الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

مئة بيت من الشعر العربي.. عصير الحب والموت والحكمة “عمر بن الفارض”

مصطفى بيومي
مصطفى بيومي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى تراث الشعر العربى، منذ ما قبل الإسلام إلى نهاية العصر العباسى، كنوز وجواهر لا ينبغى للأجيال الجديدة أن تجهلها. نقدم كل يوم بيتا من عيون الشعر القديم، مصحوبا بإضاءة قليلة الكلمات، فى محاولة لتحقيق التواصل الضرورى والاستمتاع بعصير الحب والحكمة والموت.

عمر بن الفارض

«نحن اللذان تعارفت أرواحنا
من قبلِ خلق اللهِ طينة آدمِ»
لا أحد يشبه سلطان العاشقين، مصري الانتماء والمزاج، في تجلياته الاستثنائية التي تأخذ القلب وتزلزل الروح. عمق الشاعر مستمد من الإفراط في البساطة والسلاسة، ولا شبهة افتعال أو انفعال كاذب مصنوع في تعبيره الخلاب عن العشق. ليست المسألة أن يكون مقصده إلهيا من منطلق صوفي، فالقارىء لهذا البيت يحق له، وربما يجب عليه، أن يتخيل حبيبته التي يندمج معها وفيها، ويتجاوز الإطار الجسدي الحسي إلى روحانية صوفية منعشة، هي العلامة الأصدق في تجسيد الحب كما ينبغي أن يكون.
لا شبهة ازدراء أو عداء للتواصل الجسدي، والعلاقة الجسدية المضيئة المتوهجة هي الراية الأهم للتمييز بين الإنسان والحيوان، لكن التعارف الروحي هو الرابطة التي لا انفصام بعدها، وهو المدخل الوحيد لمقاومة الخواء والعدم والموت. يراهن عمر بن الفارض، بكل طاقة الحب التي تستوطنه وتتحكم في مساره، على الإمساك بما لا يعرفه العاديون التقليديون من البشر، وأخطر ما يعيب هؤلاء هو الرضا بالانتساب الغريزي إلى طينة آدم ومأساة سقوطه. لا قدرة لهم على التجاوز والتحليق، بعيد بعيدا، حيث خلافة الله على الأرض، بالمعنى الشامل للخلافة، وتحمل مسئولية الأمانة الثقيلة التي لا تطيقها الجبال.
الحب جوهر الوجود ومفتاح التحقق وسر التفرد الذي يرتفع بالإنسان إلى ذروة غير مسبوقة؛ الحلول والاتحاد.