قالت والدة البطل إن الشهيد مواليد 1990، بحى عين شمس، ودرس فى مدرسة جابر الأنصارى الخاصة سنوات الابتدائى والإعدادى وكان من المتفوقين، وفى المرحلة الثانوية التحق بمدرسة القبة الثانوية العسكرية والتحق فى ٢٠٠٧ بالكلية الحربية مصنع الرجال، وتخرج فيها سنة ٢٠١٠ برتبة ملازم.
تتنهد الأم وتنظر إلى أعلى حيث موضع صورة الشهيد وتسترسل، وائل أصغر أبنائى يكبره أخته الدكتورة هبة وأخوه المهندس هيثم، ومن أول ما شاهدت وائل عرفت أنه سيكوم بطلا، فكان يعتمد على نفسه من صغره، فبعد حصوله على الثانوية العامة، ذهب وسحب ملف القبول بالكلية الحربية دون علمنا، وأدى الاختبارات، وانتظر النتيجة وكان أمله أن يخدم وطنه عن طريق القوات المسلحة.
وكان مجتهدا فى الدراسة، وحصل على العديد من الفرق أولها الصاعقة الراقية والمظلات، وكان أمله أن يلتحق بسلاح المشاة ثم الصاعقة وقد كان بتوفيق من الله تخرج يوليو ٢٠١٠ وذهب لوحدته فى الماكس بالإسكندرية، وعندما حدثت حادثة القديسين بالإسكندرية كان من الدعم هناك، وأثناء ثورة يناير كان مكانه فى التحرير لتأمين السفارة الأمريكية.
تسقط عبرات من عين مؤمنة بوعد ربها وتسارع لتساعد الأم على إيمانها وثقتها بمكان ابنها فى الجنة مع الأحياء من الأنبياء والصديقين وتعود لحكيها باكرا عن وليدها.. كان وائل ابنا صالحا بارا بوالديه وإخوته، ورغم أنه الأصغر لكن كان كبيرا بعقله وبأفعاله.
تواصل الأم فتقول رشح لقوات حفظ السلام فى الكونغو وذهب ٢٠١٥ وسافر وبعدها بثلاثة شهور توفى والده، وطلب أن يحضر جنازة والده لكن لم يمكن من الحضور فى الوقت المحدد، ورجع بعدها إلى سيناء لمحاربة الإرهاب والحفاظ على أرض الوطن، ولم يبلغنى أنه فى سيناء.
عندما تخرج وذهب إلى أنشاص للصاعقة قابل هناك القائد أحمد صابر منسى، وكان القائد والده الروحى لما لاقى فى وائل من شجاعة وجرأة، وارتبط التلميذ وائل بقائده ارتباطا روحيا وأخذ وائل نهج قائده بما فيه من وطنية وبطولة، ومرت الأيام واستشهد العقيد أحمد منسى، وكان قد طلب قبل ذلك منسى نقل وائل فى نفس وحدته وكان يقابل بالرفض، لأنه فى وحدته مكانه الذى يعتمد عليه وثانى يوم استشهاد منسى فى واقعة البرث طلب وائل النقل واتوافق على الطلب وراح بدل الشهيد البطل أحمد عمر شبراوى.
وأخذ فرق قبل ذلك مقاومة إرهاب دولى وغطس وعدة فرق أخرى وأخذ شهادة تقدير قبل استشهاده بـ ٦ شهور من وزير الدفاع صدقى صبحى تقديرا لجهوده فى مقاومة الإرهاب.
تقول الأم ويوم ٢٠ /١٢/٢٠١٧ يوم استشهاده كان فى تمشيط فى العريش حول المطار لأن اليوم السابق لاستشهاده كان استهدف طائرة الوزيرين الدفاع والشرطة، وهو فى التمشيط شاهد إرهابيين على الموتوسيكل وصعب التعامل معهم من العربية، فقال للجنود لا تنزلوا من العربة حتى لا تكونوا هدفا سهلا، ونزل وائل بكل شجاعة تعامل مع الإرهابيين وأسقط منهم خمسة قتلى، لكن أصابه قناص بطلقة فى كتفه، لكنه ظل يقاتل وضرب على العربية طلقة وارتدت شظايا فى صدره، واستشهد.
وكان موصيا أن يدفن مع قائده فى مدفنه، جاء أخو الشهيد العقيد أحمد منسى لبيتنا يوم الاستشهاد، لأنه كان كاتب إن الدكتور رضا منسى أخو الشهيد أحمد منسى هو يستلم اتصال الشهادة، وكان دائما يوصينى أنه لو استشهد لازم أكون قوية بس نزل على خبر استشهاده كالصاعقة. لكن ربنا لطف وافتكرت كلامه، وبدأت زفة الشهيد بطول طريق مصر الإسماعيلية وطلبت من دكتور رضا إنى أشوفه ذهبنا بعد العاشر من رمضان قابلنا عربية الإسعاف وشوفته وسلمت عليه لله الأمر من قبل ومن بعد، وتم دفن الجسم مع قائده.