قال أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشؤون التنمية الاقتصادية، أن الارتفاع العالمي في سعر الغاز الطبيعي بسبب الحرب الروسية الأوكرانيا، إضافة إلى إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو لن تقبل تصدير الغاز إلى الدول الغير صديقة إلا بالروبل الروسي، بما في ذلك الدول الأوروبية، ردا منه على العقوبات الاقتصادية المفروضة على دولته، الأمر الذي أدى لبحث أوروبا عن مصادر بديلة للغاز الروسي لصعوبة تطبيق القرار.
وأكد أن هذا يجعل أوروبا تتجه نحو الدول العربية لتصدير الغاز منها ومن بين الدول الأكثر إنتاجا للغاز قطر ومصر والجزائر، موضحا أن هناك عوامل أخرى كانت قبل الحرب الأوكرانية أكدتها التقارير الدولية عن تراجعا كبيرا في الإنتاج الأوروبي من الغاز خلال الفترة من 2019 وحتى 2050 ما سيزيد من اعتماد أوروبا على واردات الغاز أكثر .
أضاف غراب، أن الاتحاد الأوروبي أكد في بيان له أنه يسعى بحلول نهاية عام 2027 لإنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي نهائيا، مضيفا أن الموقف الراهن يؤكد أنه لا بديل أخر إلا تصدير غاز شرق المتوسط إلى السوق الأوروبي، موضحا أن الغاز المصري سيكون أحد أهم البدائل القوية لسد احتياجات أوروبا من الغاز الطبيعي، مؤكدا أن دول الاتحاد الأوروبي قدرت نسبة الغاز الطبيعي التي تستوردها من خارج أوروبا 63 % عام 2021، حيث بلغت نسبة الغاز الروسي منها أكثر من 40%، وبلغت نسبة الغاز المصدر من الدول العربية ومن بينها مصر بمقدار 14 %، وبذلك فهي تعد ثاني أكبر مصدر للغاز المصدر للسوق الأوروبي .
وأوضح غراب، أن مصر قد حققت الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي في عام 2018، ثم تحولت من دولة مستوردة للغاز إلى دولة مصدرة، فقد قدرت الاحصائيات الرسمية أن مصر احتلت المركز الثاني إفريقيا والخامس إقليميا والرابع عشر عالميا في إنتاج الغاز عام 2020، بحجم إنتاج بلغ 58.5 مليار متر مكعب، ثم زاد الإنتاج المحلي من الغاز حتى وصل 66.2 مليار متر مكعب في عام 2020/2021، والإستهلاك 62.9 مليار متر مكعب، فيصبح الفائض 3.3 مليار متر مكعب تم تصديره للخارج، خاصة بعد زيادة إنتاج الغاز الطبيعي من محطتي إدكو بطاقة إنتاجية بلغت 10 مليار متر مكعب، ومحطة دمياط بطاقة إنتاجية بلغت 7 مليار متر مكعب .
ولفت غراب، إلى أن حجم صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال العام السابق 2021 بلغ 2 مليار متر مكعب إلى السوق الأوروبية، موضحا أنه مع زيادة الطلب وتوقف الغاز الروسي سيكون الغاز المصري البديل مع قطر والجزائر وبالتالي ستحقق صادرات الغاز الطبيعي المصري أرقاما قياسية خلال الفترة القادمة وزيادة الدخل القومي المصري، خاصة أن مصر حاليا أصبحت مركزا إقليميا للطاقة في الشرق الأوسط، مؤكدا أن صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال زادت بنسبة 123.3%، لتبلغ 6.7 مليون طن عام 2021، مضيفا أن 20 دولة استوردت الغاز الطبيعي المصري منذ بدء عودة التصدير، منها 4 دول جديدة هي تركيا وباكستان وبنجلاديش وكرواتيا، هذا بالاضافة إلى الأردن، اليابان، سنغافورة، فرنسا،اليونا، الكويت، بريطانيا، إسبانيا، تايوان، كوريا الجنوبية، بلجيكا، تايلاند، الأمارات، بنما، الهند وغيرها .
وأشار غراب، إلى أن القدرة الإنتاجية لمصر من الغاز الطبيعي المسال بلغت بفضل مشروعات تنمية حقول الغاز 73.4 مليار متر مكعب سنويا وفقا للتقارير الرسمية، مشيرا إلى أن زيادة الطلب على الغاز المصري وللاستفادة من زيادة أسعاره عالميا هذا جعل الحكومة تتجه لزيادة تكثيف أعمال البحث والاستكشاف وتنمية الاكتشافات الجديدة ووضعها على الإنتاج لزيادة إنتاج مصر من الغاز والنفط، موضحا أن هناك فرصة حاليا أمام مصر لزيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال وهذا يتطلب وضع خطط لزيادة إنتاج مصر من الغاز بزيادة البحث والاستكشاف وتنمية الاكتشافات الجديدة وزيادة القدرة الإنتاجية لزيادة الإنتاج المحلي .