حالة من الجدل الكبير، شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، بعد اكتشاف نوع من الشيكولاتة يحتوي على نسبة من الخشخاش المخدر، وهي القضية التي فجرها الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة السابق.
وقال الدكتور جابر نصار: «منذ مدة ليست بالقصيرة شكى الكثيرون، ومنهم من يشغل مناصب ووظائف مهمة تستدعي بعضها طلب الجهات التي ينتمون إليها تحليل تعاطي المخدرات فجأة، ويتضح من نتائج التحليل أن نتيجة عيناتهم إيجابية لمخدر الخشخاش ومشتقاته، الأمر الذي يعرضهم لعقوبات قاسية تصل إلى الفصل من الوظيفة على الرغم من أنهم لا يدخنون حتى السجائر».
وأضاف: «بالصدفة اكتشفت أن بالأسواق والمولات الكبرى ومحطات البنزين المختلفة يباع شيكولاتات من مكوناتها نسبة معتبرة من الخشخاش، وهذا أمر أصبح مباحًا في أغلب الدول الأوروبية وأمريكا، ولكن تداولها وتناولها مع العلم بحقيقتها وكونها بها مخدر الخشخاش يشكل جريمة تعاطي وإتجار بحسب الأحوال».
رد وزارة الداخلية
أكدت وزارة الداخلية، في بيان رسمي، أن بذور الخشخاش يتم معالجتها قبل استخدامها في بعض المواد الغذائية؛ للتأكد من خلوها من المواد المخدرة، موضحة أنه سيتم سحب عينات من الشيكولاتة المتداولة بالأسواق لتحليلها للتأكد من مطابقتها للمواصفات العالمية.
ثم كتب الدكتور جابر نصار مُجددًا: «تبين بعد تواصل بعض المختصين معي أن الأمر قد يتعلق ببذور الخشخاش وليس بالخشخاش ذاته وأن اللبس جاء مما ورد بنسب المكونات الموجودة علي غلاف الشيكولاته من وجود الخشخاش مطلقًا بمكوناتها».
وتابع: «هو خطأ الشركة وكان يلزم علي الشركة المصنعة والمستوردة توضيح الأمر بأن ما ورد من مواد داخلة في تصنيعها ومنها الخشاش كما هو مذكور في بيانات المنتج أنه غير مخدر، ذلك أن نبات الخشاش مجرم في القانون المصري حيازة وتداولًا وإتجارًا.. وهو ما أكده بعض المتخصصين في الأمر.. وفي النهاية الأمر متروك لجهات الإختصاص لتبين ذلك».
سحب العينات لفحصها
شنت وزارة التموين والتجارة الداخلية، حملات لسحب عينات من بعض المولات والمتاجر الكبرى، للوقوف على حقيقة تواجد نسبة مخدر الحشيش داخل أنواع بعض الشوكولاتة.
التحليل بالمعامل المركزية
من ناحيته، يقول المهندس أيمن حسام الدين، رئيس جهاز حماية المستهلك، إنه تم رصد كمية من الشيكولاتة المحتمل تضمنها مادة الخشخاش المخدرة في عدد من المحال التجارية، وتم التحفظ عليها احتياطيًا لتحليها، موضحًا أنه تم سحب عينات تصل لـ 7500 بلوك وتم إرسال عينات للمعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة والسكان.
وأكد حسام الدين، خلال تصريحات تليفزيونية، أنه لا مانع للتأكد من سلامة المنتج حتى إذا كان مناسب للمواصفات وفقًا لمظهره، مضيفًا أن المعامل المركزية للوزارة ستتأكد من نسبة الخشخاش ومسموح بها، وإذا وجد أنه يتم التعامل مع الأمر باعتباره مخدًرا سيتم التدخل على الفور، مضيفا بذور الخشخاش تختلف عن الأفيون المخدر وعند تحميصها تتحول إلى مادة غير مخدرة وتدخل في بعض الوصفات الغذائية.
ما هي بذور الخشخاش؟
يبلغ ارتفاع نبات الخشخاش إلى 150 سم، ويتميز باللون الأخضر الفاتح، فهو أوراقه كبيرة بيضاوية الشكل لونها أخضر، وفي قمة النبات توجد بتلات الزهور التي تأتي باللون الأحمر أو الأبيض أو الأزرق أو البنفسجي.
وأكد الدكتور علاء خليل، مدير معهد المحاصيل الحقلية السابق بوزارة الزراعة، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، عدم السماح بزراعة نبات الخشخاش في مصر.
بذور الخشخاش في الطعام
تحتوي بذور الخشخاش على كمية كبيرة من الفيتامينات والمعادن مثل الزنك واليود والنحاس والأحماض الدهنية، ويستهلك على نطاق واسع في أجزاء من أوروبا الوسطى والشرقية.
وتؤكل البذور الناضجة المطحونة بالسكر مع المكرونة أو يتم غليها بالحليب وتستخدم كملء أو تتصدر أنواع مختلفة من المعجنات الحلوة، ويتم زراعته في: « تايلاند- ميانمار- باكستان- أفغانستان- إيران- المكسيك- الهند».
الخشخاش والأدوية
تحتوي بذور الخشخاش على مواد مخدرة، التي تساعد على الشعور بالنشوة، وتساهم في ارتخاء الأعصاب فهي تستخدم كمنوم، ويتم استخدامها في العمليات الجراحية شديدة الخطورة، ويدخل في صناعة بعض الأدوية التي تستخدم لعلاج الأورام السرطانية، كما أنها تعمل على الوقاية من الإصابة بأمراض القلب والشرايين ويتم أخذه تحت إشراف طبي بكميات محددة.
يتم أخذ الأفيون من نبات الخشخاش، وهي المادة التي تسبب الخمول والرغبة الدائمة في النوم مع صعوبة التنفس واضطراب عمل الجهاز الهضمي، كما أن الشخص يفقد القدرة على التركيز والاستيعاب، ويتم زراعة نبات الخشخاش في وقت معين، حيث تبدأ الدورة الزراعية للنبات في أواخر الصيف، وبعد 3 أشهر ينضج النبات المكون من سيقان خضراء يعلوها زهور الخشخاش ثم تسقط الأوراق لتظهر الكبسولة.
