الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

حوارات ثقافية| عوض الغباري: استعد لقراءة سلاسل شوقي ضيف في تاريخ الأدب العربي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على مائدة«البوابة نيوز» الثقافية خلال شهر رمضان، مثقفون وأدباء يتحدثون عن البدايات وكيف تكونت شخصية المثقف، ومدى تأثرهم بالأدب العربى والعالمى، ذكريات وطقوس المثقفين خلال الشهر المبارك، الدراما ومسلسلات رمضان من وجهة نظر المثقفين، ونصائح للجيل الجديد والشباب.. حوارات يومية على مدار الشهر. 

موعدنا اليوم مع حوار جديد من حوارات رمضان الثقافية مع الدكتور عوض الغبارى أستاذ الأدب العربى كلية الآداب جامعة القاهرة وإليكم نص الحوار.

■ ما ذكريات عن شهر رمضان؟

ذكريات الطفولة فى رمضان كثيرة أهمها الفرحة بفانوس رمضان واللعب به والغناء حول المنازل القريبة لأخذ«العادة» يعنى ما يعطيه الجيران للأطفال من حلوى أو غيرها.

كذلك الفرحة بأذان المغرب بعد صوم يوم طويل بالنسبة للأطفال الذين يفتخرون بالقدرة على الصيام. ويرتبط شهر رمضان المبارك، كذلك بانتظار المسحراتى، وسماع أسمائنا التى يترنم بها لإيقاظنا.

أما حب الكنافة فمرتبط بشهر رمضان فى الطفولة، وكذلك الاستماع إلى قصص ألف ليلة وليلة فى الراديو قبل الفجر.

وقد كنا نقوم بتمثيل فريقين متحاربين بين شرق البلدة وغربها، وقد يصاب بعضنا بسبب ذلك، ويكون ذلك قبل أذان المغرب مباشرة. ولا يزال هذا الأمر عالقا بذهنى منذ الطفولة، ولا أعرف لماذا كنا نفعل ذلك.

وارتياد المساجد فى صلاة التراويح من أهم ما يتعلق بشهر رمضان، وتبادل كعك العيد مع الجيران والأقارب، والاستمتاع بتنوع هذا الكعك، واختيار أحسنه لأكله.

وأسعدنى فى آخر رمضان مرور المسحراتى لأخذ مقابل عمله من مال أو غيره، وهو يترنم بأناشيده وأسمائنا. والعيدية من أهم ما نحصل عليه بعد شهر رمضان، وكنا سعداء بإنفاقها فيما نحب من ألعاب وحلوى، وسعادة بملابس العيد الجديدة بالطبع.

■ ما عاداتك خلال رمضان؟

يختلف شهر رمضان فى الكبر عنه فى الصغر، فالآن أهتم بختم القرآن الكريم، والمداومة على صلاة التراويح، وعمل الخير.

ولا أحب تضييع الوقت فى متابعة الدراما أو غيرها فى التليفزيون مما لا يتناسب مع جلال شهر رمضان وبركته وخيره والأمل فى نيل ثواب الصيام والعتق من النار، كذلك لم يعد من طقوسى فى رمضان الآن كثرة الإفطار خارج البيت وتبادل الدعوات إلى الإفطار، وما يصاحبه من إفراط فى الطعام فى شهر الصوم. وأحن الآن إلى ما ذكرت من طقوس الطفولة فى شهر رمضان.

وقد أرى أن شهر رمضان فى مصر لا مثيل له فى العالم الإسلامى من ناحية تميزه عندنا بطقوسه وعاداته وتقاليده من تلاوة للقرآن فى المساجد التى تتلألأ أنوارها فى كل مكان.

وحركة الأسواق العامرة بياميش رمضان، وطعامه وشرابه المفضل، وصلاة فجره، وما يصحبه من إنشاد دينى بأصوات مشايخ المصريين التى تبهر العالم الإسلامى. كذلك التواد والتراحم والبر بالفقراء بموائد الرحمن، وأعمال الخير التى تقوم بها مؤسسات خيرية أو أفراد.

