تعد لوحة إصرار الذاكرة هي أشهر لوحات الفنان الإسباني سلفادور دالي الذي كان يعمد إلى خلط الجنون بالعبقرية والفوضى بالإبداع، رسمت عام 1931 بالزيت على القماش، والمعروضة في متحف الفن الحديث بنيويورك وتعتبر واحدة من اللوحات الأكثر تميزًا في تاريخ الفن.
وفي هذه اللوحة يظهر حب دالي للبحث عما هو متغير وجديد في عالم الفن، ومن أهم العوامل التي دفعت الفنان الإسباني إلى هذا الاتجاه، تأثره الواضح بكتابات سيجموند فرويد، خصوصاً كتاب "تفسير الأحلام" الذي يتحدث فيه فرويد عن تأثير الصور اللاشعورية في حياة الإنسان وسلوكه.
ويظهر في اللوحة عدة ساعات ذائبة في حالة غير طبيعية وسط مشهد صحراوي تتخلله مساحة ضئيلة للبحر، وجذع شجرة وجسم غريب ممدد على الأرض، في يتجمع النمل على إحدى الساعات، وهي واحدة من اللوحات المرتبطة بشخصية دالي غير المألوفة، والتي تصل حد اللامعقول والإضطراب النفسي كما وصفه البعض.
انتساب دالي إلى الحركة السريالية في فرنسا، والتي وصفها بأنها "أهم اكتشاف في حياته"، ويُعرف الفن السريالي بأنه فن "اللاواقع" أو"اللاعقل" كما وصفه أندريه بريتون، الذي كان يقود الحركة السريالية في فرنسا آنذاك، وأضاف قائلاً: "نرى في الفن السريالي انهزام الوعي والمفروض والمسموح أمام القوى الداخلية في نفس كل إنسان"، وهو ما يظهر جلياً في شخصية وأعمال دالي.
انتماء دالي للمدرسة السريالية وعالم الفيزياء ألبرت إنشتاين، والعالم النفسي سيجموند فرويد، انعكس ذلك على لوحاته وأعماله الفنية.
يرجح أن يكون المنظر الذي يظهر فيها هو لخليج كروز في منطقة برشلونة في إقليم كتالونيا مسقط رأس دالي، وصفها البعض بأنها ترمز إلي "تكسير حدود الزمن" أو "تجميد الزمن"، حيث عرف عن دالي أن بحثه الحثيث عن الخلود والاستمرار خارج حدود عجلة الوقت.
وصفها البعض بأنها ترمز إلي "تكسير حدود الزمن" أو "تجميد الزمن"، حيث عرف عن دالي أن بحثه الحثيث عن الخلود والاستمرار خارج حدود عجلة الوقت، كما وظف في هذه اللوحة عدة عوامل تدعم هذا الاتجاه، مثل: استخدام الألوان الباهتة، خصوصا اللون الأصفر الخائف، فضلا عن الجسد الغامض الممدد على الأرض.
استطاع سلفادور دالى أن يحيط لوحة "إصرار الذاكرة" بشيء من الغموض، ولعل تعدد وتباين التفسيرات حولها دليل على ذلك، الإجماع قد يكون على الساعات الذائبة أو المنحنية التي تشير بلا شك إلي الزمن أو الوقت الذي يتحكم في كل شيء تقريبا في هذا الكون.
يعد الفنان السريالي وسلفادور دالي رسام إسباني، يُعتبر من أهم فناني القرن العشرين، وهو أحد أعلام المدرسة السريالية.
وفي حياة "دالي" وفنه يختلط الجنون بالعبقرية، لكن "دالي يبقى مختلفًا واستثنائيًا، في فوضاه، في إبداعه، في جنون عظمته، وفي نرجسيته الشديدة، هو واحداً من أكثر الفنانين غموضًا في القرن العشرين والذي تميز بمواضيعه الغربية والغير مألوفة.
