قال الدكتور رائد العزاوي، رئيس مركز "الأمصار" للأبحاث والدراسات، إن ما يحدث في محافظة الأنبار العراقية من هجمات للميليشيات وتهجير الآلاف من منازلهم ،هو عملية تغير ديموغرافي لصالح إيران وحلفائها في العراق، مضيفًا أن حقيقة مايجري في الأنبار هو جزء من مسلسل قديم بدأ منذ أن قررت إيران أن تدعم مجموعة ميليشيات مسلحة، وأن تدعمها بالسلاح بعد ما حدث من داعش في عام 2014.
وأوضح العزاوي، أن ما يجري الآن هو شيء قديم عندما قررت هذه الجماعات المسلحة بعد الحرب ضد داعش، أن تتمركز في هذه المنطقة وأن تشكل جيبًا من جيوب الانتشار نحو الغرب باتجاه سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد، والجميع يتذكر قصة "صهيب الراوي" المحافظ الأسبق لهذه المحافظة الذي طرد في ذلك الوقت قبل أن يصدر بشكل كامل ويعطيهم مجموعة من المعسكرات لألوية "الطفوف"، حيث تذكرنا بقضية قاسم مصلح وأيضًا كتائب حزب الله التي سيطرت على منطقة القائم والكيلو 160.
قبول الميليشيات في المنطقة
وتابع: في بعض المناطق القريبة من بغداد والتي أقولها بشكل واضح أنها أصبحت مناطق ذات نفوذ إيراني ودفعت أهالي تلك المناطق وصل بهم الحال إلى قبول هذه الميليشيات بعد أن غٌيب الآلاف من أبنائهم و هدمت منازلهم وتمت إزاحتهم من مناطقهم وتغير ديموغرافيتها.
صراع في المنطقة
وأوضح، أن هذه مسألة صراع بين إيران وحلفائها من جانب وبين أهالي هذه المنطقة من ناحية أخرى الذين وصلو إلى حالة عدم قبول ما يجري في مدنهم وعمليات التخويف و الترهيب التي تعيشها مدينة الأنبار.
وأضاف: في الحقيقة هذا الصراع ليس مسألة عشائرية كما يعتقد البعض إنما مشكلة صراع بين جهتين وهما جهة حقيقة واضحة المعالم وجهة أخرى تحاول التمسك ببقاء هذه المحافظة بعيدة عن الصراعات بين تلك الميليشيات، وجهة أخرى لها علاقات بالميليشيات الإيرانية.
ولفت مدير مركز الأمصار، إلى أن منطقة الأنبار أصبحت مرتعا لتجارة الحشيش والمخدرات تابعة لهذه الميليشيات بالإضافة إلى عمليات التهريب فأصبحت هذه المنطقة تجلب ملايين الدولارت لهذه الميليشيات، مضيفًا: صحيح هناك صراع واضح وربما يتفق البعض أنه لا يزال الحلبوسي ولا زال حلفاؤه في تلك المحافظة لديهم نفوذهم في المنطقة.
وعن رد الحلبوسي عن تهجير أهالي المنطقة، قال العزاوي، إنه كان هناك رد فعل إيجابي من الحلبوسي على هذا الموضوع ولكن ليس هذا رد الفعل المنتظر وإنما هذا رد فعل إعلامي يمكن أن نتحدث عنه كإعلام.
واختتم قائلًا: "اذا كان السيد الحلبوسي يعتبر نفسه الآن ممثلا لسنة العراق فكيف يمكن له أن يتحدث بهذه الطريقة،كان عليه أن يتخذ خطوات واضحة لمواجهة المخاطر التي يتعرض لها أهلنا في الأنبار، وكان عليه أن يقول لهذه الميليشيات أين أبناؤنا المغيبون لماذا تاجرتم بقضية المغيبين في العراق؟ ولماذا قلتم لهم قبل الانتخابات سنعيدكم إلى مدنكم ولم توفوا بتلك الالتزامات وها قد مرت 6 أشهر عليها الانتخابات وها أنتم في مكانكم ، فقط بحثتم عن مناصبكم وعن كراسيكم، وإذا كنتم فعلًا تمثلون السنة في العراق ما هو مصير الآلاف من سكان هذه المنطقة، حيث تقول تقارير إن سكان هذه المناطق هجروا بالكامل من مناطقهم وأصبح الأهالي غير قادرين على العودة لها من المسؤول عن ذلك، يجب أن تكون ردود الفعل مسؤولة ليست ردود فعل على السوشيال ميديا".