بذكاء شديد ينصرف الجمهور المصري عن الأعمال التلفزيونية الرمضانية دون المستوى من مسلسلات تصل إلى 25 مسلسلا رمضانيا وبرامج يصرف عليها الملايين من الجنيهات على أعمال يصفها المواطنين في مناقشاتهم الخاصة والأحاديث والسهرات الأسرية الرمضانية بأنها ليست على المستوي الجيد بل أعمال سطحية وثقيلة الظل ولم تحقق لهم المتعة أو التسلية أو حتى في تحسين الصورة الفنية بسبب المفردات والألفاظ غير اللائقة في تلك الأعمال الرمضانية، فضلا عن الابتعاد عن أي قيم اجتماعية أو إنسانية في النهاية وكأنها أعمال أنتجت بعيدا عن الواقع مكررة ولكن بعناوين ومعالجات مختلفة وفى المقابل يتقبل المشاهد المصري الذكي الأعمال الجادة التي تخدم عقله وذوقه.
وقد رصدت بعض التقارير.. الصحفية والاستطلاعات للرأي أنه لا توجد استفادة من الدراسات المتخصصة في تقييم البرامج من أجل إنتاج تلفزيوني جيد وأفضل يعود على المواطنين من أجل تحقيق أهداف ترضى الجمهور من ثقافة ومتعة وتسلية وإسعادهم ومن هنا فرز المواطنون في السنوات السابقة بين الغَثِّ والسمين بين الأعمال الدرامية وبرامج التسلية أو حتى الفوازير للإضحاك مثل برامج المقالب السمجة التي لا تحترم المشاهد أو ضيوف البرامج من النجوم الذين يسعون للحصول على مبالغ طائلة لتمثيل مقالب سخيفة يوهمون فيها المواطنين للإضحاك وهي والبرامج التي كانت تحمل رسائل من ثقل الدم أو الاستظراف أو حتى من الإفهيات والمشاهد التي لا تراع مشاعر المواطنين أو أقل ما يقال عنها إنها غير مقبولة اجتماعية و لم تراع مشاعر المواطنين.
وإذا كانت الخسائر الأدبية والمعنوية هي الأفدح للمواطنين فعلى الجانب الآخر كانت الأرباح بالمليارات من الجنيهات حصيلة ما يسمى تورتة الإعلانات التي تحقق وتملأ جيوب المستفيدين من أصحاب المصالح الخاصة والسبوبة، وتحقق المراد لهم، حيث نجح أصحاب الإعلانات من فرض سيطرتهم على المسلسلات والبرامج لتصبح هي الأصل وأصبحت الأعمال الفنية هي فواصل الإعلانات، وقد ساعد على انصراف المواطنين أيضا غياب الفنانين الكبار على رأسهم الفنان الكبير عادل أمام وغيرهم من الفنانين الذين لهم محل تقدير من المشاهدين والمعجبين.
وقد برز جليا وبوضوح شديد اتجاه مؤشرات المواطنين نحو قناة ماسبيرو زمان، تلك القناة المحترمة، وكان الأصل هو البحث عن مشاهدات أفضل حيث رؤية كنوز الأعمال الدرامية والبرامج والفوازير والحوارات التي تحقق للمواطنين المتعة والثقافة والتسلية، والاستمتاع من فنون الزمن الجميل، وقد برز ذلك من خلال أحاديث المواطنين والمهتمين من العامة والمثقفين والمهتمين عن قيمة ماسبيرو زمان التي تعمل في صمت دون ضجة أو ضجيج أو حتى إعلانات لتقدم المتعة من إنتاج الزمن الجميل.
وقد فرضت طبيعة البرامج والمسلسلات وحتى الفوازير.. جذب المشاهدين وقد كانت فرحتي كبيرة بأحاديث الشباب المصريين عن أهمية قناة ماسبيرو زمان وبرامجها.
ولعل ذلك يعكس قدرة ووعي الشعب المصري الطواق والمحب للثقافة والفنون وكل القيم الأصيلة والمتشوق نحو الثقافة العميقة والأصيلة، والدليل ليس الحنين للماضي، لكن البحث عن الفن الأصيل والمتقن والأفضل، والذي كانت له أهداف واضحة، والمفارقة هنا ليست المقارنة بين الحاضر والماضي، ولكن في الرؤى لأهمية الفنون والثقافة والمصلحة العامة التي هي أهم معاركنا الأساسية لإعادة بناء الجيل الجديد وهنا نتساءل.
• هل استفاد المسؤولون من الدراسات والأبحاث المتخصصة التي قدمها الخبراء من أجل إعلام أفضل؟ يعمل لصالح التنمية وبناء الإنسان المصري العمود الأساسي لبناء بلدنا التي نريدها للأفضل؟
تبقي تحية إلى ماسبيرو زمان، وكل عام وأنتم بخير، وعيد فطر سعيد بإذن الله، ويأمل أن يشاهد المواطنون في رمضان الحالي أعمال أكثر عمقًا ومتعة وتسلية تحترم عقلية المشاهدين.