ضمن مقتنيات دار الكتب والوثائق القومية، هناك وثيقة عن طلب مفتى مدينة رودس من وزارة الخارجية إخطار القنصلية تلغرافيا بثبوت رؤية هلال شهر رمضان ١٩٣٢، تم نشرها فى إطار مبادرة وزارة الثقافة «خليك فى البيت.. الثقافة بين إيديك».
يستعرض الوثيقة الدكتور راضى محمد جودة، عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، ويؤكد أن مفتى مدينة رودس طلب من وزارة الخارجية إخطار القنصلية تلغرافيا بثبوت رؤية هلال شهر رمضان ١٩٣٢.
جاء نص الوثيقة :"ثبوت أول يوم شهر رمضان ١٣٥٠، حضرة صاحب السعادة محافظ مصر أبلغتنا القنصلية الملكية المصرية بمدينة رودس بكتابها المرسل صورته مع هذا ان فضيلة مفتى ديار رودس رجاها التوسط لدى هذه الوزارة لإخطار القنصلية تلغرافيا عن ثبوت أول يوم من شهر رمضان سنة ١٣٥٠، وحيث إن المحافظة اعتادت أن تخطر المحافظات والمديريات تلغرافيا عن ثبوت أول يوم من شهر رمضان بعد أن تثبت المحكمة الشرعية بالقاهرة رؤية هلاله.. فالمرجو من سعادتكم التكرم بالتنبيه بإخطار القنصلية المصرية برودس عن ثبوت أول من شهر رمضان لسنة ١٣٥٠ تلغرافيا بالعنوان الآتى ZAFARANE RHODES، وتفضلوا سعادتكم بقبول فائق الاحترام، ٥ يناير سنة ١٩٣٢ «.
وتعد دار الكتب والوثائق القومية، أول المكتبات الرائدة فى الوطن العربى، وأحد أهم مراكز الإشعاع الحضارى للتراث العربى والإسلامى وأقدم مكتبة وطنية فى مصر، أنشأها الخديوى إسماعيل فى منطقة درب الجماميز بسرايا مصطفى باشا فاضل شقيق الخديوى، بهدف تجميع المخطوطات النفيسة مما أوقفه السلاطين والأمراء والعلماء على المساجد والأضرحة والمدارس ومعاهد العلم.
وأكد الدكتور راضى جودة أن دار الوثائق المصرية تحتل المركز الثالث من بين الأرشيفات العالمية بعد الأرشيف البريطانى والأرشيف التركى، كونها تضم أكثر من ١٠٠ مليون وثيقة وبلغات متعددة منها العربية،التركية، الإنجليزية، الفرنسية، الأمهرية، الإيطالية، والإسبانية وغيرها من اللغات المختلفة، وتعود أقدم وثيقة بالدار إلى العصر الفاطمى، وتتنوع الوثائق فهناك ما يخص المنطقة العربية وقارة أفريقيا وأوروبا والعالم كله، منها مثلا وثائق خاصة حول ضم مصر للسودان أيام محمد على باشا ١٨٢١ وظلت تابعة لمصر حتى عام ١٩٥٣ عقب رغبة شعبية سودانية فى الانفصال، وكانت تعرف بوحدة وادى النيل، وثمة وثائق من تاريخ ليبيا والعلاقات مع طرابلس الغرب بعد الاستقلال وتونس والجزائر والمغرب.