ورش صناعية كثيرة ومحال تجارية، أشخاص كثيرون يتجولون في أرجاء المكان، أحدهم يبحث عن شيء ما يريد شراءه، والآخر جاء للتنزه والإطلاع على التراث المصري القديم الذي يثير الإعجاب، والذي مر على بناءه مئات السنين في منطقة وسط البلد.
ففي شارع أمير الجيوش المعروف حديثًا باسم شارع النحاسين، يجلس أسامة زينهم البالغ من العمر 55 عامًا، أمام دكانته الصغيرة يعلن استعداده التامة لاستقبال شهر رمضان الكريم، فبضاعته جاهزة للبيع ولكن الحداثة التي يشهدها العالم حاليا جعلت بضاعته تعاني بعض الشيء من الركود وعدم الإقبال عليها، فهو يبيع جرب التمر هندي والعرقسوس الذي يحملها الرجال على أظهرهم ويتجولون بها في شوراع العاصمة بحثًا عن لقمة العيش التي يعيشون من خلالها في الحلال.
يقول الرجل الخمسيني أنه جميع الحرف اليدوية موجوده في هذا الشارع: "أنا ببيع جميع ما يخص التمور والعرقسوس، وبرطمان العرقسوس هذا يشترك فيه العديد من الحرب، من الحنفيات التي نستوردها والزجاج الذي يصنع والألومنيوم أيضًا، ولكن مع التطور الذي نشهده بدأت الصنعة تنقرض بعض الشيء".
وأضاف: " لما لقينا حالنا هيقف بقى في الزجاج وبدأنا نشتري البرطمانات البلاستيك علشان نشتغل، وطبععا احنا بنستقبل رمضان طبيعي لان مفيش حد في رمضان مش هيشرب عرقسوس وسوبيا وتمر، وبالتالي معظم شغلي بيكون في رمضان هو ده الموسم بتاعنا ونستناه من السنة للسنة". وأشار أنا بجهز البضاعة من شهر رجب علشان اجي في رمضان مقفش على حاجة، واللي بيشتري مني اي منزل محالات فنادق، ولكن الشعبيين هم أكثر ناس بتشتري هذه المنتجات، والحاجات دي احنا اللي بنصنعها هنا في الشارع وبنشتغل عليها".
خمسون عامًا ظل الرجل يعمل في هذه المهنة التي عاش فيها سنوات الخير والبركة: رمضان من 20 سنة كان جميل وفيه خير وبركة كثيرة، لكن حاليا مختلف تماما الغلاء في السلع والبضائع خلى الناس مش عارفة تشتري حاجة ولا قادرة تفتح بيوتها، ومن ضمن الأشياء التي يتذكرها الرجل الخمسيني، أنه ذات يوم قبل سنوات طويلة تمكن من بيع جميع البضاعة الموجودة عنده: “الناس وقفت عليا طابور علشان بضاعة وانا مخلص كل حاجة ولكن حاليا زي ما انت شايف”.