أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، أن شارع المعز لدين الله الفاطمى يعد الشارع الأثرى الوحيد فى العالم الذى يضم أقدم وأجمل آثار إسلامية على جانبيه والمسجلة تراث عالمى ثقافى باليونسكو عام 1979 ضمن القاهرة التاريخية، ويبدأ من باب زويلة حتى باب الفتوح بطول 1200متر، وهو شارع يمثل قلب القاهرة التاريخية.
ويوضح الدكتور ريحان، في تصريحات صحفية له، أن الوزارة قامت بتطوير الجزء الشمالى منه، والذى يبدأ ببوابة الفتوح ليكون متحفًا مفتوحًا للعمارة والآثار الإسلامية، ويتبقى تطوير الجزء الجنوبى منه والذى يضم شارع الخيامية والمغربلين وباب النصر، كما يمتد شارع المعز لدين الله إلى شارع الجمالية من ناحية الشرق ويتقاطع عرضيًا مع شارع جوهر القائد وشارع الأزهر.
ويشير الدكتور ريحان، إلى أن الشارع يضم من الشمال باب الفتوح، جامع الحاكم بأمر الله،، مسجد وسبيل وكتاب سليمان أغا السلحدار، منزل وقف مصطفى جعفر السلحدار، الجامع الأقمر، سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا، قصر الأمير بشتاك، حمام السلطان إينال، المدرسة الكاملية، سبيل محمد على بالنحاسين، مسجد ومدرسة الظاهر برقوق، مجموعة السلطان قلاوون، مدرسة وقبة نجم الدين أيوب، سبيل وكتاب خسرو باشا، مسجد ومدرسة الأشرف برسباى، مجموعة السلطان الغورى، سبيل محمد على بالعقادين، جامع المؤيد شيخ، وكالة نفيسة البيضاء، سبيل نفيسة البيضاء، باب زويلة هذا علاوة على معالم الشارع مع الشوارع المتقاطعة ومن أمثلتها تقاطعه مع الجمالية حيث بيت السحيمى ووكالة بازرعة.
ويقترح الدكتور ريحان إنشاء مراكز معلومات سياحية بالشارع على غرار مركز المعلومات المزمع إنشاؤه ضمن مشروع التجلى الأعظم بسانت كاترين بشكل جمالى يتوافق مع طبيعة الشارع وآثاره الهامه يتضمن مركزًا لبيع المنتجات التراثية والتحف من منتجات وزارة السياحة والآثار ولها شهرة عالمية وحقوق ملكية فكرية باعتبارها نماذج أثرية طبق الأصل لا تتوافر فى أى مكان آخر وكذلك مركزًا لبيع إصدارات الوزارة من كتيبات هامة تلقى الضوء على معالم المواقع الأثرية وأعمال الحفائر والترميم للآثار كما يضم موظفين لديهم خبرة ويجيدون عدة لغات لتوجيه السائح والزوار المصريين والوافدين من الدول العربية لأماكن الزيارة وتعريفهم بالخدمات المتوفرة بالمنطقة وغيرها.
كما يقترح إنشاء بوابة أمن مزودة بالأجهزة الحديثة للتفتيش على الشارع عند باب الفتوح وعند مدخل الجزء الذى تم تطويره المواجه لمدرسة السلطان الغورى ومنع دخول أى نوع من السيارات نهائيًا ويتم توفير عددًا من السيارات الكهربائية " جولف كار" لعمل جولة سياحية للتعرف على معالم الشارع الأثرية وعمل خطة لتطوير الجزء الجنوبى للشارع وتطبيق ما يتم بالجزء الشمالى عليه قبل التطوير ليكون الشارع خالى تمامًا من أية إشغالات وتنشيط حركة ورش الحرفيين للحرف المشهورة بالشارع من نحاسين وخيامية ومغربلين وصنّاع العاديات والمنتجات التراثية المختلفة وتوفير الخامات اللازمة للصناعة وإعفاء الخامات المستوردة من الجمارك وتيسيير الحصول عليها أو توفيرها محليًا وإنشاء مدارس لتدريب أطقم جديدة وتأهيلهم للمحافظة على الحرف التراثية وحمايتها من الاندثار
وفتح المجال لطلاب الكليات العملية والفنية ككليات الهندسة والآثار والفنون الجميلة والتطبيقية وغيرها وقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة لعمل مراسم دائمة فى شارع المعز لعمل لوحات ومنحوتات ومساقط رأسية للآثار أمام السائح تضفى جمالًا ورونقًا على الشارع وتحقق مزيد من فرص العمل للطلبة والخريجين كما سيساهم فى الترويج السياحى للمنطقة وهذا مطبق فى المواقع الأثرية والسياحية بمدينة برشلونة بأسبانيا والمدن السياحية المختلفة.
كما يطالب الدكتور ريحان بعمل خطة تسويقية وتنشيط سياحى وتنمية وإعادة توظيف للمواقع المتربطة بأدب نجيب محفوظ بالشارع خاصة الجمالية حيث أن العديد من الزوار الأجانب يسألون عن المواقع المرتبطة بأدب أديب نوبل نجيب محفوظ بحيث يخصص مسار خاص للرحلة يشمل المواقع التى سجلها فى قصصه بالقاهرة التاريخية والتى كانت ضمن معايير ترشيح القاهرة التاريخية تراث عالمى عام 1979 خاصة ثلاثية نجيب محفوظ (قصر الشوق- بين القصرين- السكرية) وقد سجل نجيب محفوظ معالم القاهرة التاريخية الأثرية فى معظم رواياته، ففى روايات الفتوة جسّد معالم حى الحسينية الأثرى ذى التاريخ العريق فى السير الشعبية والمعروف بفتواته " فتوات الحسينية"، والذين كان لهم دورًا كبيرًا فى مقاومة الحملة الفرنسية فى ثورة القاهرة الثانية، وكان بالحى أسواق للغلال والخشب والطيور وكان يقام بالحى الكثير من الموالد، مثل مولد سيدى على البيومى ومولد محمد الطوابى وحدود الحى الآن من الشمال السكاكينى وغمرة ومن الجنوب الجمالية وخان الخليلى ومن الشمال الشرقى العباسية ومن الغرب حى الظاهر وباب الشعرية وباب البحر وكلها تضم مواقع أثرية هامة.