ارتبط شهر رمضان بصلاة القيام أو التراويح، والتراويح جمع ترويحة وتطلق فى الأصل على الإستراحة كل أربع ركعات وهى صلاة أقامها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأمر الناس بها فى شهر رمضان سنه14هـ.
ويشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار إلى حرص السلطان صلاح الدين على صلاة القيام بإنشاء مصلى خاصة لها بقلعة الجندى برأس سدر والمسجلة كأثر من الآثار الإسلامية عام 1989 وتبعد 100كم جنوب شرق السويس وبناها صلاح الدين فى الفترة من 578هـ / 1183م حتى 583هـ / 1187م من الحجر الجرانيتى والجيرى والرملى وتضم مسجدين ومصلى لصلاة القيام والعيدين عبارة عن مكان مكشوف له محراب يحدد اتجاه القبلة في جدار طوله 15.9م وبنى المحراب من الحجر المنحوت وعرضه 80 سم وعمقه 84 سم.
ويضيف الدكتور ريحان أن قلعة الجندى تضم جامعًا كبيرًا له مئذنة بقيت قاعدتها بالطرف الغربى من واجهته الشمالية الغربية وله مدخل معقود بعقد مدبب يعلوه بقايا شرفات وتعد واجهته الجنوبية الشرقية من أهم الواجهات، حيث كان يوجد بها النص الإنشائى للجامع والصهريج الموجود أسفله وهو الآن بمتحف الفن الإسلامى بباب الخلق، وتوجد بهذه الواجهة فتحة باب تؤدى إلى الصهريج أسفل الجامع كما تتميز الواجهة الشمالية الشرقية بوجود شباكين ويتوج كل شباك عتب حجرى به زخارف إشعاعية تخرج من دائرة مركزية تنتهى بأشكال محارية، وتخطيط الجامع من الداخل مستطيل مقسم إلى ثلاثة أروقة وكان يسقف الجامع سقف مسطح من براطيم خشبية (كتل خشبية ممتدة بين طرفي السقف وتغلف بالتلوين والتذهيب) من فلوق النخيل مازالت بقاياها.
وينوه الدكتور ريحان إلى توافر كل وسائل الحماية للقلعة فهى مبنية على تل مرتفع وشديدة الانحدار فيصعب تسلقها ومهاجمتها ومحاطة بخندق اتساعه ما بين 5 و15.50م مما يزيد من مناعتها، ويحيط هذا الخندق بالقلعة من الجهات القليلة الانحدار والسهل تسلقها وهى الجهات الشمالية والشمالية الشرقية والغربية وهو خط الدفاع الأول عن القلعة وقد بنى من أحجار الدقشوم المتخلف عن بناء الأسوار والأبراج.
والقلعة قريبة من مصادر المياه الصالحة للشرب حيث تقع على بعد 5كم منها عين سدر ما يزال أهل سيناء يستعملونها حتى الآن كما أنها قريبة من مجرى سيل لذلك أنشأ جنود القلعة سداً فى وادى عميق قرب القلعة لحجز مياه السيول وكان طوله 20م وارتفاعه 6.15م، وقد دعمت أركان القلعة بأبراج مربعة ودائرية ويحوى السور مجموعة من الغرف منها ما استخدم لرجال الحراسة وأخرى استعملت مطابخ ومغاسل ومخازن لحفظ المؤن والعتاد وهو المعتاد فى أسوار المدن الإسلامية فى العصور الوسطى.
ويشير الدكتور ريحان إلى المدخل الرئيسى للقلعة بالجهة الشمالية الغربية وهو عبارة عن فتحة مستطيلة اتساعها 1.85م مبنى بالحجر المنحوت المهندم يعلوها عقد مستقيم من صنجات حجرية مزررة بمفتاح العقد دائرة داخلها لفظ الجلالة (الله) وكان يعلو العقد المستقيم عقد عاتق بصنجته الوسطى دائرة بها نجمة سداسية وفوق العقد العاتق اللوحة التأسيسية للقلعة بالخط النسخ الأيوبى البارز وعلى جانبيها سرتان دائريتان بإحداهما رسم السيف والأخرى الدرع والتى تبقى منها جزء يسير ولقد اتخذهما صلاح الدين شعارًا لدولته.
واللوحة التأسيسية من ثمانية أسطر كالآتى بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على محمد، خلد الله ملك مولانا الملك الناصر صلاح الد، نيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين الملك، يوسف بن أيوب خليل أمير المؤمنين أعمر، هذين البرجين والباب المبارك والصور العبد، الخاضع لله تعالى إبراهيم بن أبى بكر ابن، سختكمان العادلى الناصرى فى جمادى، الآخرة سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة
وللقلعة صهريج محفور فى الصخر يقع أسفل الجامع الكبير، ويقع فى المسافة بين الجامع الكبير بالناحية الغربية ومصلى القلعة بالناحية الشرقية الصهريج الصغير ومسجد القلعة، وتحوى القلعة حمامًا للبخار وسجنًا يقع على بعد 3.5م غرب الجامع عبارة عن قاعة كبيرة محفورة فى الصخر تخطيطها مستطيل وعلى عمق 7.5م يسقفه ثمان قباب ضحلة محمولة على عقود تستند على دعامات مستطيلة، وكان يتم إنزال الخارجين على القانون فى السجن بالحبال عن طريق فتحة فى سقف السجن بقاياها واضحة به بقايا مواسير فخارية لتوصيل المياه للسجناء ويضم السجن دورة مياه، كما تضم القلعة سكنًا لنائب القلعة وإلى الشمال من القلعة جبانة عبارة عن مقابر صغيرة لدفن من يموت من الحامية الموجودة بالقلعة أو الذين يمرون بطريق القلعة، كما عثر قرب قلعة الجندى على أفران حرق الجير مخصصة لحرق الحجر الجيرى لتحويله إلى جير يستخدم فى البناء بعد خلطه بمواد أخرى مثل الحمرة أو القصروميل أو الطمى.