بالفعل فعلها الجيش المصرى مُتسلِّحا بالعلم والتجهيزات والمعدات الحديثة، وقبلها المساندة غير المشروطة وغير المحدودة من كافة قطاعات الشعب المصري.
لم تكن الملائكة إلا مواطنين مصريين فى ثوب الجنود والضباط والقادة، ومثلهم فى ثوب العمال والفلاحين والمدرسين وأساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين وكافة فئات الشعب الطيب، لم تكن الملائكة وإنما كان العلم والتعليم والتعلم والتدريب الشاق هو سلاح أبناء القوات المسلحة.
ومن الغريب ألا يرى مشايخنا الأفاضل تلك الحقيقة الدامغة، وما زالوا على عنادهم في أن الملائكة هى التى انتصرت فى حرب أكتوبر 73 والذى يتوافق ذكراها مع العاشر من رمضان، وهم بذلك يحرمون شعب مصر وجيشه العظيم من ملحمة سجلها الشهداء بدمائهم فى كتب التاريخ، ولمَ لا وقد فعلها أحد كبرائهم، وسجد لله شاكرًا على هزيمة الجيش المصرى فى حرب 67 .
ومن موقع أخبارك يتساءل العميد عادل يسري فى مذكراته: "سؤال تردد كثيرًا أمامنا: هل رأيتم الملائكة؟ هل كانت تقاتل معكم بلباس أبيض؟ أقول بصدق: إنني لم أرَ الملائكة، وكيف نراها والله سبحانه وتعالى يقول "وأمدكم بجنودٍ لم تروها"، وقد سألت جميع القادة والجنود الذين قاتلوا معي: هل رأوا الملائكة؟ وكانت إجاباتهم جميعًا واحدة: لم نرَ".
ثم يقدم العميد عادل يسري إجابة قاطعة عن "سؤال الملائكة" الذي واجهه كثيرًا: "لكن الملائكة كانوا معنا في صورة أخرى، كان الملائكة يحاربون معنا في صورة عبدالعاطي وبيومي الذين دمروا للعدو أرقامًا خرافية من دباباته ومدرعاته، في صورة الرجال الذين قاموا بأعمال خارقة، في صورة العريف عمر من كتيبة حسن الذي دمر، في دقائق، دبابة وعربة مدرعة للعدو بسلاح صغير مضاد للدبابات، آر بي جي، ونال نوط الشجاعة العسكرية.
والمسألة لم تقف عند حرب أكتوبر بل نجد روايات مشابهة فى كتاب «آيات الرحمن فى جهاد الأفغان» الذى ألفه الدكتور عبدالله عزام فى الثمانينيات، وتحدث فيه عن ملائكة يلبسون أبيض فى أبيض ظهروا فى أرض المعركة، وقتلوا الجنود الروس دون أن يطلق الأفغان طلقة رصاص واحدة، وطيور أتت من الغيب وكانت تلقى بالحصى الملتهبة على الطائرات الروسية وتسقطها، وأسود مفترسة كانت تطارد الجنود الروس وتقتلهم.
نفس الأمر حدث بعد حرب لبنان التى أحرج فيها حزب الله الجيش الإسرائيلى، حيث ظهرت العديد من الكتب تتحدث عن المعجزات والكرامات التى حدثت فى تلك الحرب مثل الصواريخ التى انطلقت من الأراضى اللبنانية باتجاه إسرائيل بدون معرفة مصدر إطلاقها ومن أطلقها وأصابت أهدافها بدقة أدهشت الخبراء العسكريين، والقتلى الإسرائيليون سقطوا برصاص من مصدر مجهول أثار دهشة مقاتلى حزب الله أنفسهم .
