السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"ولادة فينوس".. لوحة إلهة الحب والخصوبة عند الرومان

لوحة ولادة فينوس
لوحة ولادة فينوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

تعد لوحة ولادة فينوس لوحة تصور إلهة الحب والخصوبة عند الرومان فينوس، وهي تصل إلى الشاطئ بعد ولادتها، وهي لوحة الفنان الإيطالي ساندرو بوتيتشيللي أنجزها في حوالي منتصف ثمانينيات القرن التاسع عشر، هي مصنوعة من دهانات تمبرا على قطعة قماش تضم بداخلها الهة الرومان.

تقارن لوحة ولادة فينوس مع لوحة الربيع، وهي لوحة أخرى لبوتشيللي ويعتبرا اللوحتان من أكثر اللوحات شهرة في العالم ومن العلامات البارزة في عصر النهضة الإيطالية، وتعود المقارنة أن موضوع اللوحتين تركز على تفاصيل دقيقة في الميثولوجيا الرومانية التي خفت ظهورها في الفن منذ قرون مضت، وكذلك الحجم الضخم للوحة والتصوير غير المعهود لامرأة عارية كموضوع أساسي للوحة.

تعد لوحة ولادة فينوس كبيرة الحجم ولكنها أصغر من لوحة الربيع، والتي رسمت على الخشب أما ولادة فينوس فرسمت على قماش، وقد ازدهر الرسم على القماش في تلك الحقبة خاصة في اللوحات الاعتيادية.

أنجز بوتشيللي اللوحة على قطعتي قماش خيطتا معًا قبل البدء، مع إضافة خلفية جسو زرقاء، ويوجد بعض الاختلافات في الأسلوب المعتاد لبوتشيلي الذي أنجز لوحات كثيرة على الخشب مثل إضافة طبقة خضراء أولية تحت مناطق الجسم.

رُسمت  اللوحة بتكليف من أحد أفراد عائلة ميديتشي لبوتيتشيللي، إلا أن هناك خلاف بين مؤرخي الفن حول هذه النظرية بسبب عدم وجود نصوص يمكن من خلالها التأكد من وصف اللوحة وغيرها من المعلومات الأساسية.

حظيت اللوحة بعدد كبير من التفسيرات والتحليلات، والتي ربطها أكثرهم بالتأثر بالأناشيد الهومرية التي أعيد اكتشاف بعضها في فلورنسا في تلك الفترة والتي كانت بمثابة إحياء للتراث الكلاسيكي في الغرب، وأن ولادة فينوس كانت أيضًا بمثابة إحياء للتراث الكلاسيكي الغربي.

لا توجد نصوص تفسر معاني اللوحة وما تأثر به بوتشيللي، ولكن هناك الكثير من النصوص المتعلقة التي يمكن ربطها باللوحة، ولذلك نجد أن مؤرخي الفن قدموا تفسيرات مختلفة حول المصادر والمعنى، وهناك جزء كبير منهم اتجه إلى الربط بالفلسفة الأفلاطونية الجديدة، ومنهم إرنست جومبريتش وإدجار ويند، حيث اعتبروا أن بوتشيللي أعاد تقديم أفكار الأفلاطونية الجديدة بخصوص الحب الإلهي على هيئة فينوس.

أما أفلاطون وتابعيه والأكاديمية الأفلاطونيّة التي برزت في فلورنسا اعتقدوا أن لفينوس سمتين أساسيتين: هي الإلهة التي عاشت في الأرض وأغوت البشر بالحب الجسدي أو أنه إلهة سماوية أوحت للبشر بالحب الذهني، وقال أفلاطون أن تأمل جمال الجسد يجعل العقل قادرًا على فهم الجمال الروحي، أي أن النظر إلى فينوس، أجمل الآلهة، قد يتسبب في رد فعلي جسدي بالنسبة للمتلقي والذي يرفع من ذهنهم نحو كل ما هو إلهي.

جزء من لوحة ولادة فينوس 

كما يعتقد المؤلف تشارلز ماك  أن اللوحة قصة رمزية تمجد مآثر لورنزو دي ميديشي، ولم يتم تبني هذا من قبل مؤرخي فن عصر النهضة بشكل عام،ولا يزال يمثل مشكلة، لأنه يعتمد على أن من كلّف رسم اللوحة هو أحد أفراد عائلة ميديتشي، إلا أن هذا لم يوثق هذا حتى القرن التالي.

يرى ماك أن المشهد مستوحى من الأنشودة الهومرية وكذلك الرسومات القديمة، لكنه يرى أن هناك شيء ما كان في ذهن أحد أفراد عائلة ميديتشي أكثر من مجرد اكتشاف أنشودة هومرية جديدة فهذه اللوحة هي استكمال بوتشيللي لمسيرة سلفه أبيليس وربما أنه تفوق عليه. ويدعم رأيه بمقطع من قصيدة كتبت في عام 1988 يقول أن بوتشيلي هو إحياء جيد لأبيليس، كما لاحظ أن اللوحة تبرز الطبيعة الخاصة لقائد فلورنسا لورينزو دي ميديتشي، وبالرغم من أنه في الوقت الحاضر يعتقد أغلب المؤرخين أنه لم يكلف بوتشيللي باللوحة بل فرد آخر من عائلته، إلا أن هناك احتمال بأنها بالفعل تتحدث عن لورينزو باعتباره كبير العائلة وحاكم فلورنسا.

وُلد "بوتيتشيلي" في فلورانسا بايطاليا في 10 مارس لعام 1445، وبدأ اهتمامه بالفن وخاصة بفن التصوير، منذ كان طفلًا، ونمى بداخله هذا الشعور والاحساس وظل يُمارسه برفقه أصدقاءه الذين شاركوه نفس الاتجاه الفني، حتى أصبح من أشهر رسامي عصر النهضة الإيطالية.