جامع أبو حريبة هو أحد المساجد المهمة التي أنشئت في عصر السلطان قايتباى، ويقع بشارع الدرب الأحمر بالقرب من باب زويلة بقاهرة المعز.
بناه الأمير قجماس الأسحاقي منذ أكثر من خمسة قرون وهو أحد أمراء المماليك الجراكسة، لذلك حمل اسمه، كما اشتهر باسم جامع أبو حريبة نسبة للشيخ أبو حريبة الذي أقام به ودفن في المدفن الملحق به.
ويعد هذا المسجد واحداً من أهم المساجد التي أنشئت في عصر المماليك الجراكسة عامة وعصر السلطان قايتباي خاصة.
وكرمت الدولة هذا المسجد وخلدته بوضع صورته على إحدى العملات الورقية فئات الخمسين جنيه.
ويتسم المسجد بسمات معمارية وزخرفية نادرة فهو واحد من المساجد المعلقة حيث بني أسفل واجهات المسجد مجموعة من الدكاكين التي كانت تؤجر ويستغل ريعها في الإنفاق على عمارة المسجد وإصلاحه.
وللمسجد أربع واجهات أهمها الواجهة التي تطل على شارع الدرب الأحمر، والتي أحدث بها المعماري عدة انكسارات للتماشي مع خط تنظيم الطريق ولا تعوق حركة المارة في الشارع.
ويتكون المسجد من الداخل من صحن أوسط مغطى بشخشيخة يحيط به إيوانان كبيران.
ويتوسط إيوان القبلة محراب رخامي غاية في الروعة والجمال، ويجاوره منبر خشبي تزينه الأطباق النجمية ومطعم بالعاج، وتشغل الجدران العلوية للمسجد نوافذ مغشاة بشبابيك من الجص المفرغ المعشق بالزجاج الملون، وأرض المسجد مفروشة بالرخام الملون.