إنتهت الحملة الإنتخابية عند منتصف ليلة أمس الجمعة .أما في مقاطعات ومناطق ما وراء البحار، أي جوادلوب وجويانا ومارتينيك وسان بارتيليمي وسان مارتان وسان بيار وميكلون وبولينيزيا الفرنسية، فانتهت الحملة في منتصف ليل الخميس. وقد وزعت وزارة الداخلية نحو 47.9 مليون ظرفاً إنتخابياً مغلفاً في صناديق بريد الناخبين بنفس وتيرة الانتخابات الرئاسية السابقة ، ومنعت الوزارة مرشحي قصر الإليزيه من نشر أي دعاية انتخابية أو اقتراع أو نتائج تتعلق بالانتخابات أو حتى الإدلاء بحوارات، حتى لا يؤثروا على التصويت اليوم.
استثمر المرشحون الرئاسيون الساعات الأخيرة من الحملة لتكثيف تحركاتهم وتجمعاتهم الميدانية والإطلالات الإعلامية سعيا لتحفيز الناخبين وإقناع المترددين والمقاطعين المحتملين. في حملة خارجة عن المألوف منذ قيام الجمهورية الخامسة عام 1958، إذ عصفت بها أزمة وباء كوفيد-19 وهيمنت عليها الحرب في أوكرانيا والتضخم وارتفاع حاد في أسعار الطاقة والمواد الغذائية وهو القدرة الشرائية ، وكلها ملفات تتصدر هواجس الفرنسيين. وفي هذا السياق، تشير نوايا الأصوات التي عكستها استطلاعات الرأي إلى تكرار سيناريو مماثل للانتخابات الماضية التي جرت عام 2017 حين تأهل إيمانويل ماكرون عن حزب (الجمهورية إلى الأمام) ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن إلى الدورة الثانية قبل أن يفوز ماكرون بالرئاسة.
يتنافس اليوم 12 مرشحاً وهم؛ الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون مؤسس ورئيس (حزب الجمهورية إلى الأمام) ،مارين لوبان مؤسسة ورئيسة (حزب التجمع الوطني) ،وجان لوك ميلنشون (حزب فرنسا الأبية)، فاليري بيكريس ( حزب الجمهوريون) وناتالي آرتو (حزب النضال العمالي) ، نيكولا ديبون-إينيان (حزب انهضي يا فرنسا )، وآن هيدالجو عمدة باريس عن (الحزب الاشتراكي) ويانيك جادو (حزب البيئة والخضر) ،وجان لاسال (حزب لنقاوم)، وفيليب بوتو (الحزب الجديد لمناهضة الرأسمالية) ،وفابيان روسيل عن (الحزب الشيوعي الفرنسي) ، وأخرا العنصري إيريك زمور مؤسس ورئيس (حزب الاسترداد).
"استطلاع كاذب" يضع إريك زمور في الجولة الثانية. كما دعت اللجنة الوطنية لمراقبة الحملة الانتخابية ولجنة الاقتراع الناخبين إلى توخي "الحذر الأكبر" بعد بث "اقتراع وهمي" يرسل إريك زمور إلى الجولة الثانية والذي تم بثه عبر الرسائل القصيرة إلى كثير من الناس. كما قام بعض مؤيدي المجادل اليميني المتطرف بنقلها على الشبكات الاجتماعية.
رأت البوابة نيوز أن تعرض نبذة عن أبرز 4 مرشحين
إيمانويل ماكرون (حزب الجمهورية إلى الأمام) زعيم الوسط الفرنسي.
