من أقصى جنوب مصر جاء بعمامته البيضاء، وبشرته الداكنة، يحمل بين طياته الخير والفرح والسرور استقبالا لشهر رمضان المعظم، فقد ترك أهله وعشيرته من أجل أن يتسبب في رسم البهجة والسرور في منطقة وسط البلد وتحديدا شارع المعز لدين الله الفاطمي، لبيع التمور والبلح استعداد للشهر الكريم وعيد الفطر.
محمد محمود عرابي صاحب الـ53 من العمر، جاء من أسوان حيث صعيد مصر قاصدُا قاهرة المعز من أجل لقمة العيش، وبيع التمو والبلح استقبالا لشهر رمضان المعز
وقال عرابي "بنستنى رمضان من السنة للسنة وبنيجي أول شعبان نبيع البلح طوال هذه الفترة حتى آخر يوم في رمضان نعود إلى الصعيد مرة ثانية، أصناف البلح كثيرة ما بين الأسواني والبرتمودا والشامية والبركاوي، أيضًا الأسعار مختلفة ما بين 10 جنيهات للكيلو وما بين 12 15 و30 حتى 50 جنيها، ولكن كلما كانت البلحة غالية الثمن كان طعمها أجمل بكثير. أيام الخير والبركات هذه يسبقها الكثير من المعاناة والإرهاق.
ويقول الرجل الخمسيني: "احنا بنشتغل هنا في جمع البلح وتعبئته في شكاير ونجمع كل سيارة تحمل ما بين 5 لـ 6 أطنان وننقلهم إلى هنا في القاهرة ما بين البيع في الوكالات والفرش في شوارع العاصمة من أجل قوت يومنا".
عرابي الرجل الخمسيني لا يترك زوجته فقد طلب منها المجيء معه إلى القاهرة في موسم بيع البلح قبل استقبال رمضان، التي بدورها تعمل على خدمته وتلبية مطالبة حتى انتهاء شهرين الموسم كما يقولون: "بنأخد سكن هنا وبعد شهرين نمشي تاني إلى الصعيد"، مضيفًا: "هناك اقبال من المواطنين وأكثر حاجة يتم شراؤها هي البلحة الوسط، ولكن الأسعار في هذه الأشياء مقاربة من السنة السابقة فرق مثلا 5 جنيهات، والناس يشترون نفس الكميات". يضف عرابي، أن البلح لا يباع لاستقبال رمضان فقط، ولكن يوجد بلح الفطرة وهو الذي يباع قبل العيد وهي تكون بلحة بيضاء طويلة، وهي تتراوح ما بين 40 و50 جنيها، يتم تقديمها كهدية في العيد، مشيرًا: " يارب يكون رمضان جميل على كل المسلمين وفيه من الخير والرزق والبركات.