فى سلسلة «هواها شعبى» التى تقدمها جريدة «البوابة نيوز» خلال شهر رمضان المبارك نحاول الإجابة عن سؤال الهوية المصرية، أو بالبلدى كدا «إحنا مين؟»، وهل نحن حقًا نحمل سمات الحضارة المصرية القديمة، بكل ما تحمله من موروث ثقافى امتد عبر الأزمنة المتعاقبة، ومازال ينبض حيًّا جسده المصرى القديم عبر جدران المعابد والمقابر الأثرية. فمازال المصرى يحتفل بأعياد دورة الحياة من ميلاد وزواج ووفاة، حتى احتفالات الحصاد وغيرها من الاحتفالات التى تعبر عن الهوية المصرية، وفى هذه السلسلة سنعبر خلال الأزمنة والأمكنة لنلقى الضوء على هويتنا المصرية والمجسدة فى تراثنا الشعبى «الفولكلور»..
طقوس ليلة الزفاف
قد يقابل العروسين فى ليلة الزفاف بعض العراقيل التى قد تعيق إتمام عملية الزواج، مثل الخوف والرهبة التى تصيب العروس يوم زفافها، أو الخجل، وكلها تؤدى إلى نفس النتيجة، وقد ابتدعت الجماعة الشعبية العديد من الطقوس التى يتم ممارستها يوم الزفاف لطرد الأرواح الشريرة مثل رش الملح وغيرها من الممارسات التى تهدف على حماية العروسين وكل مجتمع يعبر عن تلك الطقوس بأشكال مختلفة ومتنوعة.
طقوس الحماية
وهى الطقوس التى تمارس بغرض حماية العروسين بغض النظر عما إذا كان هناك من يتربص بهم أم لا، وتهدف هذه الطقوس إلى طرد الأرواح الشريرة، وعلى رأس تلك الأشياء هى الحسد الذى قد يصيب العروسين خاصة وإن كان أجواء الاحتفال مليئة بالبذخ فقد يصيب العروسين بالحسد عما هما مقبلين عليه. وفى هذه الحالة يتم تغطية العروس بملاءة أثناء حملها إلى بيت زوجها حتى لا تنظر إلى أحد وهى فى طريقها إلى بيت العريس، وفى بعض القبائل تقوم العروس بتغير ملابسها وارتداء ملابس العريس وتغيير شكلها لتضليل الأرواح الشريرة، كما يقومون أيضًا بتخضيب العروس بالحناء، ذلك لأنه يعتقد فى أن نبات الحناء له خصائص الحماية ضد تلك الأرواح، فاللون الأحمر المستخدم فى طقوس الحناء يعتبر وسيلة لضمان رفض العذرية وله دلالة على العفة وأحيانًا يغطى فراش العروسين باللون الأحمر لأن اللون الأحمر يبعث على السعادة، كما أن عملية التخضيب والمقصود بها تحنية العروس له دلالة على أن العروس لم يسبق لها الزواج.
ومن بين الطقوس أيضًا أن يصاحب العروسين مجموعة من الأشخاص لهم نفس المظهر مثل ارتداء أصدقاء العريس جلباب أبيض مثل العريس، أو ترتدى فتاة أو أكثر نفس ملابس العروس أو ارتداء بعض الفتيات الصغار فساتين الزفاف وذلك لتضليل تلك الأرواح وتضليلها، وحتى فى وقتنا الحاضر مازال تحرص العائلات على ارتداء أفضل ما لديهم من ثياب وملابس وربما يتم شراء ملابس تخصص لهذا اليوم والاحتفال بالعروسين. وهذه الطقوس قد تمارس قبل ليلة الزفاف أو قبلها بيوم حيث يمنع على العروسان فعل بعض الأشياء باعتبارهم فى مرحلة خطر، وكما ذكرنا فيما سبق أن طقوس الاحتفال بالزواج هى بمثابة طقوس عبور حيث يتحول الإنسان من مرحلة ويدخل فى مرحلة أخرى وحياة جديدة وكأنه ميلاد جديد.
هل وقفت الطقوس عند هذا الحد.. لا فهناك العديد من الممارسات التى تتم يوم الزفاف وهو ما سنعرفه فى الحلقة القادمة من هواها شعبى... يتبع،،