يبلغ إيمانويل ماكرون من العمر 44 سنة. ولد في عائلة مثقفة بمنطقة "بيكاردي" غرب فرنسا. وكان والده طبيبا. درس في ثانوية خاصة مسيحية في نفس المنطقة قبل أن ينضم إلى الثانوية المعروفة في باريس والتي تدعى ثانوية الملك "هنري 4". كما التحق أيضا بمعهد العلوم السياسية بباريس وبالمدرسة الوطنية للإدارة. وبعد تخرجه، عمل كمفتش عام في وزارة المالية في 2004 قبل أن يلتحق بمصرف "روتشيلد" في 2008 إلى غاية التحاقه بالحكومة الفرنسية في عهد الرئيس السابق فرانسوا هولاند. وشغل ماكرون منصب الأمين العام لقصر الإليزيه ثم مستشار الرئيس هولاند الإقتصادي ثم أصبح وزيرا للاقتصاد في 2014. لكن بعد سنتين، قرر التخلي عن منصبه وخوض غمار الانتخابات الرئاسية بمفرده في 2017 بعدما وجد بأن سفينة اليسار تغرق فأسس حركة سياسية الى الأمام والتي أصبحت فيما بعد حزبا اطلق عليه الجمهورية الى الأمام. وقد نجح في ذلك إذ تم انتخابه رئيسا جديدا لفرنسا في مايو/آيار 2017 ولم يتجاوز 39 عاما، على ضوء برنامج سياسي معتدل لكنه اتبع فيما بعد سياسة يمينية وليبرالية.ويشارك ماكرون اليوم كمرشح للمرة الثانية بعد عهدة عرف فيها أوقاتا صعبة وأزمات عدة، كأزمة ألكسندر بينالا وأزمة السترات الصفراء وجائحة فيروس كورونا إضافة إلى أزمات دولية أخرى كالحرب في أوكرانيا والإرهاب في منطقة الساحل ومغادرة القوات الفرنسية لمالي وارتفاع أسعار النفط والغاز وإثارة غضب دول مثل استراليا وبريطانيا والمغرب والجزائر وساحل العاج. انتخب الفرنسيون وزير الاقتصاد آنذاك ماكرون رئيسا لبلاده عام 2017 من أجل تطبيق سياسة اقتصادية معتدلة. لكن يؤخذ عليه خصومه السياسيون بانه اتبع سياسة اقتصادية ليبرالية بيد أنه أوفى بمعظم وعوده الانتخابية لذلك فهو يتصدر حالياً كل توقعات استطلاعات الرأي الفرنسية.
كان ماكرون الإسبوع الماضي ضيفًا على منصة للفيديو عبر الإنترنت. أجاب على أسئلة مستخدمي الإنترنت. ولدى سؤاله عن مشروعه الخاص بالمناخ ، أكد أنه " لا يمكن لفرنسا القضاء على الطاقة النووية باستخدام مصادر الطاقة المتجددة" ، منتقدًا برامج كلا من يانيك جادو (الخضر والبيئة) وجان لوك ميلينشون ( فرنسا الأبية) بشأن هذه النقطة.
وحدد ماكرون في برنامجه المحاور الرئيسية لولايته المقبلة. وفيه أكد أنه "ينبغي العمل أكثر ومواصلة خفض الضرائب". كما تعهد بالعمل على تعزيز فرنسا وأوروبا في وجه "تراكم الأزمات". وأوضح أن "المبادئ الجوهرية" لمنافسته الأولى مرشحة التجمع الوطني مارين لوبن أنه "لم تتغيربل إن برنامجها مازال عنصري يهدف إلى إحداث شرخ داخل المجتمع وهو كثير التشدد" مضيفا "مارين لوبن لديها برنامج اجتماعي كاذب لأنها لا ولن تموّله". أما الرئيس الفرنسي الحالي، إيمانويل ماكرون، فهو يخوض الانتخابات الرئاسية بينما يترأس الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي.ويؤيد ماكرون التنمية الاقتصادية المصحوبة بتدابير اجتماعية وبيئية، بما في ذلك ضريبة الكربون على حدود الاتحاد الأوروبي، والبنود المتطابقة (التي تحظر الواردات التي لا تتوافق مع المعايير الأوروبية) في الاتفاقيات التجارية، مع الدفاع أيضًا عن توجيه بشأن الحد الأدنى للأجور وشفافية الرواتب والمساواة بين الجنسين.
ويشدد ماكرون على أن "قوة" الاتحاد الأوروبي يجب أن تتحقق من خلال إصلاح منطقة شنجن بما في ذلك آلية دعم الطوارئ على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.وبشأن الدفاع الأوروبي مشترك، يقترح ماكرون خدمة مدنية أوروبية لمدة ستة أشهر لمن هم دون سن 25 عامًا.ويقول الرئيس المنتهية ولايته أيضًا إنه يؤيد تطوير البنى التحتية الأوروبية مثل السحابة وميتافيريس ومنظومة الأقمار الصناعية. وأن برنامجه يهدف إلى "مكافحة الهجرة غير الشرعية وتسهيل عودة الأجانب الذين ليست لديهم أوراق إقامة إلى بلادهم الأصلية .
