«صائد التكفيريين».. «أسد سيناء».. «الجزار». ألقاب حصدها الشهيد محمد هارون، خلال حربه ضد الإرهاب فى سيناء. تقول أخت الشهيد استشهد أخى فى الساعة الخامسة إلا الربع يوم 12 نوفمبر عام 2015، وكان قائد معسكر الجورة، بجوار مقر القوات متعددة الجنسيات بالشيخ زويد بسيناء، حيث انفجرت عبوة ناسفة استخدمها الإرهابيون لأول مرة، بحسب توصيف أبو أحمد الرفحاوى، المحسوب إعلاميا على التنظيم الإرهابى.
تم زرع العبوة الناسفة منذ ١٠ أيام قبل انفجارها على طريق الجورة، والتى كانت منصة لإطلاق صواريخ من الإرهابيين على قوات الجيش المصرى، وأحاط الإرهابيون المنطقة بالعبوات الناسفة، وكانت المنطقة تشهد قتالا عنيفا، واشتباكات بالأسلحة الثقيلة.
وعندما تم تطهير المنطقة بعد عام، تم العثور على أكبر مخبئ للتكفيرين بسيناء.
تفتخر أخت البطل وتقول: منطقة لهب وصحراء، لا يصلح لها إلا الأسد هارون. وتضيف ضرب الشهيد أروع مثل للقيادة والفداء والتضحية والحفاظ على رجاله، فقد عاشت حملته العسكرية وجميع الجنود والضباط واستشهد قائد الحملة بمفرده وهو الشهيد هارون.
وتشير إلى أنه أصيب بنزيف حاد لوجود جرح ١٥سم بالشريان الرئيسى، وجرح بالصدر والرقبة، وحاول الطبيب إسعافه، ويقول الطبيب: يبدو أنه رأى الملائكة تحيط به، فوقف على قدميه رغم النزيف، وأصدر أوامر لرجاله من الجنود والضباط بإعادته لكمين الجورة رغبة بعدم الاستشهاد خارج عرينه.
يقول زملاؤه فى الكتيبة، إن الشهيد كان بطلا يخشاه التكفيريون، وكان رجال العمليات يسمعون أصواتهم وهم يقولون «اهربوا دورية أبو هارون قادمة».
تمكن الشهيد ورجاله من صد ١٧ هجوما، كان صلدا قويا فى مواجهة التكفيريين.
وعن وصية الشهيد تقول أخته: «أوصيكم إن مت أن يتم دفنى بسرعة، وأن يتم سداد ديونى التى تمثلت فى أقساط العربية لدى بنك القاهرة، على صابر معه الكارت، وأن يتم دفع ١٠٠٠ جنيه للأسطى جمال الأسطورجى، وميدو يعرفه، وخرجوا عنى أموال بنية سداد الدين، إذا كان هناك دين لا أذكره، وإذا كان أخى أحمد إبراهيم هارون إذا كان حاضر جنازتى أن يصلى صلاة الجنازة، لأنه سيكون أكثر شخص حزين، وسيدعو لى بصدق، وأنا سأكون محتاج لهذا الدعاء».. كانت هذه وصية الشهيد المقدم محمد هارون الذى استشهد مساء الخميس ١٣ نوفمبر، فى الشيخ زويد أثناء تأدية عمله بتفكيك العبوات الناسفة مع قوات الأمن فى منطقة الجورة، جنوب الشيخ زويد
وعن العائلة ومكانة البطل عندها تقول أخته: محمد كان أصغر واحد، وأنا الكبيرة ودكتور أحمد الأوسط، كان محمد وأحمد مثل التوأم، والوالد كان وكيل وزارة، الوالدة معلمة لغة عربية، وتوفى والدى ومحمد كان لسه ملازم، وتزوج البطل من بنت عمى وهى بنت خالتى فى نفس الوقت الدكتورة منار هارون، فقط تزوج لفترة ٣ شهور واستشهد بعدها.
تنهى أخت البطل روايتها عن أخيها البطل وهى تصفه بالبطل وتقول: كلنا نفتخر أن جعل الله من بيننا من يدفع فاتورة سلام الوطن وأمنه، ولا نعترض على قضاء الله، إنما ندعو الله أن نلحق ببطلنا ونحن نضحى من أجل الوطن.
إصابات متعددة فى جسد البطل لم تمنعه من الوقوف ومناداة رجاله لنقله إلى مقر وحدته ليموت وسط رجاله.