الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تعرف على توقيت إعادة مباراة مصر والسنغال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا أنكر خفة يد مسئولي اتحاد الكرة في إعطاء الشعب المصري حقنة البنج، الأمر الذي جعلهم يعبئونها هنا ويذهبون بها للدوحة لجلب إبرة من الفيفا غير سامة لا تبطل الصيام.
كان الحقن بالبنج ناجحًا لدرجة كبيرة ساعدهم في ذلك تمرجية الإعلام الذين ما ادخروا جهدا في مسح موضع الحقن بقطن مبلل وضعوه في العناوين ما بين تعرف على موعد الإعادة.. وفي هذه الحالة تعاد المباراة.. واستدعاء مباراة "الطوبة" من الذاكرة والفيفا تدرس إعادة مباراة الجزائر في السودان وما بين بكاء محمد فؤاد في الخرطوم وليزر صلاح في داكار حكايات كثيرة من الخداع أبرزها استمرار كيروش.
المضحك في الأمر أننا خسرنا قبل المباراة في دكار، وما كان هناك مشهد من الهزائم معاد، نضحك ونبكي وننفعل فيه بإيحاء مشاهدتنا للمسلسلات القديمة التي ينتصر فيها البطل الأعزل أمام جيش مدجج من السلاح.
بنينا مصر جديدة بصفحات بيضاء ليس فيها حكايات لم يسكنها أحد، نقلنا جمهور الدرجة الثالثة إلى المقصورة الرئيسية قوالب دون قلوب، وأغلقنا خزانة الحكايات في العشوائيات فتاه الجمهور بين رباطات العنق وأهازيج التشجيع فخرج العرض صامت كما لو كان لشارل شبلن.
وقفنا لسنوات وما زلنا ننتظر عدالة السماء تنزل على استاد باليرمو ولم نرفع أيدينا كغلام موسى لاستدعائها.
كان لدينا الوقت الكافي لنتفحص الأمس، ونبني بتأن لكن على عجالة بنينا أحلامنا كبيوت من الرمال لم تقوَ على مواجهة الأمواج.
غيرنا الخطة إلى نفس الخطة ألف مرة، وانتظرنا نتائج مغايرة، ونسينا أن السعادة عادة، وفعل ومداومة واستمرار، وليست صدفة أو ضربة حظ بركلة جزاء.
لدينا اتحاد على لافتات لكنا فرقاء في طريقي الأمل والألم وكل منا يغني على ليلاه، خلنا أن التاريخ يكتب فرادى وأن المجموع عبء على السطور، فصفدنا أرواحنا بالفردية والأنانية، وأضعنا في كل المباريات الوقت الأصلي والإضافي الذي منحتنا إياه الحياة لنعلق خيباتنا على مشانق الحظ فعادينا حتى الحظ الذي كان ينحاز إلينا رأفة أحيانا.
ستُعاد مباراة مصر والسنغال حينما نستعد لذلك، حينما يرفع الجنيه رأسه أمام الدولار، حينما يستعيد المواطن أمله، حينما تخرج أرواح الفقراء من غرف الإنعاش، حينما لا نخاف من الغد كخوفنا من الأمس، حينما لا نبتاع الفرحة بل نصنعها بإيدينا، حينما لا نذبح كل صلاح فقط؛ لأنه صنع نجاح في زمن الرسوب.
ستعاد مباراة مصر والسنغال إذا كففنا التعامل مع الشعب كعبء وأرقام وأولينا الاهتمام للتعليم والصحة.
ستُعاد مباراة مصر والسنغال إذا أوقفنا أزلنا السياج من السماء وسمحنا بحرية الرأي والتعبير، وحطمنا أصفاد الأقلام.
ستعاد مباراة مصر والسنغال إذا لم نسرق دقيق الأحلام، وأعطينا العيش لخبازه، ولم نشعل الأفران بأجساد الثكالى والضعفاء.
ستُعاد مباراة مصر والسنغال إذا لم نبع تذاكر الحلم في السوق السوداء، ومنحنا الفقراء الأمل، وفرص للعمل بدلا من وجبات الإفطار.
ستُعاد مباراة مصر والسنغال إذا التقينا على فكرة وفقرة حب وغنينا لصبح قادم بلا عناء.
ستعاد مباراة مصر والسنغال إذا تخلصنا من الداء وصنعنا بأيدينا الدواء، إذا وقفنا جميعا سواسية أمام القضاء.
ستُعاد مباراة مصر والسنغال إذا تخلصنا المزاجية، وكان الانتقاء للجهد والعطاء.
وحتى يحين الحين لن تُعاد المباراة.