مارين لوبان
حزب التجمع الوطني
تشارك مارين لوبان، زعيمة حزب "التجمع الوطني" (اليمين المتطرف) في الانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة على التوالي. فبعدما حصلت في 2012 على 17,90% من الأصوات، وعلى 33,90 % في رئاسيات 2017، تعتقد لوبان أن دورها قد حان الآن لكي تتولى منصب رئيسة فرنسا في 2022. لكن تبدو المهمة صعبة خاصة يعد أن شق جبهتها المرشح إيريك زمور حيث وأستقطب ناخبين متطرفين اعتادوا على التصويت لصالح لوبان.
ولدت مارين لوبان في بلدية "نويي سور سين" الغنية في كنف عائلة تعشق السياسية. وانضمت إلى حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي كان يرأسه والدها جان ماري لوبان في سن 18 عاماً. ، حاصلة على شهادة جامعية في مجال القانون، باشرت في 1992عملها كمحامية في محكمة باريس، فيما حاولت في نفس الوقت المشاركة في انتخابات البرلمانية في الدائرة رقم 16 بباريس، لكن دون جدوى. فتوجب عليها الانتظار لغاية 1998 لكي تفوز لأول مرة في الانتخابات الجهوية بمنطقة "با دو كالي" كمستشارة. لكن تأثيرها المتزايد في الحزب في ذلك الوقت أغضب الكثيرين، إذ نددوا بسياسة المحسوبية والمحاباة التي كان يمارسها والدها. لكن رغم الانتقادات، لم يغير جان ماري لوبان موقفه واستمر في دعم ابنته مارين وهدد كل من ينتقدها بطرده من الحزب. وبدأت الإبنة في تسويق صورة جديدة لحزب "الجبهة الوطنية"، ونجحت في ذلك إلى حد ما إذ فازت بمنصب نائبة برلمانية بالانتخابات الأوروبية في ولايتي 2004 و2009 قبل أن تخلف والدها على رأس الحزب في 2011. لكن عداء والدها ليهود فرنسا جعل حزبه بغيضا في البلاد ولم يعدل عن هجومه اللاذع لليهود حتى طردته ابنته من العضوية الرئاسية الشرفية للحزب وغيرت نهجه وجعلته أقل حدة بل وغيرت إسم الحزب الى التجمع الوطني.
شاركت في غمار الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى في 2012 وحصلت على 17.90 % من الأصوات في الجولة الأولى.. وفي 2017، شاركت للمرة الثانية في الانتخابات الرئاسية لكنها فشلت في الجولة الثانية أمام إيمانويل ماكرون بعد أن حصلت على 33.90 % من الأصوات مقابل 66.10 لصالح ماكرون. ورغم الهزيمتين، لا تزال لوبان، وهي أم لثلاثة أبناء، تتمسك بأمل بالفوز وتخوض غمار الانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة على التوالي. ورغم عدائها القديم للمهاجرين غير الشرعيين، فإن مارين لوبان غيرت من سياستها العدوانية وارتكزت في برامجها على الملفات السياسية المحلية التي تهم الفرنسيين ولاسيما الأمن والاقتصاد وقد سبق لها وأن دافعت عن المهاجرين عندما كانت محامية. لكن اليوم تغير تماما موقفها.
الأولويات الرئيسية لبرنامجها: تنظيم استفتاء حول الهجرة وتخفيض ضريبة القيمة المضافة على منتجات الطاقة من 20٪ إلى 5.5٪ ومعفاة من الاشتراكات رواتب تصل إلى ثلاثة أضعاف الحد الأدنى للأجور وإعفاء الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا من ضريبة الدخل أو ضريبة الشركات وإعادة تأميم الطرق السريعة وخصخصة البث العام وطرح استفتاء مبادرة المواطنين وإدخال التمثيل النسبي في الانتخابات التشريعية وإطلاق خطة طوارئ صحية بقيمة 20 مليار يورو.
