أذاعت الحلقة الثامنة من مسلسل "الاختيار3" تسجيلا جديدا لجماعة الإخوان الإرهابية، وفيه يتحدث الإخواني محمد مرسي، مرشح الجماعة للانتخابات الرئاسية آنذاك، مع المشير محمد حسين طنطاوي قبل ظهور نتيجة الانتخابات الرئاسية 2012.
وخلال اللقاء، اعترف "مرسي" بوجود "موجة من الاضطرابات غير المسبوقة"، في محاولة منه لتهديد قيادات الجيش في حال خسارته للانتخابات، بينما رد عليه المشير طنطاوي بصورة حازمة، وأخبره أنه يدرك التخطيط لهذه الاضطرابات قائلا: "الجهة التي تريد إضرام النار في البلد ستكون مصيبة على البلد" طالبًا منه أن يخبر جماعة الإخوان أنه ليس هناك داع لمثل هذه الأمور.
كما تطرق اللقاء لطلب "مرسي" من المشير طنطاوي إلغاء قرار المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب، وهو أيضا ما رد عليه المشير بحزم مؤكدا أنه قرار محكمة وليس له سلطة للتدخل في شئون المحكمة.
الاعتراف بـوجود "موجة إضرام نار" دليل قاطع على عنف الجماعة
قال الكاتب سامح فايز، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية الجهادية: إن التسجيل الجديد الذي جمع بين الإخواني محمد مرسي والمشير طنطاوي، ربما يكون جديدًا على الناس اليوم، لكن المتابعين للمشهد جيدا في وقتها أدركوا أنها جماعة مجرمة تسعى للذهاب بالدولة لحرب أهلية، وهو أظهرته الدراما التوثيقية لمسلسل الاختيار من خلال تتبع شحنة الأسلحة التي تستقدمها الجماعة من الخارج لأعضائها.
وأضاف "فايز" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن خطورة التسجيل تكمن في كونهم يصرحون بهذا العنف وهذه الرغبة، فهناك فرق كبير بين أن تعطي الجماعة ايحاءات عن طريق توظيف الناس في الشارع وبين أن تعلنه وتصرح به أمام أكبر مسئول عسكري لأحد أهم الجيوش وأكبرها في العالم، وتتحداه أنهم سيحرقون البلد إذا خسروا في الانتخابات الرئاسية.
وأكد "فايز"، أن الجيش لم ولن يقبل أن يغير نتيجة اختيارات الشعب، ففي الحلقة مشهد يتخوف فيه المشير طنطاوي على لسان الفنان أحمد بدير من تسليم البلد للجماعة، بينما يرد عليه الرئيس السيسي على لسان الفنان ياسر جلال أنه لابد من التسليم باختيار الشعب، لأن الجيش ينتصر لاختيارات الشعب.
وقال "فايز": إن الجماعة الإرهابية تروج لأكبر كذبة وهي أن الجيش كان يخطط للانقلاب، فلو أراد الجيش أن يمنع الجماعة من الوصول للحكم لكان فعلها قبل أن يسلم لهم السلطة، لكن الجيش انتصر لاختيار الشعب في تسليم السلطة ثم انتصر للشعب مرة أخرى في 30 يونيو و3 يوليو عندما استجاب لندائهم بالنزول لعزل مرسي وجماعته، وتلقى تفويض الشعب في مواجهة الإرهاب
وفرَّق الكاتب في شئون الإسلام السياسي، بين تسجيل الإخواني خيرت الشاطر الذي قال فيه إنه يستطيع جمع مليون شخص للهجوم على مقرات الأمن الوطني وحرقها، وبين تسجيل الإخواني مرسي الذي يقر بوجود "موجة إضرام نار"، فالأول عنف غير صريح لأنه ربما لا يقدر على جمع والترتيب والتخطيط لفعل الحرق، بينما الثاني يؤكد بوجود موجة اضطرابات وإضرام نار وأحداث وصفها بـ"ليس لها من دون الله كاشفة"، فهو دليل قاطع ومباشر لكونهم جماعة إرهابية تستخدم العنف وتسعى لإرهاب الدولة.
وأشاد "فايز" بالموقف البطولي للرئيس السيسي الذي عرَّض حياته للخطر بانتصاره لمطالب الشعب في 30 يونيو، لأنه أقدم على خطوة يعرف خطورتها، حيث حضر جلسات تهديد الإخوان للمؤسسة العسكرية بالإضافة لكونه مدير المخابرات الحربية، بما يعني أنه على دراية بتوجهات الجماعة الإرهابية.
ولفت "فايز" إلى أن توفر المعلومات حول النوايا الحقيقية للجماعة لم يجعلها تذهب للمتاجرة بها في وقتها، وإنما صبرت طويلا للحفاظ على استقرار البلد، ثم رأت في مرحلة الاستقرار أن تطلع الشعب على الحقيقة وكواليس هذه المرحلة الصعبة التي مرت بها مصر.