في أحد الشوراع الفرعية في منطقة الدرب الأحمر، وهناك في آخر الزقاق الصغير تجد فوانيس كبيرة موضوعة على الأرض، ما بين متر وثلاثة أمتار، وأخرى معلقة في السقف، وبالداخل رجال جالسون يواصلون أعمالهم ليل نهار، فمن بينهم شاب عشرينيا تركت النيران في يديه علامات، وهناك أخر أرهقه العمل ففترش الأرض ونام في مكانه حتى الصباح.
داخل ورشة صغيره بهذا المكان يجلس "طارق أبو العدب" البالغ من العمر 52 عامًا، أمام النيران يلحم الفوانيس الساج ببعضها، فرغم حصوله على بكالوريوس في التجارة وعمله كمحاسب، إلا أنه لم يترك مهنة والده الذي تربى عليها طوال سنوات طفولته، بل يعمل على توريثها إلى أبنائه أيضًا في محاولة للحفاظ على التراث المصري الذي اشتهر خلال العصور السابقة.
يقول الرجل الخمسيني أن الأمر بدأ معه منذ الخامسة من عمره، حينما كان ينزل مع والده للعمل في الورشة وأيضًا على الفرش الذي يبتاعون عليه هذه المنتجات، كنت بعيش اليوم كله معاهم لحد ما وصل الموضوع معايا لدرجة العشق خلاص بقيت شغال بحب للمهن لحد ما اشتغلت فيها.
الرجل الخمسيني الذي عمل في العديد من الشركات وتنقل بين المناصب الإدارية المختلفة، اقتنع أن السبيل إلى الراحة هو العمل حرًا في مهنة والده، الأمر الذي جعله يترك كل ذلك ويعود إلى حيث تربى وترعرع، وبدأ العمل في صناعة الفوانيس: "بنفضل طول السنة نصنع الفوانيس والموسم يبدأ من بعد مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي تجار بتصدر للخارج، والنوع التاني من التجارة بيشتري في شهر رجب وشعبان، وبالتالي يكون البيع لمدة 4 أشهر تقريبا وبقيت السنة بتكون تصنيع".
وأضاف الرجل الخمسيني أن هذا العمل من الصناعة في الفوانيس يتم تصديرها إلى الخارج إلى السعودية وقطر وتركيا، وأيضًا بعض الدول في المغرب العربي، الأردن أيضًا، والبحرين من التصنيع المصري في الورشة هنا، وأيضًا قبل ذلك تم تصديره روسيا وألمانيا.
وتابع طارق أن الفوانيس لها أسماء تعرف بين التجار مثلا فانوس اسمه "طارق العلمى"، وآخر "مقرنص – مركب تروماي"، حاليا يوجد أسماء آخرى مثل :"شويبس – برج – شمامة"، يختلف كل فانوس في شكله حسب اسمه، مضيفًا: ان الفوانيس الجديدة التي تأتي من الصنيع لا تؤثر على صناعة الفوانيس المصرية أيضًا، لأننا هنا نعمل على صناعة الفوانيس الكبيرة التي تستخدم في الشوارع والكافيهات وغيرها.