جان لوك ميلنشون
حزب فرنسا الأبية
يخوض صديق العرب والمسلمين ،جان لوك ميلنشون (70 عاما) زعيم حزب "فرنسا الأبية" (تيار أقصى اليسار) غمار الانتخابات الرئاسية الفرنسية للمرة الثالثة على التوالي. حصل في الانتخابات الرئاسية عام 2012 على 11,10 % من الأصوات وعلى 19,58 % عام 2017. ، يناضل اليوم من أجل كسر العلاقة مع التيار ليبرالي، مع التشديد على ضرورة اتباع سياسة التحول البيئي لإنعاش الاقتصاد الفرنسي. حصل ميلنشون على شهادتي إجازة في الفلسفة والأدب المعاصر. ولد بمدينة طنجة المغربية من أب يعمل في مركز للبريد وأم مدرسة، ثم غادر البلاد في العام 1962 بعد طلاق والديه وكان عمره حينها لم يتجاوز 11 عاما. يعاني ميلنشون من مرض الصمم منذ صغره، لكنه تعلم أن يقرأ الكلام على شفاه المتحدثين، استقر بعدها في منطقة "نورموندي" غرب فرنسا رفقة أمه وأخته قبل أن ينتقل إلى منطقة "جورا" شرق البلاد. متزوج من مغربية وعرف بدفاعه المستميت عن العرب والمسلمين وسط تصاعد موجة العداء المبالغ فيها في الآونة الأخيرة ولهذا ضمن المرشح أصوات العرب والمسلمين والأجانب..
اكتشف ميلنشون النضال السياسي عام 1968 وانخرط في الاتحاد الوطني للطلبة الفرنسيين في كلية الآداب بمدينة بوزونسون. باشر حياته الوظيفية كمدرس للغة الفرنسية في ثانوية مهنية قبل أن يمارس مهنة الصحافة لفترة وجيزة جدا. في 1976، انضم إلى الحزب الاشتراكي قاطعا الصلة التي كانت تربطه بجمعيات تروتسكية. واكتشف عالم السياسة بشكل حقيقي في 1970 عندما احتل منصب مدير مكتب بلدية "ماسي" غرب باريس. ثم ترأس فيدرالية الحزب الاشتراكي في منطقة "إيسون" (غرب باريس) قبل أن يصبح عضوا في مجلس الشيوخ الفرنسي وبعد ذلك وزيرا للتعليم المهني في حكومة ليونيل جوسبان بين 2000 و2002.
في 2005، ابتعد عن الحزب الاشتراكي بعدما صوت ضد المعاهدة الدستورية الأوروبية. في 2012 قرر المشاركة للمرة الأولى في الانتخابات الرئاسية، فحاز المرتبة الرابعة بحصوله على 11,10 %من الأصوات. هذه النتيجة حفزته على المشاركة في الانتخابات الرئاسية عام 2017 باسم حزب "فرنسا الأبية"، وحاز فيها أيضا المرتبة الرابعة. تميز ميلنشون عن منافسيه بأسلوبه الاستفزازي خلال الحملة الانتخابية وبالاعتماد على تقنية "الهولوجرام" التي تسمح له بتنظيم تجمعات انتخابية في عدة مناطق وفي نفس التوقيت. يقول في برنامجه الانتخابي أن العديد من المعاهدات والسياسات الأوروبية
لا تتوافق مع سياسيته بما في ذلك اتفاقيات التجارة الحرة التي تعارض الحماية البيئية. ويؤكد أنه سوف ينفذ برنامج الحزب على المستوى الوطني حتى لو كان ذلك يعني خرق قواعد الاتحاد الأوروبي.وهو يؤيد الإجراءات التي تهدف إلى جعل الاتحاد الأوروبي أكثر ديمقراطية، وأكثر صداقة للبيئة، وأكثر انفتاحًا على الترحيب بالمهاجرين
شمل مواقفه إنهاء اتفاقية دبلن الخاصة باللجوء، وإجراء استفتاء على الحد الأدنى للأجور على المستوى الأوروبي.ويقول برنامجه إنه ينبغي إعادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى سيادتها على الميزانية، مع وضع حد للقواعد التي تقصر عجز الميزانية على 3 %من الناتج المحلي الإجمالي والديون إلى 60 % ويعارض ميلانشون أيضا وجود فرنسا في حلف الناتو واتفاقية الدفاع الأوروبي المشترك. وفي هذا السباق الرئاسي ،يمتحن فيه الفرنسيون ميلنشون وشرعيته وشعبيته لمعرفة مدى نجاحه في إقناع أكبر عدد من الناخبين بالتصويت لصالحه في وقت يشهد معسكر اليسار تشتتا كبيرا في صفوفه.