وللمواد الإعلامية المثيرة فى رمضان وجود ظاهر فى مصر تعبيراً عن الشخصية المصرية المحبة للدين والدنيا.

■ ماذا تقرأ خلال شهر رمضان؟

أما القراءة فى شهر رمضان فكغيرها فى الشهور الأخرى، وكذلك الكتابة. وأما الدراما فلا وقت عندى لمتابعتها، وما أتابعه من أخبارها لا يشجع على ذلك لما فى بعضها من تجاوز لا يتناسب مع روحانية شهر رمضان. وأرى أن ما يتناسب منها مع شهر رمضان الكريم مهم جدا فى إذكاء الروح الدينية الكامنة فى نفوس المصريين استجابة للحاجات الإنسانية التى يحققها الفن الجميل.

■ هل تتابع الإذاعة والتليفزيون؟

يأسرنى أرشيف الإذاعة والتليفزيون المصرى من أحاديث علمائنا وأدباءنا كطه حسين والعقاد، وأنصح طلابى بقراءة كتبهما. وأنا شغوف بالتصوف، خاصة ما كتبه الدكتور عبد الحليم محمود عن المتصوفة.

وأسعد بمتابعة نقادنا من خلال تراث فاروق شوشة فى برنامجه أمسية ثقافية فى التليفزيون، فضلا عن روائع اللغة العربية فى برنامجه لغتنا الجميلة فى الإذاعة. كما أفضل متابعة الأفلام والمسلسلات الكوميدية، خاصة لإسماعيل ياسين.

■ ما الكتب المفضلة لديك؟

أما الكتب التى أستعيد قراءتها فأهمها سلاسل أستاذنا الدكتور شوقى ضيف فى تاريخ الأدب العربى، والشعر الصوفى، خاصة ابن الفارض شاعر الحب الإلهى. كذلك أعكف على تراث الأدب المصرى شعرا ونثرا فى العصور الإسلامية؛ عصر الولاة، والطولونى والإخشيدى والفاطمى والأيوبى والمملوكى والعثمانى.

وأحدث كتاب لى يجمع فنونا من هذا الأدب فى هذه العصور، وما تحلى فيه من قيم فنية وإنسانية مصرية فى إهابها العربى الإسلامى.

■ ما الكتاب الذى أثر فى حياتك؟

اهتمامى بالكتابة منذ الطفولة عن طريق استماعى للإذاعة، وصداقتى لمكتبة المدرسة التى كنت أمينا لها أقرأ قصص الكيلانى، وأقدم الإذاعة المدرسية، وأعد لها المادة الأدبية والثقافية، وأقدمها فى طابور الصباح، مما شكَّل وعيا بأهمية ما عرفته من المعارف الثقافية وأعلامها. وتأثرت بالكتب التراثية العظيمة مثل كتب الجاحظ، وكتب طه حسين والعقاد والمازنى.

أما على الساحة الآن فأتابع من أتوسم فيه صلاح العباد والبلاد من شيوخنا المستنيرين، وعلمائنا وأدباءنا الأصلاء.

■ ما أبرز النصائح التى تقدمها للجمهور الآن؟

أما القراءة الآن فأدعو إليها مع نصيحة اختيار المفيد منها، خاصة مع انتشار الكتب الإلكترونية التى أرجع إليها، مع تفضيلى للكتب الورقية. أما الشباب فأرجو أن يتحروا مواقع الصواب فيما يسود عبر وسائل النشر الإلكترونى.

■ كيف ترى التواصل بين الثقافات؟

لا شك أن التواصل بين الثقافات والآداب المختلفة أكيد، ويجرى ذلك على الأدب المصرى وتواصله وتفاعله بالأدب الأجنبى، وتأثره وتأثيره فيه. وقد اهتم المستشرقون بالمقامات فى الأدب العربى. وترجم بعضهم الكتب المختلفة، والفلسفة الصوفية لابن الفارض على سبيل المثال. وأتمنى وجود مؤسسة علمية لدراسة الأدب المصرى فى عصوره الإسلامية الوسيطة.