عبر الكاتب الصحفي البريطاني جوناثان فريلاند عن اعتقاده أن وحدة الموقف الأوروبي فى مواجهة الحرب الروسية فى أوكرانيا لن تستمر طويلًا فى ظل وجود مسؤولين فى دول غربية أصدقاء للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مثل رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان.
كا عبر فريلاند ـ في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية ـ عن أمله ألا تنضم مرشحة الرئاسة فى فرنسا مارين لوبان إلى قائمة أصدقاء بوتين فى المستقبل، مشيرًا إلى أنه من الطبيعى أن يكون لبوتين أصدقاء من قادة بعض الدول مثل الصين وسوريا وبيلاروسيا لأنهم يتبنون نفس طريقة تفكيره، إلا أن الواقع أثبت أن له أصدقاء من قادة دول أخرى.
ويوضح الكاتب أن رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان يعد أبرز أصدقاء بوتين فى الغرب، والذى فاز مؤخرًا بفترة رابعة في منصبه كرئيس للوزراء، مؤكدًا أنه أصبح بذلك أكثر القادة الأوروبيين بقاء فى السلطة كما أنه يتمتع بأغلبية كبيرة فى بلاده، والأهم من ذلك أنه أصبح يشغل مقعدًا داخل المجلس الأوروبى فى بروكسل يستطيع من خلاله تعطيل أى قرار قد يتخذه الاتحاد الأوروبى ضد بوتين.
ويضيف الكاتب أن سر قوة الموقف الأوروبى في مواجهة العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا يكمن فى وحدة الموقف الأوروبى وإجماع الدول الغربية ودول حلف شمال الأطلسى على التصدى للرئيس الروسى، أما الآن فإن أى خروج عن هذا الإجماع سوف يؤدى إلى إجهاض الجهود الأوروبية فى مواجهة روسيا.
ويقول الكاتب أن بوتين مازال فى انتظار المزيد من الأصدقاء الأوروبيين حيث تشهد فرنسا غدا الأحد، الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة والتى يتنافس فيها مارين لوبان السياسية والبرلمانية ورئيسة حزب الجبهة الوطنية اليمينى على مقعد الرئاسة، والتى تشير استطلاعات الرأى إلى تقدمها على منافسها الرئيس الحالى إمانويل ماكرون.
ويضيف الكاتب أن علاقة مارين لوبان بالرئيس الروسى معروفة للجميع، موضحًا أنه فى عام 2014 اقترض الحزب الذى ترأسه مبلغ قيمته تسعة ملايين يورو من أحد بنوك روسيا لتمويل حملة انتخابات محلية، إلى جانب أن لافتات الدعاية لحملتها الانتخابية الحالية والتى تم تجهيزها قبل العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا تظهر فيها لوبان وهي تبتسم جنبًا إلى جنب مع الرئيس بوتين.
ويقول الكاتب" إنه ليس هناك أدنى شك في العواقب المترتبة على فوز لوبان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث إنها من المؤيدين لفكرة خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبى، وهى خطوة لو تحققت سوف تمثل ضربة قاضية لمستقبل الاتحاد الأوروبى وهو ما يريده بوتين بالفعل".
وأضاف الكاتب" أن الأمر لا يقتصر على المسؤولين الغربيين حيث إن هناك بعض الشخصيات المعروفة إعلاميًا داخل بريطانيا، على سبيل المثال، لا يخفون إعجابهم بالرئيس بوتين مثل نايجل فاراج - السياسى البريطانى المعروف - والذى قال فى أحد تصريحاته أنه من أشد المعجبين بالرئيس بوتين، إلا أن هذه المجموعة من أصدقاء بوتين، ليست من الأهمية بمكان مقارنة بصديقه الأقرب والأكثر نفوذًا فى العالم الغربى وهو الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، وعلى الرغم من أن ترامب الآن خارج البيت الأبيض إلا أنه ليس من المستبعد أن يعود إليه فى انتخابات 2024".
ويختتم الكاتب مقاله معبرًا عن رأيه أن فوز أوربان بفترة جديدة في منصبه فى المجر وفوز لوبان فى الانتخابات الفرنسية المقبلة سوف يؤديان إلى تثبيت أقدام بوتين فى العالم الغربى وزيادة مساحة مؤيديه في الدول الغربية.