آن هيدالجو
الحزب الاشتراكي
تشارك عمدة باريس الفرنسية ذات الأصول الاسبانية ،آن هيدالجو (62 عاما) للمرة الأولى في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، عملت مفتشة في مجال العمل عام 1984 قبل أن تلتحق بالمكتب الدولي للشغل في جنيف والشركة العامة للمياه ثم مستشارة لوزيرة العمل مارتين أوبري في 1997. كما شغلت أيضا منصب مستشارة تقنية لدى نيكول بيري كاتبة الدولة من أجل حقوق المرأة ومستشارة لدى وزيرة العدل السابقة مارليز لوبرانشو لمدة عامين (200 و2002). في 2001، تم اختيارها كأول نائبة لرئيس بلدية باريس بيرتران دو لانوي قبل أن يتم انتخابها عمدة لبلدية باريس للمرة الأولى في 2014 خلاقة لبيرتران. وبعد ما قالت هيدالجو بأنها لن تترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية، غيرت فجأة موقفها وقررت الترشح في نهاية المطاف بعد أن غاب اليسار من المشهد السياسي الفرنسي. لكن رغم حصولها على التوقيعات الضرورية ال500، تتوقع استطلاعات الرأي ضعف حظوظها للوصول إلى الجولة الثانية. وولدت هيدالجو في مدينة سان فرناندو بإسبانيا في عائلة بسيطة. والدها كان كهربائيا ونقابيا وأمها امتهنت الخياطة. هاجرت إلى فرنسا في 1962 رفقة عائلتها. كان سنها آنذاك لا يتجاوز 3 سنوات وحصلت على الجنسية الفرنسية عندما بلغت 14 عاما. وفي قلب برنامج هيدالجو توجد مبادئ العدالة الاجتماعية، إذ ترى أن الأجندة الأوروبية يجب أن تتضمن حداً أدنى مشتركاً للأجور والمساواة بين الجنسين وضريبة على المعاملات المالية، ومعدل أدنى لضريبة الشركات بنسبة 15٪ ، والمزيد من السيطرة على الملاذات الضريبية. وترى هيدالجو إن المعاهدات التجارية يجب أن تكون مشروطة بالمعايير الاجتماعية والبيئية، في حين دعت إصلاح اتفاقية دبلن لصالح التضامن بين الدول الأعضاء أثناء محاربة الهجرة غير النظامية. وتقترح أيضا جعل الاتحاد الأوروبي أكثر ديمقراطية، مثل السماح للبرلمان الأوروبي بتعديل الميزانية متعددة السنوات.
فاليري بيكريس
حزب الجمهوريون
ولدت فاليري بيكريس (54 عاما). وسط عائلة مثقفة في ضاحية "نويي سور سين" في الضاحية الباريسية، وكان والدها أستاذا معروفا يدرس الاقتصاد. جدها لوي برتانيا كان مختصا شهيرا في علم النفس وشارك في المقاومة الفرنسية ضد النازية. رغم استقالتها من حزب "الجمهوريون" (اليمين التقليدي) غداة الانتخابات الأوروبية في 2019، غداة فشل هذا الحزب في الانتخابات الأوروبية، لكنها عادت إلى كنفه في 2021 ،لتمثل الحزب في الانتخابات، الرئيسة الحالية لمجلس منطقة "إيل دو فرانس" والوزيرة السابقة في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي الذي يدعمها بقوة، ، تدافع بيكريس على سياسة أمنية ليبرالية. وهدفها الأول هو الوصول إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. باشرت مسيرتها السياسية في 1998 كقائمة بمهام ثم مستشارة للرئيس الراحل جاك شيراك. فازت بمقعد في الجمعية الوطنية الفرنسية للمرة الأولى في 2002. وشغلت بعد ذلك عدة حقائب وزارية خلال عهدة نيكولا ساركوزي الرئاسية (2007/2012)، من بينها وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي ووزيرة الميزانية، كما شغلت منصب الناطقة الرسمية باسم الحكومة في 2015، انتخبت للمرة الأولى رئيسة لمنطقة "إيل دو فرانس" وأعيد انتخابها في نفس المنصب للمرة الثانية في 2021. انسحبت من حزب "الجمهوريون" في 2019 .تعلمت فاليري بيكريس اللغة الروسية في مخيم صيفي مع الشباب الشيوعي في مدينة يالطا على ضفاف البحر الأسود، وكان عمرها آنذاك 15 عاما. دعت المرشحة اليمينة، فاليري بيكريس، إلى تعزيز الحدود المشتركة "من خلال تجنيد 10 آلاف من حرس الحدود الإضافي" لصالح منظمة فرونتكس لمراقبة حدود الاتحاد الأوروبي.كما أنها تؤيد وجود قوة دفاع أوروبية بالاشتراك مع الناتو، داعية إلى جعل "أوروبا قارة تفتخر بتاريخها وجذورها وثقافتها، من خلال وضع حد لإلغاء الثقافات الأوروبي.تعد ، أيضا بتقديم الأفضلية للشركات الأوروبية في فرنسا.