ثم بعد ذلك بصيغة عراقية حينما تحدث بعض العراقيين ممن قاتلوا الأمريكان فى الفلوجا عن ملائكة نزلت من السماء فى ثياب بيضاء على أحصنة بيضاء وقاتلت الأمريكان بسيوفها،
ويكتب الدكتور خالد منتصر عن معركة شهيرة بشأن ملائكة حرب اكتوبر نشر بصحيفة الوطن في: 06 أكتوبر 2020:
الفيلسوف الراحل العظيم د. فؤاد زكريا، فارس من فرسان التنوير، كان قوياً، مرتب العقل، قوى الحجة، ومن أبرز وأهم مواقفه الجريئة حين واجه شيخ الأزهر د. عبدالحليم محمود على صفحات «الأهرام»، معارضاً ترويج الشيخ لأسطورة أن الملائكة هى التى حاربت وحطمت خط بارليف، ووجد د. زكريا أن مثل تلك الأقوال هى إهدار لجهد المصريين الذين خططوا وتعبوا وتلافوا كل أخطاء عشوائية هزيمة ٦٧، ليأتى شيخ الأزهر وقتها ويشطب عليها بأستيكة،
وقال د. فؤاد زكريا وقتها:على أنه إذا كان انتشار التفكير اللاعقلى أمراً مفهوماً، بالرغم من أنه لا يغتفر فى ظروف الهزيمة فإن الأمر الذى لا يمكن فهمه ولا اغتفاره هو أن تظهر ألوان جديدة من هذا التفكير بعد السادس من أكتوبر، فذلك لأننا كنا قد أعددنا العدة لكل شىء منذ زمن طويل، وحسبنا لكل عامل من العوامل حساباً، وأجرينا مئات التجارب على العبور، وكان واضحاً أن التدريب الشاق والحساب العلمى الدقيق والتوقيت الذكى والتضليل المخطط والمرسوم للعدو، وفوق ذلك كله حماسة الجندى المصرى وشجاعته، كل هذه كانت العوامل الرئيسية فى النجاح الباهر الذى أحرزناه فى العبور وفى معارك الضفة الشرقية، ومع ذلك فقد عادت التعليلات اللاعقلية تطل برأسها من جديد، وكان ما يثير الإشفاق فى هذه التعليلات هو أنها تهيب بقوى غير منظورة قيل إنها حاربت معنا، ولم يدرك مرددو هذه الأقاويل أن تصديقها معناه أن الذى انتزع النصر ليس هو الجندى المصرى الباسل بدمه وعرقه وشجاعته، ومعناه أن العلم والتخطيط والحساب الدقيق لم يكن له إلا دور ثانوى فى كل ما حدث، بل إن تصديق هذه الأقاويل يعنى ما هو أشد من ذلك وأخطر، إذ إن قائلها يفترض أن ما حدث كان «معجزة»، وأن الأمور لو تركت لكى تسير فى مجراها الطبيعى لما أمكن أن يحدث ما حدث، ولست أستطيع أن أتصور فى ظروف التضحية الهائلة التى مر بها جيشنا جحوداً أشد من ذلك الذى ينطوى عليه هذا الافتراض الضمنى».
واهتمت الدراما الإسرائيلية بهذه القضية - كما تقول بوابة الأهرام - وعرضتها في أفلام أنتجتها خصيصًا لمناقشة هذه القضية مثل أفلام حرب الغفران أو الانتصار أو دموع في سيناء إلى هذه الدعاوى، زاعمة أن الله يحب إسرائيل، وبالتالي لم يسمح بهزيمتها، ومن هنا كانت مشاركة ملائكة الله وجنود السماء مع اليهود من أجل الانتصار الإسرائيلي خاصة مع الهجوم المضاد الذي نفذته ظهيرة يوم 12 أكتوبر، بعد 6 أيام من الانتصارات المصرية والسورية المتوالية.
الغريب أن صمت الشيوخ الإسلاميين عن مناقشة هذه الظاهرة سواء بالسلب أو الإيجاب قابله على الجانب الآخر تأكيد من الحاخامات اليهود بوجود عدد كبير من جنود السماء الملائكة في حرب أكتوبر، وأن الله كان رحيمًا باليهود وساعدهم بعد الهزيمة وأرسل لهم هؤلاء الملائكة.
وهناك روايات لجنود إسرائيل عن الملائكة التى حمتهم من صواريخ حماس وشهادات للمارينز عن القوى الإلهية التى تنقذهم من أفخاخ العراقيين
كما أن كتبا شبيهة ظهرت فى إسرائيل ترصد روايات لجنود إسرائيليين يتحدثون عن ملائكة كانت تساندهم وتحميهم من رصاص جنود حماس وصواريخهم أثناء الحرب على غزة أو معركة «الرصاص المصبوب». وعلى اعتبار أنه لا أحد يملك الحق الحصرى لظهور الملائكة فى رواياته الحربية ظهرت نفس الكتب ونفس الروايات ولكن بصيغة أمريكية .
ولله فى خلقه ملائكة ومشايخ، كل عام وأنتم بخير، أهلًا رمضان.