الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

هواها شعبي|مهرك يا «عبلة»: ألف ناقة سـود الحـدق حمـر الوبـر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى سلسلة «هواها شعبي» التى تقدمها جريدة «البوابة» خلال شهر رمضان المبارك نحاول الإجابة عن سؤال الهوية المصرية، أو بالبلدى كدا «إحنا مين؟»، وهل نحن حقًا نحمل سمات الحضارة المصرية القديمة، بكل ما تحمله من موروث ثقافى امتد عبر الأزمنة المتعاقبة، ومازال ينبض حيًّا جسده المصرى القديم عبر جدران المعابد والمقابر الأثرية. فمازال المصرى يحتفل بأعياد دورة الحياة من ميلاد وزواج ووفاة، حتى احتفالات الحصاد وغيرها من الاحتفالات التى تعبر عن الهوية المصرية، وفى هذه السلسلة سنعبر خلال الأزمنة والأمكنة لنلقى الضوء على هويتنا المصرية والمجسدة فى تراثنا الشعبى «الفولكلور»..

 

من قطر الندى لعبلة لبنت الأمير يكتمر، والملكة قمرية.. خيول ودنانير ومسك وعنبر وخيل ومماليك عبيد وغنم.. وناقات حمر.. أثواب جواهر.. مهور لم نشهدها ولن نشهدها سوى فى الحكايات الشعبية وكتب المقريزي. 

يقول المقريزى فى كتاب السلوك إن الأمير آنوك ولد السلطان المملوكى محمد بن قلاوون قد قدم مهرًا لبنت الأمير يكتمر الساقى كان عبارة عن عشرة آلاف دينار، ومائتين وخمسين تفصيلة حرير مثمنة، ومائة نافجة مسك، وألف مقال عنبر خام، ومائة شمعة موكبية، وثلاثة من رؤوس الخيل مسرجة ملجمة، وخمسة مماليك، على يد كل مملوك شيئًا من مستلزمات العروس. أما الخليفة العباسى المعتضد بالله، فبينما تزوج بالأميرة قطر الندى بنت خمارويه فقد أعطاها مهرًا ألف ألف درهم. أما عنتر ومحبوبته عبلة، فقد روى الشاعر فى سيرة عنتر بن شداد أنه عندما تقدم عمارة بن زياد لخطبة عبلة من أبيها مالك بن قراد قد قام بطلب ألف ناقة سود الحدق، حمر الوبر، تنساق إليه من غير إعاقة وألف رأس من الغنم، وعشرين رأسا من الخيل، ومائة ثوب، ومائة عبد، ومائة أمة، وأن يعمل وليمة يحضر فيها كل من كان الحمي. 

أما المهر الذى طلبه «مالك بن قراد» من «عنترة بن شداد» فقد كان عبارة عن ألف ناقة من نوق الملك المنذر «النعمان» لأنها نادرة لا توجد فى أرض الحجاز، وكانت تسمى بـ «العصافير» فينال بذلك صاحب المهر والعز والافتخار، وهو أمر يضع بطل السيرة فى مواجهة تحد مع صعاب وعقبات كبيرة، تجعل منه عاجزًا عن سداد المهر. 

ولكن حب عنترة لعبلة ابنه عمه جعله يخوض الصعاب، وخرج فى طلب عصافير النعمان حتى يظفر بعبلة، ولقى فى سبيلها أهوالاً جساماً، ووقع فى الأسر، ثم تحقق حلمه فى النهاية وعاد إلى قبيلته ومعه مهر عبلة ألفاً من عصافير الملك النعمان، ولكن عمه عاد يماطله ويكلفه من أمره شططاً، ثم فكر فى أن يتخلص منه، فعرض ابنته على فرسان القبائل على أن يكون المهر رأس عنترة. وتستمر الرواية الشعبية فى وصف مهور الأمراء والملكات وأصحاب النفوذ التى تجعلنا نشغل بالقصص والروايات الشعبية ونعيش مع أبطالها حتى يتم دفع ثمن العروس كما وصفه عبد السلام الترمانيتى لتصبح زوجة لذلك الرجل الذى ستكمل معه حياتها. 

أقيموا الأعراس والأفراح وليالى السمر لنعلن زواج الأحباب .. فمن هى صاحبة أكبر عُرس على مر التاريخ هذا ما سنعرفه فى الحلقة المقبلة من «هواها شعبي»..