فى سلسلة «هواها شعبي» التى تقدمها جريدة «البوابة نيوز» خلال شهر رمضان المبارك نحاول الإجابة عن سؤال الهوية المصرية، أو بالبلدى كدا «إحنا مين؟»، وهل نحن حقًا نحمل سمات الحضارة المصرية القديمة، بكل ما تحمله من موروث ثقافى امتد عبر الأزمنة المتعاقبة، ومازال ينبض حيًّا جسده المصرى القديم عبر جدران المعابد والمقابر الأثرية. فمازال المصرى يحتفل بأعياد دورة الحياة من ميلاد وزواج ووفاة، حتى احتفالات الحصاد وغيرها من الاحتفالات التى تعبر عن الهوية المصرية، وفى هذه السلسلة سنعبر خلال الأزمنة والأمكنة لنلقى الضوء على هويتنا المصرية والمجسدة فى تراثنا الشعبى «الفولكلور»..
يحكي الراوي الشعبي في سيرة الظاهرة بيبرس أن شجرة الدر قد اشترطت بعض الشروط لقبولها بخطبة الأمير أيبك لها، وكان يشوب تلك الخطبة بعض من الطرافة التي تناولتها الحكاية الشعبية، ويقول الراوي: حينما توجه الأمير بالطلب إلى الظاهر بيبرس، أخبر الظاهر بيبرس شجر الدر بطلب الأمير، والتي اشترطت أن يكون الوزير الأغا شاهين بأن يكون وكيلها في مناقشة أمور الزواج، على أن تجرى هذه المناقشة من خلف ستار حتى تتمكن شجر الدر من إملاء شروطها بنفسها دون أن يلحظ أحد.
ووضعت شجر خمسة شروط، وهي أن لا يقيد أحد حركة زيارة الظاهر بيبرس لها في أي وقت، أن تكتب حجة شرعية للظاهر بيبرس بكل ما تلك شجر الدر من مال ونوال وأمتعة، أن لا تنتقل من سراتها، أن يكون مهرها ستة خزن من المال بحيث يكون المقدم منها أربعة والمؤخر اثنين، أما الشرط الأخير فكان على النحو الآتي أنه في حالة ذهاب بيبرس إلى شجر الدر يستخدم الحمام ويغير ملابسه كيفما شاء..!!.
وبعدما وافق أيبك على شروط «شجر الدر» تم قراءة الشروط على الجميع وقرأت الفاتحة.
وفي العادة يقوم العريس بالتقدم لخطبة العروس، ولكن الحكايات الشعبية تحمل في طياتها ما هو أغرب وأعجب، ففى سيرة الظاهر بيبرس أيضًا لدينا حكاية عن سيدة تقوم بطلب يد رجل للزواج، ويقول الراوي أن مريم الزنارية بعد أن تقدم لها عدد من رجال الدين للزواج منها بعد أن اعتنقت الإسلام لكنها رفضتهم جميعًا، وكانت تجد أن لا ضرر من أن تقوم هي بنفسها بخطبة زوجها المستقبلي، حيث قامت بطلب القرب والزواج من معروف بن حجر الملقب بـ «سلطان القلاع والحصون»، والأغرب في الرواية أنها قد قامت بخطبته بعد أن قام بأداء فريضة الصلاة بالمسجد.
أما حكايات ألف ليلة وليلة فتحمل لنا الكثير والكثير من الغرائب والعجائب التي تصاحب الخطبة والعرس والزواج، عن حكايات الملوك وزيجاتهم وزيجات بناتهم وعن المهور وما تخفيه من جواهر ولؤلؤ ومرجان وقصص عجيبة الأثر، حفظها لنا الراوي الشعبي في حكايات الزير سالم .. ومن بين الحكايات حكاية الملك «طيغموس» حاكم بلاد كابل، وزواجه من ابنه الملك «بهروان»، فما هو مهر العروس هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة من «هواها شعبي».