الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

هبة الخير قلوب وعقول تفخر بها مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أن تكون شخصا وطنيا وناجحا ومؤثرا في مكانك، هو أن يكون لديك وعي بما يدور حولك من قضايا بلدك، وأزماتها، وخططها التنموية، وأن تدعمها بشكل إيجابي يتنافى مع الثقافة السائد السلبية التي تتلخص في أن الدولة هي المسئولة عن كل شيء وأي شيء. أن تكون شخصا وطنيا وناجحا ومؤثرا في مكانك هو أن تنفذ هذا الدعم بدافع من الارتباط والانتماء والتضامن والحفاظ على المصلحة العامة. 

ولعل ذلك يتجلى بوضوح في الدور الاجتماعي الذي تقوم به المؤسسات التطوعية والجمعيات غير ربحية. ولعل الكتابة عن مثل هذه النماذج التي نقابلها في الحياة يعد شهادة وواجبا تجاه جهود مبذولة ومحققة بالفعل على أرض الواقع لشخصيات لا تتوانى عن العطاء، كلما ظهرت في الأفق أزمة، أو جاءتهم فكرة للإصلاح، ومشاركة مجتمعهم وخدمة أهله بشتى الطرق. جهود يشار إليها بالبنان، وأيادٍ بيضاء تزرع الخير في كل ما تطاله وتقدمه لكل من يحتاجه. 

هذا المثال  الرائع الذي احتفى به هو مؤسسة الهبة الخيرية بمدينة دكرنس التي تبعد عن القاهرة مسافة قد تصل إلى 140كم. المؤسسة التي تقدم الخدمات الطبية المختلفة بعيادات تخصصية على أعلى مستوى بأجور رمزية، ومجانية لغير القادرين، مع توفير العلاج، كواحد من أدوارها المتعددة. وتجلى دورها في أزمة كورونا بأجمل صورة حيث عملت على منع انتشار العدوى والتقليل من التكدس باستضافتها للقائمين على تطعيم الأطفال من المستشفى العام إلى مقر العيادات بالمؤسسة لمدة تمانية شهور. بالاضافة إلى مساهمتها في حل مشكلة ازدحام مكتب البريد التي لم تقتصر فقط على الازدحام والتكدس للجمهور بل التسبب في حدوث اختناق مروري في وسط المدينة حيث يقع، حيث قامت بتوفير مكان واسع  و نظيف ومجهز لتعامل كريم مع الجمهور، وراقٍ بما  يضمن التمتع بالخدمات البريدية وصرف المعاشات أو حوالات وخلافه أو إرسال خطابات، بشكل أسرع وأكثر راحة وطمانينة.

 لم ينسَ القائمون على هذه المؤسسة قطاع الشباب ودور الرياضة في انقاذه من العنف والتطرف وحسن إدارة وقت فراغهم فافتتحوا أيضا صالات رياضية مجهزة بأجهزة مختلفة يقوم على التدريب فيها نخبة من المدربين المتميزين لتدريب الأطفال والشباب على مختلف أنواع الرياضات، إيمانا منهم بأهمية الرياضة للصحة الجسدية والعقلية للشباب، والتي تمكنهم من رسم مستقبلهم وخدمة مجتمعهم. لم تتوقف مؤسسة الهبة عند هذا الحد بل قدمت خدمة جليلة لمرضى الكبد باستضافتها لفرع جمعية رعاية مرضى الكبد بدكرنس، التي تعد فرعا من فروع جمعية رعاية مرضى الكبد بالدقهلية. وفرت المؤسسة مكانا يتناسب مع المترددين على الجمعية والمستفيدين من خدماتها سواء كان عمل أشعات بأحدث الأجهزة، أو صرف أدوية مجانية، أو كشف، أومتابعات طبية. هذه المشروعات الخدمية التي قدمتها تعد أجزاءً من صورة كبيرة للمشاركة المجتمعية التي يقدمها القائمون على هذه المؤسسة، الذين لا يسعنا لوصفهم إلا أن نقول: إنهم وطنيون بامتياز، يحبون بلدهم ويؤمنون بها، بقدر محبتهم للخير والعطاء.