الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

النور مكانه في القلوب.. مكفوفون يصنعون الفوانيس من الخوص

مكفوفين يصنعون فوانيس
مكفوفين يصنعون فوانيس من
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد بزوغ ضوء الشمس بقليل يستعد شباب وبنات من المكفوفين بإحدى الجمعيات الخيرية بمحافظة الإسكندرية، لعمل شاق وطويل يتطلب مهارة عالية ومشقة لنسج خيوط الكليم التى يشكلونها بأناملهم الذهبية بجانب عمل فوانيس رمضان من الخوص الذي يجمع من سعف النخيل، تلك المهنة التي تحتاج لصبر طويل ومهارة منقطعة النظير.


تقول حنان حشيش، مؤسسة إحدى جمعيات رعاية المكفوفين، منذ طفولتي وأنا أتطلع للمشاركة في الأعمال التطوعية والخيرية وخدمة الآخرين، وفي عام ٢٠٠٥ كنت أعمل بإحدى الجمعيات فطلبوا مني اختيار مجال معين أعمل به فقمت باختيار رعاية المكفوفين، مؤكدة أن الصدفة قادتني لعالم المكفوفين وتعرفت عليهم من خلال التعامل معهم حتى أنني انبهرت بالتعامل معهم، «للأسف إحنا فاهمينهم غلط لأن أغلبنا ما يعرفش إن ربنا عوضهم عن فقدهم البصر بطاقات كتيرة جواهم لما بتجد طريقها بتظهر قدراتهم الحقيقية»، كما تروي.


وتواصل، فقمت بتدريبهم ومساعدتهم على أنشطة كثيرة، حتى جاء عام ٢٠١٧ وقمت بتأسيس جمعية ترعى المكفوفين وتهتم بشئونهم وكان هدفي من منذ اليوم الأول إخراج الإبداع الذي بداخلهم، بالإضافة لتعليمهم صنعة يقدروا يواجهوا بها الحياة لأن فرص عملهم قليلة. موضحة أنا، قمت بإنشاء ورشة لصناعة البامبو، كما وفرت لهم المواد اللازمة والمدربين، ومن هنا انطلق الإبداع والتميز الذي تشهد منتجاتهم عليه، حتى أصبحنا نشارك في جميع المعارض بكل المحافظات طوال العام بفضل حرفيتهم العالية ومنتجاتهم يتم شحنها لكل أنحاء الجمهورية. وتضيف: «بمناسبة شهر رمضان المبارك قام الشباب والبنات من المكفوفين هنا بصناعة فوانيس رمضان من الخوص الذي يجمع من سعف النخيل بطريقة فنية رائعة بعد أن تم تدريبهم عليها».


تشعر «حنان» بأن الله اختارها وسخرها لخدمة وإحياء الأمل من جديد في نفوس هؤلاء المساكين فتقول، مافيش أجمل من أن ربنا يختارك ويسخرك لتدعم حلم ومشروع إنسان وتحيي فيه الأمل من جديد وتنور طريقه، واليوم بفضل ربنا وبفضل إرادتهم وقدراتهم وعزيمتهم استطاعوا أن يسجلوا اسما في عالم البامبو ولديهم منتج مميز، وسعادتي لا توصف وأنا أراهم ينطلقون ويحجزون لأنفسهم مكانة خاصة وسط عمالقة تلك المهنة.
وتابعت: «ليست هناك سن معينة للالتحاق بالجمعية فنحن نقبل جميع الأعمار وليس هناك أيضا أي شروط أو اختبارات للقبول، فكل ما نسعى إليه هو تقديم كل أنواع الدعم النفسي والاجتماعي وتعليمهم كل أنواع الحرف من خلال مدربين متخصصين»، موضحة أن، تبدأ مواعيد العمل من الساعة العاشرة صباحًا حتى الخامسة عصرًا، ونوفر لهم مواصلات خاصة تأخذهم من المنزل حتي الانتهاء من العمل للعودة لمنازلهم بجانب تخصيص مبلغ مالي شهري لهم لتشجيعهم على المزيد من التفوق والإبداع، وتؤكد أن الجمعية تهدف إلى رعاية المكفوفين وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم ومساعدتهم في تنمية مهاراتهم وخلق فرص عمل محترمة لهم.
وتختتم كلامها: «أحلم بأن يعطي الناس فرصة كبيرة للمكفوفين لرؤية إمكانياتهم وإعطاء المزيد من الفرص لهم وتوفير المناخ الملائم لهم لإخراج المزيد من المواهب التي لديهم، كذلك أطمح إلى التوسع في جميع أنحاء الجمهورية لرعاية جميع المكفوفين في مصر».