نسلط فى هذا الباب الضوء على أبرز الإصدارات الحديثة فى الغرب، أو أبرز القضايا التى تدور فى الأوساط الثقافية الغربية.. ماذا يقرأون.. أحدث الإصدارات؟ وأبرز القضايا التى تشغل الوسط الثقافى الغربى كتاب ونقاد
مارجريت إلينور أتوود كاتبة وشاعرة وناقدة كندية، وتعد أيضًا ناشطة فى المجال النسوى والاجتماعى، من مواليد ١٩٣٩. وهى أحد أهم كتاب الرواية والقصص القصيرة فى العصر الحديث، من أبرز أعمالها رواية الخادمة، والتى تحولت إلى مسلسل تليفزيونى، حقق مشاهدات عالية، كما ترجمت إلى لغات عدة.
فى كتابها الصادر حديثًا بعنوان «الأسئلة الملحة»، والذى تتحدث فيه عن الكتابة والحياة منطلقة من تساؤلات واسعة غامضة وهى «متى؟»، و«أين»، و«كيف"؟، والذى يضم مقالات كتبتها «أتوود» فى الفترة من ٢٠٠٤ وحتى ٢٠٢١، وقسمتها إلى خمسة أقسام.
وتقول» أتوود» فى كتابها: يمكن أن يكون لديك حياة أو تعتبر الكتابة عملك، أما الجمع بين الاثنين فصعب ويكاد يكون محالاً، رغم أن الكتابة فى بعض الأوقات تكون عن الحياة.
ولماذا سمى بالأسئلة الملحة؟
تقول أتوود: ربما لأن الأسئلة التى وجهناها حتى الآن فى القرن الحادى والعشرين أكثر إلحاحًا. على سبيل المثال، الكوكب يحترق تمامًا. كل جزء من يقف بمفرده، ولكن هناك موضوعات وأسئلة متكررة، «أسئلة ملحة تم طرحها، وطرحها على نفسى، على مدار العقدين الماضيين، فما هذه المقالات سوى محاولة للرد على هذه التساؤلات التى تشغلها قبل أن تشغل القراء.
قسمت«أتوود» الكتاب إلى ٥ أقسام ولكنها تعرفها بأنها نقاط فاصلة ليس فقط فى التاريخ بل وفى علاقتها بالكتابة، وهى :"تداعيات ١١ سبتمبر، والأزمة الاقتصادية لعام ٢٠٠٨، وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض، وانتخابات الولايات المتحدة لعام ٢٠١٦، حركة مى تو أو أنا أيضًا لفضح جرائم الاعتداء الجنسى، انتخابات ٢٠٢٠، وتفشى فيروس كورونا».
من هذه الموضوعات يدرك القارئ أن هذه المقالات تغطى مجموعة واسعة من الموضوعات، والتى تمزج أتوود فيها ما هو عام من موضوعات سياسية أو اجتماعية مع ما هو شخصى حياتها وأبرز أعمالها ليس فقط الأدبية بل والنقدية إذ يعتبر كتابها حول نقد النسوية سيمون دى بوفوار أبرز كتاباتها فى هذا الصدد.
تتنقل «أتوود» بسلاسة بين الموضوعات المختلفة فى محاولة للإجابة عن سؤال «كيف تغير العالم؟» مقدمة تحديدًا متعمقًا للقضايا الأساسية، واقتراحات حول ما يمكن فعله، ليس هذا فحسب تطرح أيضًا مخاوفها حول التغير المناخى والذى تصاعد مع تفشى وباء كورونا فى عام ٢٠٢٠، متحدثة عن دور الآدب والخيال فى التعبير عن هذه المخاوف لتحرك المياه الراكدة.
تخصص«أتوود» جزءًا من كتابها حول رواية الخادمة، عملها الأشهر والذى تحول إلى مسلسل تليفزيونى وصدرت لها ترجمات عدة من بينها ترجمة عربية، وتقول إن هذه الرواية فور صدورها فتحت عليها أبواب النقد، ولاسيما فى نيويورك، ولكنها بعد ذلك حققت نجاحا جماهيريًا كبيرًا، لم تتوقعه، بل باتت أزياء العمل حاضرًا فى أعياد الهالويين.
