الجمعة 20 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

رمضان زمان| المشكاوات

..
..
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يترك الأدباء أى مناسبة إلا وكتبوا عنها أو وصفوها بكل ما فيها، فمنهم من نظم القصائد وآخرون لّمحوا إليها فى قصصهم أو روايتهم، بينما حاول البعض البحث والتعمق فى تفاصيل هذه المناسبة من البداية وحتى النهاية. ومن بين هذه المناسبات شهر رمضان الكريم الذى أصدر الكاتب أحمد الصاوى كتابا له تحت عنوان «رمضان زمان» عرض من خلاله كل مظاهر الاحتفال بهذا الشهر من أول أيامه وحتى نهايته، وبمناسبة حلول هذا الشهر الكريم نطلّع على ما سرده الكاتب عن رمضان زمان وكيف كان يتم استقباله.. 

يقول الكاتب أحمد الصاوى فى كتابه «رمضان زمان» إن المشكاوات تعد من أهم أدوات الإضاءة التى استخدمت فى العصور الوسطى وخاصة فى مصر والشام، وقد احتلت مكانا اثيرا فى أوقات الاستزادة من الإضاءة خلال شهر رمضان، فالمشكاوات هى تلك الزجاجات أو القناديل التى كانت توضع فيها المصابيح، وقد استمد هذا الاسم من الآية الكريمة التى شاع وردها فى قوله تعالى «الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح فى زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء لو لم تمسسه نار يهدى الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم».

بيّن «الصاوي» أيضا أن مشكاة تعنى فى اللغة العربية » دخلة فى جدار» يوضع فيها المصباح ولا تعنى بحال من الأحوال وحدة الإضاءة، ولكن جرى العرف على تسمية هذه المصابيح بالمشكاوات.

المشكاة تشبه فى شكلها العام الزهرية، فهى ذات بدن منتفخ ينساب إلى أسفل وينتهى بقاعدة ولها رقبة على هيئة قمع متسع وبداخل المشكاة كان يوضع إناء صغير به الزيت والفتيل الذى يوقد للإضاءة لصلاة المغرب من كل يوم، ويقوم خادم المسجد بذلك العمل عن طريق إنزال المشكاوات من سلاسلها عند الفجر ثم يعيد تعليقها بعد الإضاءة عند المغرب، وعند بناة المساجد من الأمراء والسلاطين يوقفون الأوقاف من أراضى وعقارات للإنفاق من ريعها على المساجد، وكان زيت قناديل المشكاوات من ضمن ما ينص على الالتزام بشرائه فى وثائق الوقف وعادة يوضع فيها زيت الزيتون أو زيت السمسم.

بيّن الصاوى أن المشكاوات لا تختلف عن غيرها من مصنوعات الزجاج الإسلامى الذى كان يصنع بنفس الطريقة القديمة، التى تتمثل فى صهر الرمل بعد خلطه بنسب معينة من الحجر الجيرى، بالإضافة إلى نسب كربونات الكالسيوم، بالإضافة إلى نسب كربونات الصوديوم وأكاسيد أخرى، ويشكل الزجاج بعد ذلك بواسطة النفخ تمهيدا لعميلة الزخرفة.

أشار«الصاوي» إلى أنه من السهل التعرف على المشكاوات التى صنعت لسلاطين، لكن الأمر يختلف تماما بالنسبة للمماليك فألقاب السلطان كانت تكتب بخط واضح على بدن المشكاة ويوضع فى اسمه أشرطة كتابية بأسفل وأعلى المشكاة أيضا، أما بعض الأمراء فكانوا يكتفون بوضع«رنكهم» أى اللون وتعنى فى العصر المملوكى الشارة التى توضع على البيوت والأماكن والأشياء المنسوبة إلى صاحب الرنك ومعظم الرنوك يدل وظائف أصحابها فشعار » الدوادر» الدواة، وشعار«السلحدار» السيف، وشعار«الساقي» الكأس بينما البريدى فشعاره ثلاثة درع مقسم ثلاثة أقسام أفقية، ولما كانت هذه الوظائف حقا مشاعا بين أمراء المماليك جميعا فإنه يصعب معرفة صاحب المشكاة التى يرد عليها دونما ذكر لاسمه.