أنوار معلقة تضيء المكان، فوانيس صغيرة وإضاءات مختلفة، الشارع يعج عن أخره بالمواطنين الذين يجهزون للاحتفال بقدوم الشهر الكريم، وهناك على جانب يقف شاب أربعينيا يفترش بضائع جميعها لا تباع ولا تشتري إلا في هذا الشهر وهي عبارة عن "سريا رمضانية" والتي تكون أفرع من الإضاءة الصغيرة التي تعلق على الأبواب في المنازل والشوارع لتضفي نوعًا من السحر والجمال الخاص بالشهر الكريم.
وأشرف عبدة البالغ من العمر 46 عامًا، يمارس عمله هكذا لأكثر من 30 سنة، يؤكد أنه ينتظر قدوم شهر رمضان دائمًا وذلك لبيع السريا التي يجلبها الناس إلى أطفالهم: "السريا فيها أنواع منها المصري والمستورد، وهناك سريا تكون في سعر 30 جنيها فيما أقل لأنها تكون في متناول الجميع".
وأضاف أشرف أن السريا المستوردة تكون غالية بعض الشيء تصل إلى 120 جنيها، الأمر الذي لا يكون عليه اقبالا من بعض المواطنين، لأنها في النهاية أشياء تعلق ليست مأكل أو مشرب وبالتالي الزبون لن يدفع فيها كل أمواله، لذا نحن نحاول أن نوفر ما هو في مقدرة الشخص.
ويقول أشرف إنهم يستقبلون رمضان بالفوانيس والسريا وغيرها من الأشكال التي تضفي نوعًا من البهجة على المكان، وأن شارع الخيامية طوال العصور الماضية هو يعد مقصد للزئارين والباحثين عن الأشياء الرمضانية، من خيم وسريا وفوانيس وغير ذلك، أما عن العمل في غير رمضان: "في غير رمضان بننزل نشتغل أي حاجة نأكل منها عيش ونسرح في الشوراع".
وتابع أشرف: "حاليا في اختلاف جامد جدًا بين رمضان حاليا ورمضان من 10 حتى وحتى 5 سنين، الأول مثلا كنت تيجي بـ100 جنيه تشتري حاجات كثيرة ومختلفة ولكن حاليا مع غلاء الأسعار لا تمتلك أن تشتري أشياء مختلفة بـ100 جنيه مثلا، وبالتالي إقبال الناس خف جدًا على شراء هذه المنتجات، ونحاول من خلال البيع للأشياء الملفتة والجيدة في الجودة أن نستدرج الزبون مجددا".
واختتم أشرف أنه لا يوجد الزهوة الرمضانية التي كنت نراها قديما، مثلا من 10 سنوات كان شارع الخيامية لا تستطيع التحرك بداخله من زحمة المواطنين، حاليا الحركة نايمة جدا، متابعا: " وانا في غير شهر رمضان بشتغل مع بتوع الخشب كراسي وانتريهات، ولكن انتظر رمضان كل عام حتى أعمل في الشيء الذي أحبه".