ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بحضور عدد من أساقفة الكنيسة، سبقها صلاة عشية عيد البشارة المجيد، الذي تحتفل به الكنيسة غدًا.
وبُثَّت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
واستكمل قداسته تأملاته في آحاد الصوم الكبير والتي خصص لها سلسلة بعنوان "أَيْنَ أَنْتَ؟"، وتناول آيات إنجيل قداس الأحد السادس من الصوم الكبير لمعلمنا يوحنا البشير، الأصحاح ٩ : ١ – ٢٥، وأشار إلى أننا يمكن أن نقابل المسيح في الطريق، متخذًا من مقابلة السيد المسيح مع المولود أعمى نموذجًا.
وأبرز قداسة البابا أهمية العمل والمبادرة في مجال الخدمة والعمل كأحد المبادئ المسيحية "فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ".
واستعرض قداسته المواقف التي يمكن أن يرافقنا فيها المسيح أثناء السير في الطريق:
- في السفر "وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ، اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا". (لو ٢٤ : ١٥).
- في الألم "فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا، وَقَالَ لَهَا: «لاَ تَبْكِي». ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ... فَقَالَ: «أَيُّهَا الشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!»." (لو ٧ : ١٣ - ١٤).
- في صورة شخص محتاج "لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي." (مت ٢٥ : ٣٥).
- في مقابلة نوعيات من البشر لهم حضور في المجتمع ولكن خدمتهم تستلزم وجودهم في الشارع "مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ". (يو ٩ : ٥)
وقدم قداسة البابا ٤ تداريب لتقديم الخدمة:
- اصنع رحمة وأنت خارج البيت "مَنْ يَحْتَقِرُ قَرِيبَهُ يُخْطِئُ، وَمَنْ يَرْحَمُ الْمَسَاكِينَ فَطُوبَى لَهُ." (أم ١٤ : ٢١).
- اصنع وقدم محبة "وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ... لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ". (مت ١٠ : ٤٢).
- اسند واحمي الضعيف "شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ. أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ". (١تس ٥ : ١٤).
وبدأ قداسة البابا في الأسبوع الأول من الصوم الكبير، سلسلة تأملات جديدة تستمر طوال فترة الصوم، من خلال سؤال الله لآدم «أَيْنَ أَنْتَ؟»، حيث أشار قداسته إلى أن الله دائم البحث عنا، والصوم يقدم لنا ٧ مواضع نتقابل فيها مع الله عَبْرَ آحاد الصوم، وهذه هي الحلقة السادسة من السلسلة.