الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

رمضان زمان| المحتسب في رمضان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يترك الأدباء أى مناسبة إلا وكتبوا عنها أو وصفوها بكل ما فيها، فمنهم من نظم القصائد وآخرون لّمحوا إليها فى قصصهم أو روايتهم، بينما حاول البعض البحث والتعمق فى تفاصيل هذه المناسبة من البداية وحتى النهاية. ومن بين هذه المناسبات شهر رمضان الكريم الذى أصدر الكاتب أحمد الصاوى كتابا له تحت عنوان «رمضان زمان» عرض من خلاله كل مظاهر الاحتفال بهذا الشهر من أول أيامه وحتى نهايته، وبمناسبة حلول هذا الشهر الكريم نطلّع على ما سرده الكاتب عن رمضان زمان وكيف كان يتم استقباله.. 

قال الكاتب أحمد الصاوى فى كتابه «رمضان زمان» إن المحتسب يعد من أبرز الشخصيات التى كانت موجودة فى الحياة العامة فى القرن الماضى من البلاد الإسلامية، وقد أختلف الكتاب على معنى كلمة المحتسب، فمن قال بانها مشتقة من قولهم «حسبك» بمعنى اكتف، لأن المحتسب يمنع الناس من الغش وارتكاب المحظورات، إلى صاحب القاموس المحيط الذى يقول » احتسب عليه »، » أنكر ومنه المحتسب»، وأيضا يقال فعلت هذا الأمر حسبة لله واحتسبته عند الله أى جعلت حسابى عليه وأجرى منه 

أوضح «الصاوى» أن الفقهاء كانوا أقل اختلافا فيما بينهم من علماء اللغة، فالحسبة عندهم هى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والذى يرى ابن خلدون أنه فرض على القائم بأمور المسلمين.

تضاربت أقوال المؤرخين فى منشأ الحسبة، فبعضهم يقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أول محتسب لأنه نهى عن الغش حين قال : «من غشنا فليس منا»، وذلك عندما مر بالسوق وأنكر ما قام به أحد الباعة بوضع طعام أصابه المطر بأسفل صحيح الطعام حتى يراه المشترون، ويقال إن عمر ابن الخطاب هو أول من وضع نظام الحسبة، وكان يطوف الشوارع والأسواق ودرته معه وهى جلد البقر أو الجمل محشوة بنوى التمر فمتى رأى غشاشا ضربه بها مهما كان شأنه وربما أتلف بضاعته. 

بيّن«الصاوى» أنه إذا كان الخلفاء أنفسهم هم الذين قاموا بوظيفة المحتسب فى رمضان، فإن تعقيدات الحياة فرضت على من أتى بعدهم أن يولوا موظفا بعينه لممارسة ذلك العمل، وهو المحتسب الذى كان له أعوان يساعدونه فى اكتشاف طريقة الغش من الباعة والصناع وفى إنزال العقوبات بهم أيضا.

المحتسب كان يؤدى وظائف مجموعة من الدوائر الحكومية التى نعرفها اليوم فى النظم الإدارية الحديثة، مثل رئاسة البلدية ووزارة التموين وشرطة الآداب والشئون الاجتماعية وغير ذلك من الوظائف التى تتعلق بسير الحياة اليومية، فالمحتسب وظيفته مراقبة كل صاحب مهنة، حتى أنه كان يراقب الفرانين والخبازين ويمنعهم من عجن الدقيق بأرجلهم أو عش الخبز بإنقاص وزن، أو إضافة مواد غربية إليه كما كان معنيا بتوفير شروط النظافة والصحة العامة داخل المخابز.