من معالم عظمة مصر وتقدمها، أنها عرفت الإله الواحد، وقدّسته بل وتقرّبت له وقدمت له القرابين، واتخذت مقدسًا من نبات أو طير أو حيوان واعتبرته رمزًا للخير الذي فاض به الرب على شعب مصر، بل ورفعت هذا المُقدس وأعلت من شأنه وبنت له المعابد ونقشت رموزه على جدران المعابد وأطلقت عليه لقب الإله. لم يكن لقب الإله الذي أطلق على هذه المقدسات مقصود به الإله الأكبر خالق الكون، وإنما إله خاص بشأن معين من شئون الحياة، كالزراعة والخصوبة، والنيل، والهواء، كنوع من أنواع العرفان والشكر لهذا المُقدس وفق المعتقد المصري القديم. خلال الشهر الفضيل تصحبكم «البوابة نيوز» في رحلة للتعرف على أشهر مقدسات مصر القديمة.
"آبيس" لقب العجل المقدس، الذي كان يُدفن في مقابر السرابيوم بسقارة، وكان عجل أبيس يرمز للخصوبة، وكان يعبد في منف، واعتبره قدماء المصريين روح الإله بتاح، لهذا كان يتوج بوضع قرص الشمس بين قرنيه، وتم العثور على تماثيل برونزية له ترجع للحكم الفارسي لمصر، وكان يقع الاختيار على عجل أبيض اللون به بقع سوداء بالجبهة والرقبة والظهر، وكان يعيش في الحظيرة المقدسة وسط بقراته، وعند موته كان الكهنة يدفنونه في جنازة رسمية، ثم يتوج عجل آخر كإله بالحظيرة المقدسة وسط احتفالية كبرى.
لون العجل آبيس باللون الأسود، فيما عدا مثلث أبيض صغير على جبهته، وبين قرنيه يوجد قرص الشمس مزين بالأصلة أو الكوبرا، كما يوجد على ظهره رسم للنسر المجنح، و"آبيس" من أهم الرموز في الميثولوجيا المصرية لمصر القديمة، وكان يرمز للخصوبة، وانتشر في ممفيس، واعتبره قدماء المصريين ابن الرمز بتاح، لهذا كان يتوج بوضع قرص الشمس بين قرنيه، ومع الوقت زادت أهميته وانتقل إلى الحضارات اليونانية والرومانية.