الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

حوارات ثقافية| أحمد الخميسى: تأثرت بـ«بأنطون تشيخوف» والعبقرى يوسف إدريس

القاص أحمد الخميسي
القاص أحمد الخميسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على مائدة«البوابة نيوز» الثقافية خلال شهر رمضان، مثقفون وأدباء يتحدثون عن البدايات وكيف تكونت شخصية المثقف، ومدى تأثرهم بالأدب العربى والعالمى، ذكريات وطقوس المثقفين خلال الشهر المبارك، الدراما ومسلسلات رمضان من وجهة نظر المثقفين، ونصائح للجيل الجديد والشباب.. حوارات يومية على مدار الشهر. موعدنا اليوم مع حوار جديد من حوارات رمضان الثقافية مع الأديب أحمد الخميسى، وإليكم نص الحوار

■ حدثنا عن ذكرياتك مع شهر رمضان فى الطفولة.. كيف تفتح وعيك بطقوس الشهر المعظم فى الصغر وما أبرز المواقف العالقة فى ذهنك تجاهه؟ 

- فى الحقيقة لا أختار طقوسا معينة فى الشهر الكريم، لأنه يختار الطقوس للجميع، ويوحدهم فى حالة روحية، بوجدان مصرى جماعى، كالتزاور، والخروج إلى الأماكن العامة والمقاهى، وسهرات ما قبل السحور، وفرحة الفوانيس فى الشوارع، بل وأغنيات بعينها نستعيدها لعل أشهرها أغنية عبد المطلب «أهلا رمضان». تفتح وعى على الشهر الكريم فى بيت جدى فى الجيزة، أول عيد أتذكره اشترى جدى ماعز، ربما لم يكن لديه ما يكفى لشراء خروف، وكانت مربوطة فى البلكونة المطلة على الترعة، وظلت هناك أياما عدة، وقد صادقتها خلال تلك الأيام، وعندما آن أوان التضحية بها بكيت، وثرت ثورة عنيفة، فباعها جدى واشترى كيلو لحم لا أكثر فظل أخوتى يتطلعون إلى بغضب وغيظ مدة طويلة بينما كان جدى سعيدا بالفلوس التى استردها يطبطب على كتفى طول الوقت.

■ ماذا عن طقوسك فى شهر رمضان الآن؟

- ليس لى طقوس، طاقة البدن هى التى تختار الطقوس، إذا كنت مرهقا أكتفى بالقراءة، وأنظر إلى الكتابة من بعيد مثلما تنظر إلى خيال جميل. والأغلب أن يقتصر نشاطى على الالتقاء بأكبر عدد ممكن من الأخوة والأخوات، ولاحظ أن عدد أخوتى وأخواتى وحدهم يصل إلى ١٣ شخصا وهذا يحتاج إلى منحة تفرغ! لكننى أعتبر أن تلك اللقاءات الحميمية كتابا جديدا من المشاعر الأسرية.

■ هل هناك كتب معينة تستعيد قراءتها فى هذا الشهر؟ 

- القراءة عندى مثل الحب، حالة تأتى وفقا للظروف والمصادفة، لكن الغالب على الآن هو القراءة والعودة إلى قراءة الأعمال الكلاسيكية التى قرأتها فى شبابى بحرارة المحب من دون أن أتوقف عندها بالتأمل، أدهشنى مؤخرا ستيفان زفايج، كأننى لم أقرأه ورواياته «السر الحارق» وغيرها، أيضا أدهشنى «خوان ريوس» بمجموعته «موكب الظلال» التى ترجمها المبدع مارك جمال. لكن ليس لدى برنامج أو كتب معينة للقراءة.

■ كيف ترى الدراما التى يتم تقديمها فى المواسم الرمضانية؟ وما أبرز النجوم أو الكتاب الذى تحرص على متابعتهم؟

- أحب أن أكون صريحا فأقول لك إننى لم أفتح التليفزيون من نحو عشر سنوات قط، ولا مرة، ربما لأن الفن بشكل عام يقوم على التكثيف، بمعنى أن تتناول حياة طويلة عريضة فى صفحتين مثلا، أما الفنون المرئية لا سيما التليفزيون فإنه فى كل مكان فى العالم، يمط أى صفحتين إلى حياة طويلة تستغرق ثلاثين حلقة. الأدب يصنع من القبة حبة، والتليفزيون على العكس من الحبة قبة، لذلك أكتفى بالإذاعة. 

