على مائدة«البوابة» الثقافية خلال شهر رمضان، مثقفون وأدباء يتحدثون عن البدايات وكيف تكونت شخصية المثقف، ومدى تأثرهم بالأدب العربى والعالمى، ذكريات وطقوس المثقفين خلال الشهر المبارك، الدراما ومسلسلات رمضان من وجهة نظر المثقفين، ونصائح للجيل الجديد والشباب.. حوارات يومية على مدار الشهر. موعدنا اليوم مع حوار جديد من حوارات رمضان الثقافية مع الروائى سيد الوكيل
نص الحوار..
■ البطاقة التعريفية والنشأة.
- تاريخ ميلادى ٨ يوليو ١٩٥١ فى شبرا مصر، وانتقلت إلى مدينة زفتى فى محافظة الغربية خلال إحدى فترات حياتى وعشت بها مدة كبيرة إلى حد ما لظروف معينة، ثم عدت مرة أخرى إلى القاهرة بعد رحلة طويلة مليئة بالوقائع والأحداث، الحياة فى شبرا مميزة لأنه حى ذو طابع خاص وسط بين الأحياء الراقية والشعبية، حيث كان به قرابة الـ١٢ سينما ومسارح متعددة وحياة متكاملة، لأن شبرا أسست خلال فترة بناء القناطر الخيرية مشروع محمد على، شبرا بها العديد من فئات المجتمع قاهريين مسلمين ومسيحيين فلاحين وصعايدة، شبرا هى التمثيل الحضارى لفترة الحداثة التى تبدأ من حكم الخديو إسماعيل، وهى بيئة متعددة ثقافيًا.
بدأت حياتى كرسام وكنت أذهب إلى كنيسة سانت تريزا فى شبرا لرسم اللوحات المعلقة داخلها، وكنت سعيدا بذلك الأمر وقتها، حيث كنت أتبادل الهدايا مع المسيحيين وقتها فى الأعياد والمناسبات الدينية الإسلامية والمسيحية.
شبرا كان بها كم هائل من باعة الكتب أكبر من سور الأزبكية حاليا، من أهم باعة الكتب في شبرا سور مدرسة التوفيقية الثانوية، حيث كنا نشترى الروايات العالمية وروايات الجيب بسعرها الرسمى عن دار الهلال قيمته ٣ قروش ونصف القرش بنحو تعريفة فقط لاستعارة الرواية.
تعرفت من خلال قراءة الروايات على عمر عبدالعزيز أمين، وصوفى عبدالله، وروايات مترجمة مثل الألياذة والأوديسا والأغريقية، وسلسلة الألف كتاب عن دار الهلال والروايات العالمية.
■ بدايتك مع اللغة العربية والأدب؟
- أنا خريج كلية الآداب جامعة عين شمس، انقطعت عن التعليم فترة فى حياتى بسبب نكسة ١٩٦٧، حيث تركت الثانوية العامة والتحقت بالجيش المصرى، وبعد انتهاء الحرب عدت لإتمام الثانوية والانتساب إلى كلية الآداب، وبدأت رحلتى مع التفاعل الحقيقى مع الثقافة والكتابة الحقيقية.
■ أول كتاب فى حياة سيد الوكيل؟
- أول كتاب صدر لى بعنوان «أيام هند» سنة ١٩٩٠ صدر بطريقة الطباعة الذاتية حيث كتبتها على ورق عادى ووزعتها على المقربين منى، ثم بدأت النشر أنا وآخرون بتكوين جماعة «نصوص ٩٠» رموزها دكتور رمضان بسطويسى ودكتور مجدي توفيق ودكتور مصطفى الضبع، وأمير ريان «رحمه الله»، حيث كنا نطبع على حسابنا الشخصى.
جماعة نصوص ٩٠ فى بداية عقد التسعينيات أسست تاريخا جديدا للثقافة المصرية، كلنا بدأنا الكتابة خلال عقد الثمانينيات ولكننا بدأنا النشر فى التسعينيات، ولم نلاقى أى صعوبات فى النشر خلال فترتى حكم الرئيسين الراحلين أنور السادات وحسنى مبارك.
■ أول جائزة؟
- أول جائزة حصلت عليها كانت خلال فترة دخولى الجيش، حيث نظمت القوات المسلحة مسابقة أدبية بعد الحرب بنحو عامين عن معركة ٦ أكتوبر، وبالفعل شاركت فى المسابقة وحصلت على المركز الثانى، واستلمت الجائزة وقتها من الأديب يوسف السباعى وزير الثقافة وقتها، وعنوان القصة «استشهاد عباد الشمس» ونشرت فى مجلة الكاتب سنة ١٩٧٧ وكان رئيس تحريرها صلاح عبدالصبور.
مجموعة «أيام هند» هى إجمالى كل ما كتبته خلال فترة الثمانينيات، وصدرت أول رواية لى بعنوان «فوق الحياة قليلا» سنة ١٩٩٧ كانت رواية تجريبية كسرت الحاجز لدى الكثيرين بعدها فى تغيير طريقة الكتابة عن شخصيات حقيقية سواء مقربين أو شخصيات عامة من ضمنهم نجيب محفوظ الذى كنت ألتقى به فى القهوة مع مجموعة أصدقائه الحرافيش مثل ثروت أباظة، وكتبت أيضا عن نجيب سرور.
■ رأيك فى تطور الأدب عبر مراحل حياتك؟
- فترة التسعينيات كانت فترة مهمة جدا فى تطور الأدب المصرى ونقلة مهمة للغاية أمثال محسن يونس ومنتصر القفاش ونصر الحلوانى وسعيد نوح، وتأثرت بكل من يحيى الطاهر عبدالله وإبراهيم أصلان.
■ من أفضل أديب فى تاريخ الأدب؟
- نجيب محفوظ حالة خاصة فى تاريخ الأدب العربى لم يأت مثله ولن يأتى بعده شبيها له وجزء من تاريخ الأدب العالمى، وفى رأيى الشخصى أنه أهم وأكثر عمقا من الأديب والروائى الكولومبى جارسيا ماركيز.