الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

تعرف على قصة "المومياء الصارخة"

المومياء الصارخة
المومياء الصارخة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من ضمن المومياوات التي عثر عليها علماء الأثار، مومياء مميزة عن غيرها عرفت باسم “المومياء الصارخة” وجدت في غرفة الدفن الملكية في مقبرة رمسيس الثالث وهي لشاب مجهول الهوية ما بين عمر 18 والـ20 سنة، وتعود قصتها لأشهر مؤامرة في التاريخ المصري القديم، هي تلك التي دبرت لقتل الملك “رمسيس الثالث”، ثاني ملوك الأسرة العشرين. 
وتفاصيل هذه المؤامرة من ثلاث برديات، هي: (البردية القضائية)، (بردية تورين)، و(بردية لي)، والذي أتاح وقوع مثل هذه المؤامرة، هو أن “رمسيس الثالث” على ما يبدو لم يحدد من بين أبناء زوجاته الملكيات الكبريات سيرث العرش من بعده، ويبدو أن هذا الأمر قد دفع واحدة من زوجاته ، وهى “تي” إلى أن تعمل على أن يتولى ابنها “بنتاؤر” كما سمي في المحاكمة مقاليد الحكم، فكانا هما اللذين قاما بتدبير حركة تمرد فعلي كادت أن تنتهي باغتيال “رمسيس الثالث”.

وملخص المؤامرة أن الملكة “تـي” أو “تـتي” إحدى زوجات رمسيس الثالث قد أيقنت أن الملك لن يجعل ابنها “بنتـاؤر” ولياً للعهد، فصممت على قتله، ثم إعلان ابنها ملكاً، وقد اشترك معها في تدبير المؤامرة اثنان من كبار موظفي القصر، وهما “مسـد سـو رع”، و"ﭙـا بـاك آمـون"، وقد كانت مهمة الأخير في داخل القصر وخارجه هي توصيل رسائل الحريم إلى أمهاتهن وأخواتهن، وقد كانت على النحو التالي: “أثيروا القوم، حرضوا الأعداء ليبدءوا الأعمال العدائية ضد سيدهم”.

واشترك في المؤامرة أيضاً بعض الضباط وحراس القصر، وأحد الكهنة، وست من نساء الحريم كن واسطةً بين الملكة وشركائها في الخارج، وقبل أن يسدد المتآمرون ضربتهم، عملوا على إثارة الفرق المعسكرة في بلاد “النوبة” لتشق عصا الطاعة ضد الملك، ولتقوم بهجوم مفاجئ على مصر، وتمكن المتآمرون من كسب رئيس الفرقة إلى صفهم، ولم تكتف “تـي” وأعوانها بجمع الأنصار، بل لجأوا للسحر ليستعينوا به على جلب الضر والبلاء على الملك وأعوانه.

ووفقًا للفريق المصري لدراسة المومياوات الملكية، تم الكشف عن تفاصيل هذه المؤامرة وظروف وفاة الملك رمسيس الثالث اذ تم الكشف والتأكد من أن الملك قتل بسكين حاد تسبب في قطع ذبحي في الرقبة أحدثه القاتل الذي فاجأ ضحيته من الخلف، وقد قضت المحكمة بإعدام “بنتاؤر” وثلاثة آخرين و تم لف جسده بجلد الماعز وليس الكتان المعتاد، ولم يكن جلد الماعز طاهرا في العقيدة المصرية القديمة حيث اعتبر الماعز من الحيوانات التي تعادي اله الشمس رع وكانت موميائه معروفة باسم المومياء الصارخة وذلك بسبب انه اجبر علي قتل نفسه وتحنيط جسده وهو في حالة صراخ.

وهذا أيضا ما حدث مع الباقي فقد تركوهم ليقتلوا أنفسهم بأيديهم، بينما حكم على آخرين بالسجن، وببتر الأعضاء وحرقوا بالنار ووزع رماد أجسادهم علي طرقات مصر ليمنعوا من الخلود، أما عن مصير الملكة “تـي”، فإنه لا يزال مجهولاً، وذلك لأن الوثائق لم تسجل.