صدر حديثا عن الهيئة العامة السورية للكتاب، رواية جديدة بعنوان "خريف الدفلى"، للروائي رشيق عز الدين سليمان، والفائزة بجائزة حنا مينه للرواية لعام 2020.
تقع الرواية في 191 صفحة من القطع المتوسط، ومن أجواء الرواية نقرأ: في الطريق إلى هناك، كل شيء يشي بالموت.
الموت في هذه البلاد، أقل تكلفة، يحتاج فقط أن تستيقظ وتخرج إلى عملك، أو أن تقرر زيارة صديق لك، أو أن تخرج للتنزه مع عائلتك، وقد لا يتطلب منك الأمر كل ذلك.
ربما لن ينتظرك الموت لتغسل وجهك، ولا لتسرح شعرك، ولا لتسبّح ربك، قد يأتيك حتى سريرك، وأنت تلاقي محبوبتك في الحلم، وقبل أن تقبلها على شفتيها "يقضم الموت شفاهك المتعرقة".
والموت هنا أقل تكلفة، قذيفة هاون، أو تفجير، أو رصاصة فرح بفوز فريقك الرياضي على خصمه، أو العكس، أو لأنهما تعادلا في "الكلاسيكو"، فالموت هنا أخف وطأة، من دون ألم، بلا عذاب، وبجرة قلم تنتقل من سجلات الأحياء، إلى سجلات الموتى، وبجرة قدر تنتقل من سكان الأرض إلى سكان السماء، أو ما بعد السماء.
شهقتين ودمعة، زفيرين وصفعة، مجرد رقم، وشاهدة قبر كتب عليها اسمك وثلاث كلمات تنعيك، وثلاث وردات وحفنة تراب تبلل بدمع محبيك، فالموت هنا رشيق كغزال يطارد فراشات الحديقة، الموت هنا أقل تكلفة، يقتل ثلاثين وأربعين وخمسين دفعة واحدة.