■ كيف بدأ اهتمامك بالكتابة والأدب من الطفولة؟ 

- الحقيقة لا أدرى بالضبط كيف بدأ ذلك الاهتمام، ربما جرتنى إلى الكتابة المكتبة الغنية بالروايات والقصص التى كانت فى منزلنا، التهمتها كلها وسرحت بعد ذلك على مكتبات المدرسة ثم سور الأزبكية. أظن الاهتمام بالكتابة يبدأ بالقراءة. 

■ مَن أبرز الكتاب الذين أثروا فكريا عليك؟ وما أبرز الكتب التى شكلت وعيك فى مرحلة التكوين؟ 

- تأثرت بشكل أساسى بالأدب الروسى، جوركى الذى نقلت عنه وأنا صبى عبارته «جئت إلى هذا العالم لأختلف معه»، ورحت أخطها بقلم أسود على أعالى كل أبواب حجرات المنزل حتى صرخت فى أمى :«كفاية سودت كل الأبواب.. كفاية..عرفنا إنك جئت لتختلف.. كفاية بقى»! تأثرت أساسا وما زلت حتى الآن بأنطون تشيخوف، أيضا العبقرى يوسف إدريس، وكان هناك كتاب كثيرون آخرون، عبد القادر المازنى، توفيق الحكيم، وبالطبع يحيى حقى. وكتاب عالميون لا يمكن حصرهم تركوا أثرهم فى.

■ ما أبرز الكتاب الذين تحرص على متابعة أعمالهم على الساحة الآن؟ 

- أحاول أن أتابع قدر الإمكان ما يصدر من أعمال جديدة جيدة من دون أن أنساق إلى الدعاية والتسويق، مؤخرا توقفت بإعجاب خاص عند القاصة عزة دياب، والأديبة عزة رشاد، ومحمد ذهنى، ومحمد خير، وهناء عطية، أيضا عادل عصمت. 

■ ما أهم الكتب التى تنصح الجمهور بقراءتها ولماذا؟ 

- إذا جاز لأحد أن يتقدم بنصيحة فإن هناك كتابا صغير الحجم كبير الفائدة بعنوان «الأدب فى خطر» للناقد تزفيتيان تيودروف، متوفر على النت مجانا. أتمنى لو يقرأه الأدباء أصدقائنا، ليعرفوا أن البحث عن العجائب والغرائب يكون فى الواقع. 

■ ما أبرز النصائح التى تقدمها للجمهور الآن؟ 

- هناك أمنية وليست نصيحة، أن يعود القراء ولو من وقت لآخر إلى الأعمال الأدبية الكلاسيكية، هناك ثروة هائلة من الفكر والشعور، هناك كتابة حقيقية، مثلا رواية الجحيم لهنرى باربوس التى كتبت من حوالى مئة سنة فإذا قرأتها الآن لمست بيديك قلب الكاتب وهو مشتعل. هناك كنز من الأدب الكلاسيكى قادر على إسعاد القراء. 

■ ما رأيك فى مصطلح القراءة السريعة الذى انتشر بشكل كبير بين الشباب وكأنه موضة؟ وكيف ترى تأثر الأدب المصرى بالأدب الأجنبى عبر الأزمنة؟ 

- صراحة القراءة عندى هى القراءة، ولا يمكن التحايل على جوهرها بقراءة سريعة، وأخرى متوسطة السرعة، أحيانا يقرأ البعض مئة كتاب ولا يستفيد شيئا، ويقرأ آخرون كتابا واحدا بعمق وانتباه فيتغيرون.

أما عن التأثير والتأثر المتبادل بين الأدب المصرى والأدب الأجنبى فهى ظاهرة تشمل تاريخ الآداب والفنون فى العالم كله، الأدب المصري نشأ وليس فى ذلك ما يعيبه تحت جناح الأدب الأجنبى، استوعب الأشكال الأدبية ثم صب فيها روحه وثقافته. 

■ أمنية أدبية تتمنى أن تتحقق؟

- أن أنتهى من عدد من الكتب التى بدأت فيها، كتاب عن فن القصة القصيرة، كتاب عن العامية والفصحى، كتاب مترجم عن الروسية بعنوان «المثقفين المصريين»، أيضا أن أنشر عما قريب مجموعة قصصية جديدة أكاد أنتهى منها.