وقد ركّز في كلمته على هذه الناحية حيث أكد أنه سيقوم بتطبيق برنامجه "للانفتاح والاستقلال الأوروبي"، الذي دافع عنه بشكل دائم، كما شدد على أن انتخابات الجولة الثانية ستكون "حاسمة" لفرنسا وأوروبا. في إشارة إلى دوره الحالي والمقبل في الحرب الروسية الأوكرانية باعتباره المفاوض الرسمي للرئيس بوتين.
وعن كلمة "لوبان" استكمل قائلا: في حين ركّزت لوبان على خطابها الشعبوي قائلة إنها وحدها من يمكنها حماية الضعفاء وتوحيد أمة سئمت نخبتها، مشدّدة على أن جولة الإعادة "ستكون اختيار حضارة".

مرشح اليسار جان لوك ميلنشون

وأكد "الجليدي" أن استطلاعات الرأي تتوقع مرور الدور الثاني بدون مفاجآت بنجاح ماكرون وحصوله على 51 في المئة مقابل 49 في المئة للوبان. وهي نسبة غير مريحة بالمرة لماكرون وقد تحدث المفاجأة الكبرى المزلزلة لا لفرنسا فحسب وإنما لكل أوروبا وذلك بفوز ماري لوبان بحلم حكم فرنسا على طريقتها وهو الحلم الذي طاردته في ثلاث انتخابات رئاسية حتى الآن.
وعن الجالية العربية في فرنسا، قال "الجليدي" إن الجالية العربية المسلمة تمثل 15% من عدد المصوتين، ومن المتعارف عليه هو عدم حضورها بشكل كبير في الدور الأول للانتخابات الرئاسية بينما تتجه للحضور بقوة في الدور الثاني الحاسم، وقبل الانتخابات بيوم خرج بيان من هيئة أئمة المسلمين، وهي هيئة تقع تحت سيطرة جماعة الإخوان الإرهابية، حيث دعمت مرشح اليسار جان لوك ميلنشون، وهي خطوة تمثل حشدا علنيا مباشرا لمرشح دون آخر، وبدوره لم يمر مرشحهم للدور الثاني.