من معالم عظمة مصر وتقدمها، أنها عرفت الإله الواحد، وقدّسته بل وتقرّبت له وقدمت له القرابين، واتخذت مقدسًا من نبات أو طير أو حيوان واعتبرته رمزًا للخير الذى فاض به الرب على شعب مصر، بل ورفعت هذا المُقدس وأعلت من شأنه وبنت له المعابد ونقشت رموزه على جدران المعابد وأطلقت عليه لقب الإله. لم يكن لقب الإله الذى أطلق على هذه المقدسات مقصود به الإله الأكبر خالق الكون، وإنما إله خاص بشأن معين من شئون الحياة، كالزراعة والخصوبة، والنيل، والهواء، كنوع من أنواع العرفان والشكر لهذا المُقدس وفق المعتقد المصرى القديم. خلال الشهر الفضيل تصحبكم «البوابة نيوز» فى رحلة للتعرف على أشهر مقدسات مصر القديمة.
الإله رع، يرمز الإله لعبادة الشمس، وكان يرمز له بشخص مرتديا زيًا فرعونيًا وعلى رأسه تاج ملكى يتوسطه قرص الشمس، وكان يتمثل فى ثلاثة مظاهر؛ وهى «خبري» وكان يأخذ شكل صبى صغير فى المساء، و«رع» وكان يظهر بمظهره المعتاد ورأس صقر فى الظهيرة، «أتوم» والذى كان يظهر خلاله على شكل رجل عند غروب الشمس.
تشير العديد من المراجع إلى أنه من غير الممكن تحديد اللحظة التاريخية التى ارتبطت فيها اسم الإله رع بملوك مصر، والدليل المبكر فى هذا الأمر لسم ثانى ملوك الأسرة الثانية «رع نب» والذى يعنى «رع السيد»، كما أن الملك «زوسر» من الأسرة الثالثة حمل لقب «رع الذهبي» ويبدو أن كلا الملكين السابقين وحدا أنفسهما مع «رع» وكان ذلك باعتبارهما أبناء له.
تخلى الملوك اللاحقون عن هذا التوحيد مع «رع»، ثم جاء الملكين «خفرع ومنكاورع» من الأسرة الرابعة هما أول ملكين يضيفان لقب «ابن رع» أى «ابن الشمس» إلى ألقابهما، كما حمل ذلك اللقب أيضا ثلاثة ملوك قرب نهاية الأسرة الخامسة هم «نى وسررع، وجد كارع، وأوناس»، ثم أصبح ذلك اللقب جزءا لا ينفصل أبدا عن أسماء الملك منذ الأسرة السادسة، وحتى نهاية التاريخ المصرى القديم، كما كان هذا اللقب يتقدم الاسم الشخصى للملك الذى ولد به.
بهذا الارتباط بين أسماء الملوك والإله«رع» بات من المُسلّم به أن الملك يُعتبر منذ ولادته بمثابة ابن للإله«رع»، وفى وقت سابق على ذلك ومنذ الملك«جد فرع» من الأسرة الرابعة كان أسماء ملوك بعض هذه الأسرة مركب من اسم«رع» أحيانا منذ ولادتهم أو عند اعتلاء العرش إذا لم يتضمن اسم الولادة العنصر المركب من الإله «رع».
