نظرًا للتغيرات على الساحة لم تعد قضية اليمن محط اهتمام الكثيرين سواء من المتابعين أو من الدول والمنظمات والجهات المانحة والتي تسعى في تقديم الإغاثات لذا تراجعت خلال الأعوام الأخيرة اهتمامات منظمات الإغاثة الدولية باليمن مما زاد الحاجة الإنسانية بإلحاح لتعزيز مسارات الإغاثة الإنسانية والتخفيف من أعباء اليمنيين المحصورين في بوتقة الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم.
وفي جغرافيا شديدة التعقيد بات من غير المنطقي أن يتم توزيع مساعدات إنسانية لمجموعة تصل لسبعة ملاين شخص يتوزعون على مناطق شاسعة ومتفرقه وفي جغرافيا شديدة التعقيد خلال مدة قصيرة، نظرًا لكون المهمة تحتاج لتنسيق عالي المستوى وتنفيذ دقيق يتطلب أعدادًا كبيرةً من عمّال الإغاثة لنقل وتفريغ وتخزين وتوزيع هذه المساعدات لمستحقيها، وقبل ذلك تنفيذ عمليات المسح الميداني لرصد الحالات المستحقة لهذه المساعدات، لذا فشلت عدد من المنظمات الإغاثية في إتمام هذه المهمة.
ومع حلول شهر رمضان أعلن الهلال الأحمر الإماراتي تنفيذ واحدةٍ من أكبر العمليات الإغاثية والإنسانية في اليمن شملت زهاء ثلث سكان البلد الفقير لإفادة 7 ملايين يمني ينتشرون في محافظات شبوة وحضرموت وتعز والحديدة وجزيرة سوقطرة، خلال شهر رمضان، وبث هذا المشروع حالة من التفاؤل، لكونه سيقلّص من مستوى المعاناة الإنسانية المستفحلة.، هو الأمر الذي أعاد تسلط الأنظار إلى المأساة الإنسانية في هذا البلد .
منذ اندلاع النزاع في اليمن عام 2015، ساهمت الإمارات وبشكل كبير في التخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية، حيث لعبت دورًا فاعلاً في إعادة إنعاش الخدمات العامة وتحسين جودة الحياة والتعليم، والمساعدة في إصلاح البنية التحتية، كما أسست لمبادرات إنسانية خلال أشهر رمضان في السنوات الماضية، وفي مناسبات أخرى كالأعياد؛ لكنها هذا العام ضاعفت القيمة القياسية لمستوى الدعم استشعارًا على ما يبدو لحجم الحاجة الإنسانية التي تستدعي تدخلًا إنسانيًا بهذا المستوى الكبير.
ومنذ إبريل 2015 إلى غاية فبراير 2020 تعدت قيمة المساعدات الإنسانية الإماراتية لليمن مبلغ الـ 23 مليار دولار أنفقتها الدولة الخليجية في مشاريع إغاثية وصحية وتنموية، وإلى غاية اليوم ما زالت الإمارات تنشط بشكل منافس لمنظمات الإغاثية الدولية الأخرى في مهام إغاثية وانمائية بمناطق مختلفة من اليمن.
كما ويستدعي الواقع المتخم بالعناء الإنساني في اليمن تدخلات إنسانية من هذا المستوى؛ لكن ثمة غياب "فادح" أو حضور "هش" لمنظمات إغاثية دولية لا يفي دورها بردم الهوة الإنسانية التي يعلق فيها 30 مليون يمني هم إجمالي سكان البلاد، من بينهم حوالي 23,7 مليون شخص لمساعدة إنسانية، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، وقياسًا على هذه البيانات ثم مشاريع التدخلات الإنسانية الطارئة والمرحلية لا زال الهلال الأحمر الإماراتي يتربع على عرش المساهمين الأوائل والأكثر سخاءً في العمل الإغاثي باليمن.