بدأت احتفالية إحدى المدارس التابعة لسنودس النيل الإنجيلي المشيخي، اليوم الخميس، بالمعرض السنوي لعام ٢٠٢٢ للقسم الخاص لذوي الهمم، وشارك بالاحتفالية الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي والدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر.
كما شارك بالحضور نخبة من المفكرين و أعضاء مجلس النواب والشورى المصري وعدد من الإعلاميين والأكاديميين.
وتضمن برنامج الاحتفال عدد من الكلمات أبرزها كلمة الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي ، الدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ، القس رفعت فتحي الامين العام لسنودس النيل الإنجيلي ، القس أمير ثروت رئيس مجلس المؤسسات التعليمية ، القس باسم بشري الأمين العام لمدارس سنودس النيل الإنجيلي ، المستشار أمير رمزي ، ماري الفي مديرة ادارة المدرسة.
وقال القس باسم بشري الامين العام لمدارس سنودس النيل الإنجيلي المشيخي ، بان مدارس سنودس النيل الإنجيلي اخذت على عاتقها أن تزرع الأمل الجديد في نفوس أولئك الذين بلا رجاء والمصابين بالإحباط بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم، فقد شاءت عناية القدير أن يولد لديهم أطفال كنا نطلق عليهم – جهلاً – "معوقين" أو ذوي احتياجات خاصة، ولكننا بعد التعامل معهم اكتشفنا أن لديهم قدرات خاصة غير مكتشفة، ويمكن أن يكونوا هؤلاء هم نقطة انطلاقة في المجتمع.
وأضاف الأمين العام للمدارس ، نحن نؤمن كمدارس سنودس النيل الإنجيلي أنه من حق كل مواطن –مهما كانت حالته- أن يعيش الحياة الأفضل، وأن يعيش في مجتمع يقبله ويتكيف معه ويفيده ويستفيد منه ويمارس فيه كافة حقوقه وواجباته. لذلك انطلقت رسالتنا من إيماننا. فرسالتنا ليست فقط هي الرسالة التعليمية للطلاب الذين يطلق عليهم طلاب طبيعيين، ولكن رسالتنا هب لكل أطياف المجتمع، وهذه هي الرسالة التي بدأت بها الكنيسة الإنجيلية المشيخية في مصرنا الحبيبة؛ فقد بدأت الكنيسة وتلازمها المدرسة والمستشفى إيماناً منا بأن رسالتنا ليست هي الرسالة الروحية فقط، ولكن رسالتنا موجهة للإنسان بكل جوانبه الروحية والتعليمية والصحية والثقافية، لأن الإنسان العليل والجاهل لا يستطيعان أن يقيما علاقة صحية سوية مع الله.
وتابع “بشري” : من هنا انطلقت رسالتنا ككنيسة انجيلية وكمدارس تابعة للسنودس –المجتمع الأعلى للكنيسة المشيخية بمصر- لنخدم المجتمع بكافة أطيافه. ونحن نحمد الله من أجل فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي اهتم بهؤلاء الأطفال ووضع في رؤيته أن يعمل على تنميتهم وتنمية قدراتهم حتى يستطيعوا التكيف مع المجتمع، وهو ما كنا ننادي به كثيراً قبلاً في المجتمع، ولكن نشكر الله أنه تحقق أخيراً واهتمت الحكومة بهذا الأمر بفضل توجيهات السيد الرئيس.
واستطرد القس باسم بشري، لدينا في مدرسة كلية رمسيس للبنات قسم خاص لهؤلاء البنات، يعلمهن ويؤهلهن على أعلى المستويات، فقد بدأ هذا القسم منذ عام 1973 ويعتبر أول الأماكن التي اهتمت بتقديم مثل هذه الخدمة في المجتمع المصري.
وهدف هذا القسم هو مساعدة الطالبات للوصول إلى أفضل مستوى مرضي من الاعتماد على النفس من القيام بالأمور الحياتية والعمل مع الأسرة وتأهيلهن أكاديمياً لانخراطهن في المجتمع، وذلك من خلال عدة محاور أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: تأهيل مهني عن طريق ورش عمل في مجالات الزراعة – الشمع – كروشيه – تريكو – نشاط فني – أعمال مطبخ – نشاط رياضي – نشاط موسيقي، تأهيل أكاديمي من خلال تعلمهم المهارات اللغوية مثل القراءة والكتابة والتخاطب، توفير حجرة التعليم عن طريق مونتيسوري- تأهيل مهاراتهن الحياتية للانخراط في المجتمع مثل البيع في المعارض المدرسية والشراء- إقامة معسكرات صيفية لمدة 4 أيام خارج القاهرة بهدف تعليمهن الاستقلالية والاعتماد على النفس.
وتابع “ بشري” على الجانب الآخر، لدينا مدارس بها قسم دمج لأطفال كانت عائلاتهم تعتبر وجودهم على قيد الحياة مشكلة كبير، ويصعب انخراطهم في المجتمع وكانوا يخجلون من مجرد التواجد معهم في المجتمعات، ولكن حينما خضعوا لبرنامج الدمج والتأهيل في مدارسنا تغير الحال ، وهذا القسم يقوم على رؤية واضحة وهي توفير بيئة آمنة للأطفال لأنهم جزء من المجتمع ولهم الحق في التعليم، وعلى الجانب الآخر تعليم الأطفال الطبيعيين كيفية التعامل مع المختلفين عنهم وقبولهم لأنهم مميزين بقدرات خاصة، وأيضا دعم أولياء الأمور وزرع أمل جديد لأبنائهم في المستقبل، وانطلاقاً من هذه الرؤية أسسنا برامج واختبارات تشمل اللغة والحركة والمعرفة ورعاية الذات، وتعطى نسخة لولي الأمر للوقوف على حالة ابنه الحقيقية، ويتم تخصيص معلم مُدَرَّب جيداً لرعاية هذا الطفل، ويتم عمل جلسات للطفل بشكل فردي لتنمية مهاراته وتعليمه كيفية تكوين صداقات داخل الفصل.
وكشف القس باسم بشري الأمين العام لمدارس السنودس ، بانه في بادئ الأمر وجدنا صعوبة من الأطفال الطبيعيين وأولياء أمورهم في تقبل مثل هذه الحالات وسطهم، لأنهم كانوا يرون أن هذه الحالات هي حالات غريبة وسط أطفالهم، ولكن نشكر الله أن الوضع تغير الآن تماماً بفضل تقديم دروس توعية لهم، وجلسات معهم ومع أطفالهم.
واختتم القس باسم بشري الأمين العام لمدارس سنودس النيل الإنجيلي ، إن الحياة الأفضل هي زرع أمل جديد في قلب مات فيه كل رجاء وكل أمل، زرع نور جديد وإشراقة جديدة في نفس عاشت في ظلمات الإحباطات، وظنت أن كل الأبواب قد أوصدت أمامها. إن هذه الحياة الأفضل هي إيماننا، وهي رسالتنا في مدارس سنودس النيل الإنجيل.