إيريك زمور
حزب الاسترداد
يستند الصحافي العنصري الكاره للعرب والمسلمين إيريك زمور (63 عاما) على نظرية "الاستبدال الكبير" التي تعتمد نهج المؤامرة (تدعي أن المهاجرين الذين يعيشون في فرنسا سيحلون محل الفرنسيين في المستقبل القريب). ويتطرق في خطاباته إلى مسألة الهوية وينتقد دائما الهجرة والإسلام. لذا أنشأ حزبا اطلق عليه الاسترداد ليسترد فرنسا من المسلمين والاجانب. ولد زمور في بلدية "مونتروي" التي تقع في الضاحية الباريسية شرقا في عائلة يهودية بسيطة من أصل جزائري. ثم انتقل مع والديه وأخيه الصغير إلى بلدية "درانسي" قبل أن يرحل إلى بلدية "ستان" ثم بعد ذلك إلى باريس وبالتحديد إلى الدائرة رقم 18 حيث درس في مدارس دينية خاصة وغير مختلطة. حصل على شهادة في العلوم السياسية، لكنه رسب مرتين في امتحان الدخول إلى المدرسة العليا للإدارة في 1980 و1981. حصل على إعفاء من الخدمة العسكرية بحجةإصابة في الركبة. بدأ مشواره المهني كصحفي في جريدة "لو كوتديان دو باري" حيث كان يغطي الأحداث المتعلقة بالسياسة الفرنسية الداخلية من 1986 لغاية 1994. ثم التحق بجريدة " أنفو ماتان" ككاتب أعمدة من 1994 لغاية 1995. ثم بجريدة "لوفيجارو" من 1996 إلى 2009 قبل أن تقوم الجريدة بطرده بتهمة " التحريض على التمييز العنصري". لكن رغم ذلك استمر زمور في نشر مقالات ومواضيع تحليلية في مجلة "لوفيجارو " الأسبوعية التي تميل إلى اليمين. اشتهر زمور بمشاركاته المكثفة والمثيرة للجدل في نقاشات تلفزيونية فرنسية، على غرار قناة " إي تيلي" والقناة الفرنسية الثانية و"سي نيوز"، وفي محطات إذاعية منها إذاعة "إير تي إيل". لكن في أواخر عام 2021، أرغمه المجلس الأعلى للسمعي البصري على تعليق مشاركاته التلفزيونية بسبب خوضه غمار الانتخابات الرئاسية الفرنسية. هو أب لثلاثة أطفال. وتصريحاته المثيرة للجدل جعلته يواجه تهم عديدة بالعنصرية. وأدانه القضاء الفرنسي ثلاث مرات بتهمة "التحريض على العنصرية".
يطالب بضرورة إنشاء منظمة "أوروبا للأمم"، وأن يكون للدول الأعضاء سيطرة أكبر على حدودها مؤيدا بناء جدار على الحدود البرية الأوروبية الخارجية. ويدعو إلى سيادة القانون الوطني على القانون الأوروبي وإلى الاحتفاظ بتدخل الاتحاد الأوروبي في القضايا التي لا يمكن تنظيمها على المستوى الوطني. ويعارض التوسيع الإضافي للكتلة وأي اتفاقية تجارة حرة جديدة. وفي اقتراح رمزي، يود حظر رفع العلم الأوروبي بدون العلم الفرنسي على المباني العامة.
أما عن المهاجرين فقد أعلن في برنامجه الانتخابي عن نيته الوصول إلى ما يسميه "صفر مهاجرين"، أي عدم استقبال الدولة لمهاجرين جدد وطرد المهاجرين الذين لايملكون عملا من البلاد. رغم أن ذلك أمرا "غير واقعي وغير مرغوب به"، على حد تعبير الرئيس ماكرون.